09-أغسطس-2017

بعد أكثر من 40 سنة مرت على استخدام جيش الاحتلال مدافع أمريكية من طراز "أم 109"، قرر جيش الاحتلال التزود بمدفع جديد من إنتاج إسرائيلي هذه المرة، بعد أن درست وزارة الجيش شراء مدفع من شركة ألمانية، وعدلت عن ذلك، تحسبًا من أن تقيد ألمانيا استخدام مدافعها لإطلاق القنابل العنقودية.

هذه التفاصيل كشفت عنها صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير لها، أوضحت فيه أن المدفع الذي ستنتجه شركة إسرائيلية تم اختيارها دون مناقصة، لا يزال في مراحل التطوير.

إسرائيل ستنتج مدافع لإطلاق قنابل عنقودية منها على غزة ولبنان، خوفًا من احتجاج ألمانيا على استخدام مدافعها لهذا الغرض

وتوصلت جهات صناعة القرار في الاحتلال الإسرائيلي لهذا القرار، بعد 87 جلسة نقاش جديّة وسريّة، أجرتها، لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، لدراسة تفاصيل عدوان "الجرف الصامد" على قطاع غزة قبل ثلاث سنوات. وتوصل المشاركون في النقاش، إلى ضرورة تحديث "العقيدة العسكرية" للجيش، ويقع في نطاق ذلك، التزود بأسلحة جديدة، تلائم التغيرات التي طرأت على جوهر حروب إسرائيل الجديدة بخلاف الماضي، تستهدف تنظيمات وليس دولاً.

وامتنع تساحي هنغبي رئيس اللجنة عن صياغة تقرير نهائي ونشره، لتفادي تأثيره السلبي على الانتخابات العامة السابقة. لكن عوفر شيلح رئيس اللجنة الفرعية للعقيدة الأمنية والعسكرية، الذي كان من ضمن اللجنة، نشر بعضًا من تلك النقاشات في كتاب  منحه عنوان "الشجاعة اللازمة لإحراز النصــر".

اقرأ/ي أيضًا: إسرائيل تعترف: أنفاق المقاومة استعصت على الجيش

شيلح وهو عسكري محترف شارك في حرب لبنان الأولى، وفيها فقد عينه، تحدث عن عجز جيش الاحتلال عن تحقيق أي إنجاز رغم كميات السلاح الفلكية التي استخدمها في مسرح عمليات صغير نسبيًا. وفي هذه المسألة تحديدًا اتفق معه رئيس مجلس الأمن القومي السابق عوزي ديان، الذي أشار إلى أن الجيش بحاجة، لتحديث سلاح المدفعية، ليكون قادرًا على الاستجابة بسرعة مع التحديات الميدانية العملياتية التي تفرضها الحرب المقبلة، مؤكدًا أن ذلك يفرض على الجيش استيعاب مدافع حديثة ذات قدرة تدميرية أكبر وأدق.

ووقّعت أكثر من 100 دولة من بينها ألمانيا على معاهدة دولية تحظر استخدام القنابل العنقودية، بسبب الخطر الذي تشكله على المدنيين، لأنها بعد إطلاقها صوب هدف محدد تتفرع إلى مئات القنابل الصغيرة التي تبقى أحيانًا في ساحة الحرب دون أن تنفجر، وتتحول بالتالي إلى ما يشبه الألغام التي تهدد حياة سكان المنطقة.

وكان جيش الاحتلال أطلق خلال حرب لبنان الثانية آلاف القنابل العنقودية، التي تسببت بعد الحرب بمقتل 46 لبنانيًا، وإصابة 300 آخرين. وبعد أربع سنوات من ذلك جرى توقيع المعاهدة الدولية التي تمنع إنتاج وحيازة واستخدام هذه القنابل. وقد عارضت هذه المعاهدة إلى جانب إسرائيل، كل من روسيا والولايات المتحدة والهند والصين والباكستان. وفي العام الماضي قررت إسرائيل مواصلة استخدام هذه القنابل خاصة في حال اندلاع حرب واسعة.

ويخلص "شيلح" في كتابه إلى أن إحراز النصر في الحرب المقبلة على غزة أو لبنان، يفرض أن تكون قصيرة. وقال: "من أجل تركيع العدو الذي يعيش في وسط المدنيين، يجب دق إسفين، بمعنى إيجاد تناقض المصلحة بين الجانبين، وذلك يتحقق بإلحاق أكبر كم ممكن من الخسائر بصفوف المدنيين في أقصر وقت ممكن".


اقرأ/ي أيضًا:

كيف تلقت إسرائيل إخفاق جيشها في حرب غزة؟ 

فيديو | إسرائيل تطور طائرة قتالية انتحارية

جيش الاحتلال يستعد لـ"طائرات مفخخة" في الضفة