25-ديسمبر-2019

لليوم العاشر على التوالي، يتواصل اعتصام الحركة الطلابية داخل حرم جامعة بيرزيت، بعدما أغلقت الحرم الجامعي ردًا على قرار إدارتها منع "المظاهر العسكرية"، ولتحقيق عدة مطالب أخرى.

عشرات الطلبة تفرغوا للعيش بالكامل في جامعة بيرزيت، ومئات الطلبة يتوافدون يوميًا لدعم زملائهم

وبالرغم من اقتراب عطلة أعياد الميلاد، إلا أن باب الحوار لم تُفتح حتى الآن بين ممثلي الحركة الطلابية وإدارة الجامعة، ما ينذر باستمرار الاعصام لما يزيد عن 20 يومًا حتى انتهاء إجازة الميلاد.

وكانت نقابة العاملين في جامعة بيرزيت وأسرى سابقين قد طرحوا حلولاً للأزمة، إلا أن المحاولة باءت بالفشل.

خلال هذه الفترة، تفرغ عشرات الطلبة للعيش بشكل كامل داخل الحرم الجامعي، ومن خلفهم مئات الطلبة الذين يتوافدون يوميًا تعبيرًا عن دعمهم الحركة الطلابية، ما صدَّر مشاهد متفرقة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، كالاحتفال مثلاً بخطبة أحد الطلبة.

رافقنا الطالب كريم أبو حجلة، وهو أحد الطلبة المعتصمين، في جولة داخل الحرم الجامعي، للتعرف عن كثب على "خيم الاعتصام"، وكيف يقضي المعتصمون أوقاتهم.

منذ اليوم الأول أغلق الطلاب باب الجامعة برايات الفصائل، وفي الداخل شيدوا عدة خيام بأشكال مختلفة ينام بداخلها الطلبة ليلاً، ومن خيمة لأخرى كيبل مغذي للكهرباء، مصدره مجلس الطلبة.

يقول الطالب مالك القاضي: "في بداية الاعتصام صرحت الجامعة أن الموجودين داخل الجامعة قلة، ولكن بالتزامن مع هذا التصريح تواجد في الجامعة ليلاً نحو ألف طالب".

يُبين القاضي، أنهم منذ اليوم الأول للاعتصام لم ينقطعوا عن الدراسة، حيث تم توجيه دعوة للطلبة المتفوقين في مختلف التخصصات، من أجل تبادل الفائدة والدراسة مع الطلبة الأضعف منهم.

لم ينقطع المعتصمون في جامعة بيرزيت عن الدراسة، وقد شارك طلبة متفوقون في تبادل الفائدة مع زملائهم

وفي الجانب الترفيهي، يمضي الطلبة الأمسيات اليومية بالأناشيد الوطنية، والمسابقات الثقافية، وهي أنشطة "برعاية الحركة الطلابية دون فرق بين أي كتلة أو فصيل"، وفق القاضي.

وأضاف، "منذ اليوم الأول ولغاية الآن هناك تضامن غير طبيعي معنا، فمثلاً تجد أمًا قد حضرت مع أولادها وأستاذًا جامعيًا مع أولاده للتضامن، وهناك أساتذة يحضرون للاطمئنان على طلبتهم". طلابٌ من جامعة بيت لحم والكلية الأهلية حضروا أيضًا لجامعة بيرزيت معبرين عن تضامنهم.

وأفاد بأنهم يحتاجون لفتح العيادة، حيث تعرض شاب قبل أيام لوعكة صحية وتطلب الأمر نقله للمستشفى، وأيضًا لا يوجد سوى ثلاثة حمامات تلبي احتياجات ألف طالب.

خلال تجولنا داخل الحرم الجامعي لفت انتباهنا وجود ثلاث طالبات وطالب بزي الإسعاف الأولي لتقديم الإسعافات إذا ما لزم الأمر.

"وجبات الطعام من أجمل الأشياء، فمثلاً تأتي إليك وجبة من القدس بعد أن مرت عن ثلاث حواجز، أو وجبات من أهالي الطلبة ودعم من التنظيمات" وفق القاضي.

الطالب محمد حسن، عضو مجلس طلبة في جامعة بيرزيت، قال إنهم يقسمون العمل بينهم في تنظيف الجامعة، وتنظيم دوريات وألعاب شطرنج والكرة الطائرة وكرة القدم، وتنظيم دورات مجانية، مثلاً دورة تعليم الفوتوشوب، وندوات حول جدوى الاعتصام.

أما النوم فهو "غير مريح لأن الجو بارد" وفق حسن، لكنهم يحتملون "في سبيل تحقيق المطالب المرفوعة منذ سنوات".

أشهر الأنشطة التي قام بها الطلبة خلال الاعتصام هي الصورة الجماعية الألفية لطلبة الجامعة، وصلاة الجمعة في الجامعة عندما خطب بهم أحد الطلبة.

صلاة الجمعة في جامعة بيرزيت - تصوير أمجد قواسمة

والصورة الألفية كما أوضح لنا مسؤول لجنة العمل التعاوني في مجلس الطلبة عمر الرجوب جاءت بعد 6 أعمال تطوعية داخل الحرم الجامعي شارك فيها 650 طالبًا، قاموا خلالها بتنظيف الحرم ودهان الأرصفة والعناية بالأشجار.

وأكد الرجوب، أنهم بادروا في لجنة العمل التعاوني ليكون الاعتصام غير عبء على الجامعة، وإنما خدمة في التطوع للوطن ولجامعة الشهداء.

وتابع أن ما يصدر من صور ترفيهية مثل بث مباراة الكلاسيكو، هي أنشطة ليست للترفيه، وإنما لإثبات وجود الطلبة ورغبتهم بالاستمرار لتحقيق المطالب.

كلاسيكو الدوري الاسباني في الجامعة - تصوير أمجد قواسمي

يُذكر أن هذه الأزمة بدأت بعد أن أخلت إدارة الجامعة، الحرم الجامعي، مرتين خلال أقل من أسبوع، بعد أن خالفت الكتل الطلابية قرارها "منع مظاهر العسكرة" في الجامعة، وهو القرار الذي جاء بعد ضغوطاتٍ دولية على إدارة الجامعة سببها مزاعم جيش الاحتلال بأن حركة حماس تستخدم الحرم الجامعي في تنفيذ "أنشطة إرهابية ضد الإسرائيليين" وفق ادعائه، وذلك بعد أن أعلن اعتقال طلابٍ من الجامعة قال إنهم تجندوا في صفوف كتائب القسام.


اقرأ/ي أيضًا: 

جيش الاحتلال: كتائب القسام جندت طلابًا في جامعة بيرزيت

مدرسة اسمها بيرزيت