06-نوفمبر-2022
.

يُعد إيتمار بن غفير السياسي الأكثر إثارةً للحديث والجدل في "إسرائيل" هذه الأيام، ويتم تناولها من عدة جوانب، سواء من تمكن اليمين من حسم الانتخابات لصالحه، أو حصول إيتمار بن غفير على عدد غير متوقع من الأصوات الشباب ومن منطقة تل أبيب، بالإضافة إلى جوانب أخرى مثل ماذا يريد إيتمار بن غفير من وزارة الأمن الداخلي، ومع الانتهاء الكامل من الفرز، سلط مقال نُشر في صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية الضوء على تصويت الجنود في جيش الاحتلال لإيتمار بن غفير، والمقال للمعلق العسكري للصحيفة يوآف ليمور بعنوان "إلى اليمين دُر: الجنود ضد قادتهم"، مشيراً إلى حقيقة أن غالبية الجنود صوتوا في الانتخابات لـ بن غفير قائلا: "معظم جنود الجيش الإسرائيلي يثقون بمجرم متسلسل، أنه بن غفير المدان بملفات جنائية، والذي لم يؤدي الخدمة العسكرية الإلزامية، أكثر من ثقتهم بوزير الجيش ورئيس الأركان". مضيفًا، "ومن الأفضل أن للشرطة أن تظل محترفة وتبتعد عن السياسة".

يُعد إيتمار بن غفير السياسي الأكثر إثارةً للحديث والجدل في "إسرائيل" هذه الأيام

ويستهل يوآف ليمور مقاله بمخاطبة قادة جيش الاحتلال بالقول: "لا توجد طريقة لطيفة أو جميلة لتصوير ذلك، ولا يوجد أي سبب لتجميل الواقع: لقد أدلى الجنود بأصواتهم في الانتخابات ضد قادتهم وبالتحديد أكثر، صوتوا ضد وزير الجيش ورئيس الأركان".

وأضاف المقال، "في الانتخابات السابقة، حصل بيني غانتس على دعم واسع من الجنود. لقد اعتبروه وزيرهم، الذي يحرسهم. هذا اللقب ذهب إلى إيتمار بن غفير هذه المرة. لقد امتلك بن غفير معرفة كيفية ركوب المشاعر القومية، نتيجة لموجة التصعيد التي استمرت منذ شباط/ فبراير أو بشكل أكثر دقة، منذ عملية <حارس الأسوار>، وغياب هيبة أجهزة إنفاذ القانون في النقب وأجزاء من الجليل. ليأتي وعد بن غفير، صاحب الكاريزما الكبرى، متعهدًا بأن الأمر سيكون مختلفًا عندما يصل لسدة الحكم، لكن الأيام ستقول كلمتها في ذلك".

ويضيف المعلق العسكري للصحيفة العبرية، "يجب على القيادة العليا للجيش الإسرائيلي أن تسأل نفسها كيف حدث هذا له، كيف يمكن للجنود أن يثقوا في مدان متسلسل بجرائم، ولم يتم تجنيده في الجيش الإسرائيلي، أكثر من الثقة بالقادة والمقاتلين الجيدين لدينا. ماذا يعني هذا للجنود؟ وماذا يعني هذا بالنسبة لمن يقودونهم؟".

ويمضي يوآف ليمور محاولاً تشخيص صعود التأييد في صفوف جنود الاحتلال لـ بن غفير الذي يشكل الواجهة السياسية لحركة كاخ الإرهابية التي نفذت عمليات إرهابية من بينها مجزرة جامعة الخليل في الثمانينات بالقول: "هذا الانفصال بين الجنود وقيادتهم هو نتيجة أشياء كثيرة، من بينها قوة تأثير شبكات التواصل الاجتماعي الاجتماعية -لدينا أيضًا جيل Tiktok وليس فقط بين الفلسطينيين-  إلى جانب طبيعة الشباب في سن 18 عامًا بالاندفاع إلى الأمام والهجوم والفوز". لافتًا النظر إلى أن "دور القيادة العليا للجيش يكمن في توجيه هذه الرغبة إلى الأماكن الصحيحة، وقبل كل شيء معرفة كيفية دمج القيم السلمية في السياقات الملائمة. خلاصة الأمر، لقد فشل قادة الجيش".

 وعن تداعيات غياب ثقة جنود الاحتلال بقيادتهم، يقول المعلق العسكري لكبرى الصحف العبرية: "خلال السنوات الأربع التي قضاها في منصبه، تجنب رئيس الأركان أفيف كوخافي تقريبًا أي تصريح قد يثير الجدل، يتعلق بشؤون المرأة أو الدين، ولا عن عنف المستوطنين في الضفة الغريبة وغيرها من القضايا المتفجرة. ورفض فهم معنى إشارات التحذير، مثل استطلاعات الرأي التي تشهد على تراجع ثقة الجمهور في الجيش الإسرائيلي". مضيفًا" "بدأ حديثه مؤخرًا فقط، مع اقتراب نهاية فترة ولايته، لكن الأوان كان قد فات. فقد البوصلة في الطريق وفقد الجنود. هذه علامة تحذير ساطعة، لأنه في المرحلة التالية قد تشك القوات في الأوامر التي تتلقاها عشية تنفيذ أي عملية عسكرية أو خلال الحرب، وبالتالي التصرف بشكل مستقل".

وحول هذه الأزمات الموجودة في جيش الاحتلال يشير ليمور إلى أنها سوف تنتقل إلى رئيس الأركان القادم ترسي هليفي الذي وصفه بأنه "سيدخل لمنصبه محني الرأس". ويشرح المقال السبب باعتباره "نتيجةً لنزع الشرعية التي قامت بها الدوائر السياسية المهتمة بمصالحها. لذلك يجب استعادة ثقة الجمهور وثقة الجنود في الظروف الجيوسياسية الصعبة. ويحسن هاليفي تعلم دروس سلفه: الطريقة الوحيدة للفوز، في المعركة ضد العدو، وكذلك في المعركة من أجل ثقة الجمهور والقيم، هو السير في خط مستقيم وليس الخضوع".

وفيما يتعلق بمطالبة بن غفير توليه ملف وزارة الأمن الداخلي يقول ليمور، "في قضية الأمن الداخلي سجلت كل الحكومات الإسرائيلية الأخيرة، بدون أي استثناء، فشلاً مخزيًا في هذا المجال. يتجلى ذلك في أحوال الطرق في الجنوب بالنقب، وفي جباية العالم السفلي (منظمات الجريمة) مبالغًا ماليةً من أصحاب المنشآت التجارية والاقتصادية والصناعية مقابل حمايتها أو عدم الاعتداء عليها من جانبهم، بالإضافة إلى الكم الهائل من الأسلحة غير المشروعة، وسهولة استخدامها، وفي شعور المواطنين بأنهم وحيدون. لقد أدرك بن غفير ذلك بحكمة، ووجه دعايته الانتخابية إلى هناك ونجح في ذلك، لكن الوعود الانتخابية لن تجلب التغيير. لا تكمن المشكلة في الافتقار إلى الكرامة الوطنية أو غموض المبادئ التوجيهية السياسية. ثمة مشكلة في نقص الوسائل والميزانية والشعور بالقدرة. الشرطة ضعيفة وقاصرة في أداء مهامها. إنها بحاجة إلى عشرات الآلاف من رجال الشرطة والميزانيات والصلاحيات. هذا وحده سيسمح باستعادة الشعور بأننا نعيش في بلد القانون".

اقتحام اليهود للمسجد الأقصى، برميل بارود قابل للانفجار والتعامل الخاطئ معه يمكن أن يشعل ليس فقط القدس والساحة الفلسطينية، بل العالم العربي والإسلامي بأسره

وتضيف الصحيفة: "لن تتعافى الشرطة إلا إذا ظلت تقوم على الاحترافية في عملها، الويل لها إذا أصبحت سياسية. يجب أن تكون قراراتها وإجراءاتها منطقية وواضحة وقانونية. والوزير القادم سيؤدي عمله بشكلٍ جيد إذا عمل على زيادتها وتقويتها، وليس استخدامها كأداة للترويج لأجندات سياسية". وحول ذلك يقول ليمور، "إذا وصل بن غفير إلى هناك، كما يطمح، فسيواجه هذه المعضلة بشكلٍ شبه يومي. ومثال على ذلك هو المناقشات التي سيجريها والقرارات التي سيُطلب منه اتخاذها فيما يتعلق باقتحام اليهود للمسجد الأقصى، فهي برميل بارود قابل للانفجار والتعامل الخاطئ معها يمكن أن يشعل ليس فقط القدس والساحة الفلسطينية، بل العالم العربي والإسلامي بأسره، أدراك بنيامين نتنياهو لذلك كان نتيجة تجربة صعبة بعد أزمة البوابات الإلكترونية. ومن المشكوك فيه أن يكرر نتنياهو هذه التجربة".