14-أبريل-2018

صورة توضيحية - Getty

بعد إطلاق عملية التسوية السلمية، أنشأت إسرائيل ما أسمته "مركز عمليات الوعي"، ليكون واحدًا من أقسام جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، ويتخصص في إدارة الحرب النفسية، وإنشاء مواقع إلكترونية تتقمص هوية جهات مختلفة، لكن أغلب عملياته تظل سرية، فيما يُعرف القليل منها، وهو إعداد منشورات دعائية وتوزيعها في فلسطين أو لبنان.

مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، أعاد رئيس أركان جيش الاحتلال آنذاك موشيه يعلون تنشيط المركز، وأطلق أكبر حرب نفسية في تاريخ جيش الاحتلال حتى تلك اللحظة، كانت  تحمل عنوان "كي الوعي"،  وتهدف إلى الضغط على السلطة الفلسطينية والفلسطينيين عمومًا، وإقناعهم أن المقاومة لن تحقق أي إنجاز لهم.

"مركز عمليات الوعي" الإسرائيلي مهمته نشر شائعات عبر وسائل الإعلام، لإثارة النعرات الطائفية، وتحقيق الردع عربيًا

ويكرّس المركز جانبًا من نشاطه لإثارة النعرات الطائفية. مثلاً، خلال حرب 1973، نشرت الوحدة إشاعة تزعم بأن الجيش السوري أعدم أحد ضباطه من أصول درزية بعد تعاونه مع الجيش الإسرائيلي. وقبل سنوات، نشرت صحيفة "معاريف" العبرية تقريرًا مطولاً أكدت فيه أن أحد أهداف نشاط المركز على الساحة الفلسطينية، هو استغلال الاختلافات في المجتمع الفلسطيني من أجل تسريع وتيرة عمليات مرغوبة لإسرائيل.

اقرأ/ي أيضًا: كيف تجسس الإسرائيليون علينا في المقاهي؟

ووفق المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس"، فإن أحد أساليب المركز لتحقيق غايته، زراعة أنباء في الصحف العربية لتحقيق أهداف إسرائيلية، من بينها مضاعفة قدرتها على الردع.

وكشفت "معاريف" أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تستخدم وسائل الإعلام لنقل رسائل لأعدائها وتهديدهم، وأحيانا بهدف "شفط المعلومات الاستخبارية"، موضحة أن اختيار وسيلة الإعلام يتم وفقًا لنوع العملية، وقد نُشرت معظم المعلومات الكاذبة في الصحافة العربية، لكن أحيانًا نُشرت تلك الأخبار الملفقة في صحف كبرى بلغات غير العربية والعبرية.

وقالت: "هذه الوحدة هي التي تُثير جنون العدو، الصواريخ والقذائف أسلحة فتاكة ولكنها لا تكفي، ففي إطار السعي لتركيع العدو؛ وحدة الحرب النفسية تستخدم سلاح التسريبات".

يبيّن البروفيسيور رون شليبر، الخبير في الحرب النفسية في جامعة "بار إيلان" في "تل أبيب"، أن الصحافة العربية الموجودة في لندن حظيت بمصداقية في نظر القارئ العربي، ولذلك نقلت إسرائيل من خلالها معلومات بهدف إنتاج الردع.

ويهدف نشر المعلومات لإثارة ردود فعل على المستوى العلني، أما في إطار الحرب السرية، فإن نشر معلومات معيَّنة يمنح الاستخبارات الإسرائيلية القدرة على جمع معلومات جديدة بعد العاصفة التي تثيرها "الأخبار المسربة".

يبين شليبر كيفية حدوث ذلك قائلاً: "بالإمكان نشر معلومات في الإعلام العربي تشير إلى أن الطيار الإسرائيلي المفقود محتجز لدى حزب الله؛ لإثارة نقاش داخل الحزب، وأحيانا تدرك تلك الصحف أن المعلومات قادمة مباشرة من الاستخبارات الإسرائيلية، وردود الفعل في لبنان أو سوريا أو إيران قد تزود الاستخبارات الإسرائيلية بمعلومات جديدة".


اقرأ/ي أيضًا:

باراك يكشف أسرار التجسس على الجيش المصري

ماذا تعرف عن أكشاك التجميل الإسرائيلية؟

فيديو | راعي الأغنام الجاسوس.. كيف أرسله الموساد للموت؟