لقد غيّرتك الحرب!
11 فبراير 2025
لقد غيّرتك الحرب! كم مرّة سمع أحدنا في قطاع غزة، وسط المحرقة المتواصلة للشهر الخامس عشر على التوالي، مثل هذه الجملة؟ بل أظن أن الكثير منا ما يزال يسمعها وشبيهاتها حتى الآن.
من لم تغيرّه الحرب بعد ولن تفعل؟! لقد شبعت الإبادة من أكل أرواحنا، وتغذّت على تفاصيل حياتنا البسيطة حتى قضت على أغلبها
منذ أشهر، وفي خضم الإبادة التي نعيشها، كثير ممن ساق لي القدر لقاءً عابرًا بهم في هذا النزوح التعيس يقفون لوهلةٍ، أول ما نلتقي ويسألون: "هداية، صح؟!"، فأجيب: نعم، أو أكتفي بأن أهزّ رأسي وأبتسم قدر ما أستطيع حسب مزاجي. فما يكون بعدها إلا مباغتتي بالجملة التي بتُّ قد اعتدتها: "غيّرتك الحرب هداية، ياااااه"، وفي كل مرة أتأمل مُتسائلةً: "من الذي لم تغيرّه الحرب بعد ولن تفعل؟".
في الحقيقة، ليتها اكتفت هذه المقتلة التي لا يمكن أن يستوعبها عقل، ولا يحتملها إنسان بشري لولا رحمة الله فينا بتغيير ظاهرنا فحسب. لقد شبعت الإبادة من أكل أرواحنا، وتغذّت على تفاصيل حياتنا البسيطة حتى قضت على أغلبها، فجعلتها في غياهب الأمنيات، وآلمت ما نمتلك من شريط الذكريات. لقد أوجعت وشتّت شمل أهل قلوبنا، وغيّبتنا عن حاراتنا وبيوتنا، وأفقدت معظمنا إيّاها. لقد فعلت ولا تزال تفعل فينا ما لم يتوقعه عقل بشريّ، فلا أرى ما يدعو للعجب من تغيُّر يبدو لي أنه بديهي ومنطقي.
هل يحزننا ذلك؟ أقصد تغيّر أرواحنا وملامحنا التي كنّا نعرفها جيدًا؟ ربما نعم قد يحدث.
ولكن ما صرت أكثر إيمانًا به، هو ضرورة تهذيب أحزاننا، وهو ما أحاول قدر الإمكان بقوته القوية التي أطلبها منه سبحانه ليعيننا. فالأهم عندي ألّا يتغيّر الإيمان بحكمته فنفقد عقولنا، وتضطرب أفعالنا إلى ما لا يرضاه لنا، ونهلك بصراع تفكيرنا الذي قد لا يتوقّف، فوالله لولا اليقين لطاشت عقولنا منذ زمن، فاللهم اربط على قلوبنا، وثبّتنا، وثبت علينا اليقين بك وزدنا إيمانًا، فهذا زادنا الذي يقوينا، وبه نحتمل ما لا يُحتمل هنا.
الخلاصة التي أشعر بها وأؤمن بها، أنه لا بأس أن تغيّرنا الحرب ظاهريًا، ماذا يضيرنا؟! إذ هذه ندباتنا الشاهدة علينا، حتى ولو لم يقرأها أحد بإمعان يليق بحجمها، أو كما تستحق، أمّا الأهم أن نعوذ بك سبحانك من تغيير لا ترتضيه.
وأما أنت يا أيها المنهك من هذه الحرب ومثلك أنا، والذي أصابك وما يزال مثل الذي أصابني وأعيش معك تفاصيل الإبادة، فها أنا من خيمة نزوحي ورغم تغيّر ما كُنتُ عليه ظاهريًا كما قيل لي، أذكّرني وإياك، ومن منا لا يحتاج التذكير؟!
الكلمات المفتاحية

الأرض مقابل الاستسلام.. نتنياهو مبشرًا بـ"الشرق الأوسط الجديد"
ما لا يقوله نتنياهو صراحة، ربما يقوله سموتريتش، الذي تحدث بشكلٍ متكرر عن "العقاب" بالأرض

لجان التحقيق في "إسرائيل": أداة للشفافية أم وسيلة للتهرب؟
تواجه لجان التحقيق الرسمية في "إسرائيل" انتقادات بأنها وسيلة لتنفيس الضغط الشعبي. ورغم تشكيل لجان بارزة إلا أن محاولات عرقلة تشكيل لجان جديدة، كما حدث بعد 7 السابع أكتوبر، يثير التساؤلات

ميتا…إلى اليمين دُر!
لم تكن التغييرات في سياسات وإدارة المحتوى على منصات ميتا، التي أعلن عنها مارك زوكربرغ، استجابةً للمطالب الحقوقية المتزايدة، بل جاءت في سياق التماشي مع التحولات السياسية في الولايات المتحدة بعد فوز دونالد ترامب برئاسة البلاد

صور | رمضان في غزة بلا مساجد
استهدفت صواريخ الاحتلال المساجد في قطاع غزة بشكل مباشر، بما في ذلك قصفها على رؤوس المصلين، وتعرضت مساجد أثرية، مثل المسجد العمري الكبير، للتدمير، ووثّق جنود الاحتلال بهواتفهم إحراق المصاحف وتدنيس المساجد

المحكمة العليا الإسرائيليّة تجمّد قرار إقالة رئيس الشاباك مؤقتًا
أصدرت العليا الإسرائيلية أمرًا مؤقتًا بتجميد قرار إقالة رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، بعد تقديم التماسات من المعارضة وجمعيات مدنية، وقد منعت المحكمة تعيين بديل له حتى النظر في الالتماسات

الرئيس الأسبق للمحكمة العليا: "إسرائيل" على حافة الحرب الأهلية
حذر القاضي أهارون باراك من خطر انزلاق إسرائيل نحو حرب أهلية بسبب التوترات الداخلية المتفاقمة، ودعا إلى التهدئة والتفاوض لتجنّب العنف، منتقدًا محاولات إقالة مسؤولين كبار

بعد 48 ساعة من بداية العدوان.. نتنياهو طلب تدمير المنازل وقصف كل غزة
كشف الصحفي الإسرائيلي، ناحوم برنياع، عن حوار بين رئيس أركان جيش الاحتلال السابق، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، طالب خلاله نتنياهو في تدمير قطاع غزة