01-يوليو-2022
الشهيد علي حسن حرب من اسكاكا قرب سلفيت المحتلة (gettyimages)

الشهيد علي حسن حرب من اسكاكا قرب سلفيت المحتلة (gettyimages)

نشرت صحيفة "هآرتس" في نسختها الإنجليزية، مقالًا بعنوان "الإسرائيليون يمولون الإرهاب"، يدور أساسًا حول مؤسسة مجتمع مدني يمينية، تنشط مؤخرًا في الدفاع عن "حقوق المستوطنين"، أما بروزها الكبير فيأتي مع استشهاد الشاب علي حسن حرب، في قرية اسكاكا شرق سلفيت، واعتقال مستوطن بتهمة طعن الشهيد حرب.

ويمكن من خلال المقال التالي الذي نقدم أجزاءً منه أن نفهم ماذا تعني إصدارات مؤسسة "بتسيلم" التي تقول إن "عنف المستوطنين= عنف الدولة" من خلال زاوية جديدة للنظر تظهر التواطؤ والتماهي البنيوي من العنف الذي ينتج في دولة استعمار استيطاني، بين مؤسسة الدولة ومستوطنيها التي تختفي بينهم الحدود دائمًا خلال مواجهة الفلسطيني/ة.

نشرت صحيفة "هآرتس" في نسختها الإنجليزية، مقالًا بعنوان "الإسرائيليون يمولون الإرهاب"

يشير المقال إلى أن منظمة "هونينو" المهتمة بالدفاع عن عنف المستوطنين، أصدرت أكثر من 20 بيانًا صحفيًا منذ يوم الأربعاء الماضي، وذلك بعد اعتقال مستوطن يهودي من مستوطنة أريئيل "للاشتباه في قيامه بطعن" الشاب حرب، في اليوم السابق. وكانت المنظمة قد تصدت للتمثيل القانوني للمستوطن المعتقل، فيما كانت لغة بياناتها حول المستوطن تقول إنه "نجا من الإعدام خارج نطاق القانون"، وهي عبارة متكررة في بياناتها الصحفية، وأنه تعرض للتعذيب على يد الشاباك أثناء الاستجواب.

يضيف المقال الذي كتبته عنات كام، أن هناك عدة مئات من الأشخاص، معظمهم تقريبًا من التيار الرئيسي لحركة الاستيطان اليهودية في الضفة الغربية، تظاهروا خارج مركز شرطة الاحتلال في مستوطنة أريئيل ليلة السبت لدعم المستوطن. في مظاهرة تحت عنوان "اليهود يتعرضون للهجوم من خلال الإعدام خارج نطاق القانون ويجدون أنفسهم يتعرضون للتعذيب في أقبية الشاباك". لم يتوقف الأمر عند ذلك، ففي يوم الثلاثاء، أصدرت مجموعة من الحاخامات الصهاينة المتدينين، بيانًا يحث سلطات الاحتلال على "إطلاق سراح المشتبه به فورًا ودون قيد أو شرط!"، وفي ملاحظة على هامش ذلك، تكتب عنات "تذكير: هذا مستوطن يشتبه في طعنه لفلسطيني حتى الموت. هل سيتظاهرون بهذه الطريقة دفاعًا عن تاجر مخدرات قتل منافسًا؟".

ويضيف المقال أن هناك تصاعدًا في نشاط منظمة "هونينو"، فالمنظمة مسجلة باعتبارها منظمة غير ربحية، تهدف إلى "تشجيع أصحاب العمل على إعطاء الأفضلية لقدامى الجنود الإسرائيليين السابقين"، وأنها مستعدة للدفاع عنهم في هذا السياق. لكن نشاطها الرئيسي كما يبين المقال، إن لم يكن الوحيد، هو الدفاع عن المستوطنين اليهود في الضفة الغربية ومحاربة الشاباك وتكتيكاته عندما يكون المعتقل يهوديًا فقط. 

المنظمة التي تأسست قبل 20 عامًا بلغت ميزانيتها أكثر من 4.5 مليون شكل (1.3 مليون دولار)، وتحصل على تمويلها من مصادر أجنبية أساسًا، لكنها تعد معفاةً من الضرائب لأنها جميعة غير ربحية بحسب تسجيلها، رغم أنها تعاني من إشكاليات في الإفصاح عن مصادر تمويلها، إلّا أنها ما تزال مستمرة في العمل، رغم إخطارها عدة مرات بذلك. وتحصل المنظمة على تمويلها من خلال "صندوق إسرائيل المركزي" في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتضيف كاتبة المقال أنه يجب أن نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية - فالمتهمون الذين تمثلهم "هونينو" هم إرهابيون، ومن خلال تمويل الدولة لنشاط هونينو بشكلٍ غير مباشر، أي عبر الإعفاء من الضرائب، فإن "إسرائيل" تعبر عن دعمها لأفعالهم.