22-أبريل-2017

Photo by: John Moore/Getty Images

صوب العاصمة الاسبانيّة مدريد، تتجه أنظار العالم يوم الأحد، لمتابعة "كلاسيكو" الأرض بين الغريمين التقليديين، ريال مدريد وبرشلونة، فيما يكون الأسرى في سجون الاحتلال أنهوا أوّل أسبوع من المعركة التي لا سلاح لهم فيها غير أمعائهم.

سجّل رونالدو هدفًا، فصبّ أحد الأسرى غضبه على جهاز الراديو الذي صار أشلاء، واضطرّ الأسرى لانتظار صحيفة اليوم التالي، لمعرفة النتيجة

في الأيّام القليلة الماضية، وتحديدًا مباراة ريال مدريد وبايرن ميونخ في دوري "الأبطال"، كان الأسرى يتابعون اللقاء من خلال إذاعة محليّة، سجّل رونالدو هدفًا قاتلًا، سمينح الريال الغريم الأبدي لبرشلونة تأهلًا قادمًا، فصبّ أحد الأسرى الداعمين لبرشلونة جام غضبه على الراديو الذي تطاير إلى أشلاء، واضطرّ الأسرى ليلتها لانتظار صحيفة اليوم التالي، لمعرفة الفريق المُتأهّل.

اقرأ/ي أيضًا: أعياد الأسرى.. قطايف و"بوظة" وشوق لـ"تفاصيل صغيرة"

الساعات التي تفصل بداية أيّ لقاء رياضيّ، تكون هامّة جدًا للأسرى الذين ينهمكون في إيجاد وسيلة تُمكّنهم من متابعة اللقاء، فكيف يكون الحال عندما تكون المواجهة بين أكثر الأندية جماهيرية وعشقًا للأسرى؟

بعد الـ17 من نيسان/ ابريل، وهو اليوم الذي بدأ فيه الأسرى إضرابهم، تبدو التحضيرات لهكذا أجواء رياضية خارج نطاق اهتمامات الأسرى، فالأيّام الأولى للإضراب عن الطعام تكون قاسية جدًا. لكن ذلك قد لا يمنع الأسير من التفكير في نتيجة الفريق الذي يشجّعه، ويرسم سيناريوهات المواجهة مع الفريق الغريم، وبالتأكيد سيفكّر في الردّ على الشامتين فيما لو كانت نتيجة فريقه سلبيّة.

من مطالب الحركة الأسيرة في الإضراب الحاليّ "إضافة قنوات فضائية تلائم احتياجات الأسرى".

من أجواء الكلاسيكو في السجون، أن يرتدي الأسرى الذين لديهم اهتمامات رياضيّة، قمصان الفريقين الغريمين، برشلونة وريال مدريد، تحضيرًا للمباراة، وإن لم يتمكّنوا من توفير طريقة ما لمتابعة المباراة، فيكفيهم أن يناكفوا بعضهم البعض بالقمصان التي يرتدونها.

في سجن النقب مثلًا، بعض الأسرى كانوا أبطالًا في الملاعب، وهم لا يتوانون عن محاولات التقاط ما يسمّونه "بثًا تلفزيونيًا" من خلال إلقاء سلك نحاسيّ على "شبك" قريب، وإن حصل وتمكّنوا فيتابعون مباراتهم بما تيسّر من "بثّ"، وإن لم تنجح المحاولات فبثّ الإذاعة لا مفرّ منه. وعندها تبدأ المشاحنات والاستفزازات تعليقًا على المباراة بين مُشجّعي الفريقين من الأسرى.

اقرأ/ي أيضًا: رسائل صغيرة كبيرة!

عدا عن جهاز الراديو، تُعد الجرائد العبرية مصدرًا إخباريًا مُهمًا لمتابعي الرياضة، ففي حال لم يتمكّنوا من متابعة المباراة في موعدها، يجدون نتائج مبارايات الليلة الفائتة في الجرائد، يتناقلون الأخبار، ويُحللونها على طريقتهم الخاصّة، كما لو أن المباراة انتهت منذ لحظات.

بعد ذلك، ترى صور الجريدة الرياضية مُعلّقة في غُرف وأقسام السجن، كُل أسير يأخذ نصيبه من صور فريقه المُفضّل.

حينما يجمع أحد الاسرى عشق نادٍ رياضي مع أسير آخر وتفرّقه عنه الغرفة خلال المباراة، يكون الشُبّاك هو طريقة الاتصال الوحيدة، كأن يقول أحدهم بصوت عالٍ "يا غرفة 5 هدف للريال.. تعال اطلع وشوف"، وفي اليوم التالي يُناقش الأسرى أحداث المباراة خلال (الفورة/ ساحة الاستراحة)، ومعها بالطبع الأمنيات المؤجّلة بممارسة عشق الساحرة المستديرة خارج أسوار السجن، مع عائلاتهم ومحبيهم.


اقرأ/ي أيضًا:

كريم يونس.. وما تبقّى من أمل

طحين الأسرى وابتساماتهم

نادر العفوري.. الجنون حين يُصبح خلاصًا