أصدرت محكمة الصلح الإسرائيلية في مدينة القدس قرارات لصالح جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية تقضي بطرد 26 عائلة فلسطينية من منازلها بحجة ملكية الجمعية للأرض المقامة عليها منازل السكان. وذكرت صحيفة "هآرتس" أن القرارات صدرت في خمس قضايا منفصلة، ما قد يؤدي إلى إخلاء 26 عائلة فلسطينية مكونة من 154 شخصًا من منازلهم في حي بطن الهوى في سلوان.
محكمة الصلح الإسرائيلية تقضي بطرد 26 عائلة فلسطينية من حي بطن الهوى في القدس لصالح جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية، مما يهدد تهجير 154 شخصًا
وأوضح فخري أبو ذياب، عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان، أن الجمعية الاستيطانية تدّعي ملكيّتها لقطعة أرض تبلغ مساحتها 5200 متر مربع منذ عام 1881، بادّعاء أنها ليهود أصلهم من اليمن، وهو ادّعاء غير مثبت. وأضاف أن العائلات الفلسطينية تمتلك منازل وممتلكات على هذه الأرض، ويعيش عليها 795 مقدسي، ما يجعلهم مهددين بالتهجير القسري.
وأشار أبو ذياب إلى أن سكان الحي لديهم أوراق تثبت حقّهم في الأرض، لكن الاحتلال لا يعترف بها، حيث أن القانون الإسرائيلي ينصّ على أنه إذا ادّعت أي جمعية استيطانية ملكيتها لأي ممتلكات، يتعيّن على السكان إثبات عكس ذلك.وأضاف أن إثبات الحقوق العقارية للعائلات الفلسطينية أمر صعب للغاية، لأن الاحتلال لا يعترف بأي وثائق قديمة، والصراع في حقيقته سياسي وليس قانوني.
زهير الرجبي: القرارات تُتخذ بسرعة وجور منذ 7 أكتوبر بهدف توطين المستوطنين في القدس وسلوان
وأوضح أبو ذياب أن الجمعية بدأت تطالب بهذه الأرض منذ سبعينيات القرن الماضي، ولكن المحاكم بدأت البتّ في القضايا بعد عام 2005. وأضاف أنّ لدى الاحتلال مخططات للاستيلاء على حي بطن الهوى كجزء من الحملة الاستيطانية لتصفية الوجود الفلسطيني في القدس، وذلك من خلال زيادة وتيرة الاستيلاء على الأراضي وبناء آلاف الوحدات السكنية وتغيير البنية التحتية والتركيبة الديمغرافية.
وفي حديثه عن القرارات، أشار زهير الرجبي، مسؤول لجنة أهالي حي بطن الهوى في سلوان، إلى أن 26 عائلة تسلّمت قرارات إخلاء وغرامة بقيمة 50 ألف شيقل لكل عائلة تعويضًا للمحكمة والمستوطنين، ولديهم 35 يومًا لتأمين الأموال و6 أشهر للإخلاء الطوعي، وإلّا فإنه ستنفذ عملية إخلاء بالقوة، موضحًا: "العائلات لن تترك المنازل ولن تخرج من بيت تعيش فيها منذ الستينات".
وأكد الرجبي أن العائلات ستستأنف على قرارات محكمة الصلح في المحكمة المركزية، مشيرًا إلى أن القرارات تُتخذ بسرعة وجور منذ 7 أكتوبر بهدف توطين المستوطنين في القدس وسلوان، مشيرًا إلى وجود 87 منزلًا في حي تل الهوى يدعي المستوطنون ملكية الأرض المقامة عليها المنازل.