08-يناير-2020

صورة توضيحية - gettyimages

لا تكل ولا تمل، منظمة "لاهافا" الإسرائيلية المتطرفة من الدعوة لعدم الاختلاط بين اليهود والعرب، والوقوف ضد زواج اليهوديات من غير اليهود، وتحذير الشبان العرب من الاقتراب من اليهوديات. ليس هذا فحسب، إذ تقدم "لاهافا" دعمًا ماديًا وقانونيًا لمن ترغب بالانفصال عن شاب عربي بعد الزواج، وتقوم بمظاهرات أمام صالات الأفراح إذا كان الزواج بين عربي ويهودية للتشويش، وتقدم شهادات تقدير للأماكن التي لا تشغل عمالًا عرب، كما تنشر "التوعية" في أوساط اليهود، وتنظم جولات ميدانية لمتابعة عدم الاختلاط.

منظمة لاهافا نشرت ملصقات تحذر الشبان العرب من التحرش بالفتيات اليهوديات وتهددهم بالانتقام

تُعرف "لاهافا" نفسها بأنها "المنظمة من أجل منع الانصهار في الأرض المقـــدسة"، وقد أسسها الحاخام المتطرف بن تسيون جوفشطاين قبل نحو عشرة أعوام.

"لاهافا" تعني اللهب، وهو ما يمكن تفسيره على أنه تهديد وتطهير بالحرق. ولهذه المنظمة مئات المؤيدين من الإسرائيليين، ويظهر حضورها بقوة في القدس والمستوطنات.

اقرأ/ي أيضًا: قصص قصيرة عن عنصرية يسار إسرائيل ضد العرب

تمويل هذه المنظمة، يأتي من بيع قمصانها، ومن التبرعات، حيث يتبرع الأفراد من خلال أكشاك تقام أثناء نشاطات المنظمة، أو بالتبرع لغوفشطاين شخصيًا، كما تطرح المنظمة أسهمًا تحت اسم "مشاركة في إنقاذ بنات إسرائيل" تتراوح قيمتها ما بين 300 و1200 شيكل.

الحقيقة مختلفة!

مؤخرًا نشرت منظمة "لاهافا" في الضفة الغربية ملصقاتٍ تحذر الشبان العرب من التحرش بالفتيات اليهوديات، من بين هذه الشعارات: "دير بالك تتحرش في بنات يهوديات، أختي مش داشري دير بالك، بنات يهوديات لشباب يهود وبس أعذر من أنذر".

لكن عددًا من الشبان الفلسطينيين الذين يعملون داخل الخط الأخضر، أكدوا في شهادات منفصلة لـ الترا فلسطين على تعرضهم للتحرش الجنسي من قبل فتياتٍ يهوديات.

يقول "م. ش" أنه بدأ مؤخرًا العمل في أحد المقاهي الإسرائيلية في "تل أبيب"، وفوجئ منذ اللحظات الأولى بحجم "انفتاح" اليهوديات في التعامل مع الشبان العرب والتقرب منهم.

شبان من الضفة يعملون داخل الخط الأخضر يؤكدون تحرش يهوديات بهم، ويؤكدون انفتاح اليهوديات على الشبان العرب

يروي الشاب أنه تعرض للتحرش من قبل زبونة للمقهى، حيث طلبت منه الجلوس بجانبها، وأخذت هاتفه وسجلت رقم هاتفها على هاتفه، وأرسلت إليه طلب صداقة عبر فيسبوك، وسألته إذا كان يمتلك سيارة للخروج معها.

شاب آخر "م. ز" يعمل في مطعم في إحدى المدن الإسرائيلية، يقول إن الفتيات اليهوديات "يمتلكن الجرأة في الحديث مع الشبان العرب، وليس العكس، حيث يخشى الشاب العربي التقرب منهن خوفًا من الاعتقال أو الطرد من العمل".

ويُبين أن زبونة للمطعم في إحدى المرات طلبت منه الجلوس بجانبها، ومن ثم قامت باحتضانه.

ويؤكد أن الفتاة اليهودية تطلب بشكل مباشر ودون مقدمات من الشاب العربي الخروج معها.

"لاهافا" لا تقتصر على محاربة الاختلاط

يقف خلف "لاهافا" مجموعة كبيرة من الحاخامات المتطرفين المعروفين بمواقفهم العنصرية وبتحريضهم على العرب، ويرأسها بنتسي غوفشطاين، أحد تلاميذ الحاخام الإرهابي مئير كهانا، مؤسس حركة "كاخ" العنصرية الإرهابية المحظورة.

وتنشر "لاهافا" رسائل التحريض والعنصرية التي تشجع الشبان على تنفيذ جرائم عنف وإرهاب على خلفية قومية.

يقف خلف "لاهافا" حاخاماتٌ معروفين يشتهرون بتطرفهم وعنصريتهم، وفي معكسرها يتدرب إرهابيو "فتية التلال"

وخلال حفل زفاف ابنة غوفشطاين عام 2012، تواجد الكثيرون من نشطاء حركة اليمين المتطرف "شبيبة التلال" أو "فتية التلال" الذين ينفذون الاعتداءات الإرهابية المعروفة باسم "جباية الثمن"، ووثق قيامهم بالرقص وهم ملثمين ويلوحون بالسكاكين وينشدون كلمات توراتية تدعو للانتقام من العرب.

وقال غوفشطاين خلال حفل الزفاف: "دعوني أقول إنه لو تواجد نادل عربي هنا لما كان سيقدم الطعام، وإنما كان سيبحث عن أقرب مستشفى".

عام 2016، زار موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" معسكر تدريب تابع لمنظمة "لاهافا" بالقرب من مستوطنة "كريات اربع" شرقي الخليل، ونشر ما شاهده من تدريبات تتم بغطاء من السرية لـ"فتية التلال"، حيث يجري تدريبهم على فنون القتال المختلفة، وتعلم الحديث باللغة العربية بهدف إرهاب الفلسطينيين، وكيفية التعامل مع أجهزة الأمن الإسرائيلية خاصة جهاز "الشاباك"، وكيفية تحطيم مخططات المحققين لدى اعتقال أحد من هؤلاء المستوطنين.

ومن بين أشهر الاعتداءات التي نفذها ناشطو منظمة "لاهافا" كان حرق مدرسةٍ ثنائية اللغة (العربية- اليهودية) في القدس عام 2014. كما نظمت قبل سنوات مظاهرة قبالة صالة أفراح احتجاجًا على زواج الشاب الفلسطيني محمود منصور -من يافا- بشابة يهودية تدعى مورال مالكا.

أما عصابات "تدفيع الثمن" و"فيتة التلال" التي يتدرب أفرادها في معسكرات "لاهافا" فهي من تقف خلف حرق الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير في شعفاط بالقدس، وعائلة دوابشة في دوما قرب نابلس.


اقرأ/ي أيضًا: 

الإرهابي جلعاد.. اكتشف أصوله فتحول لـ"رجل سلام"

مجندة الاحتلال المحجبة