17-يوليو-2019

غالبية استطلاعات الرأي العام التي نُشرت في إسرائيل منذ فشل رئيس حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومةٍ جديدة، تشير إلى أن نتائج الانتخابات المقبلة التي ستجرى في السابع عشر من أيلول/سبتمبر المقبل ستسفر عن تفوقٍ طفيفٍ، أو تعادل بين نتنياهو وزعيم "ائتلاف أزرق أبيض" بيني غانتس.

لن يستطيع الفائز في انتخابات إسرائيل المرتقبة تشكيل الحكومة إلا من خلال استرضاء ليبرمان

ليس مهمًا من سيتفوق على الآخر، ولكن طبيعة التفوق ستكون طفيفة، ولن يكون بمقدور صاحب الانتصار الهش، تشكيل الحكومة بدون الأحزاب الصغيرة التي تمنحها هذه الحالة قوة أضعاف حجمها الفعلي.

اقرأ/ي أيضًا: ليبرمان عن نتنياهو: كلب ينبح لا يعض

الحزب الصغير الذي ستُضاعف النتائج المحتملة للانتخابات المقبلة قدرته على التأثير هو حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان، الذي لم يعبأ لتوسلات اليمين، وأذهب مطلبه بفرض الخدمة العسكرية الإلزامية على خريجي المدراس الدينية اليهودية المتشددة، فوز نتنياهو الأخير في الانتخابات في مهبّ الريح.

ليس بإمكان نتنياهو تشكيل الحكومة دون الحاجة لانضمام ليبرمان، ونفس الأمر ينطبق على غانتس، وهذا يضع الرجلين بين فكي ليبرمان، وليس لأي واحدٍ منهما فرصة الفكاك من هذا الفخ إلا بتشكيل حكومة وحدة بينهما، لكن حتى الآن يواظب قادة "أزرق أبيض" على التعهد بعدم المشاركة في حكومةٍ يشكلها نتنياهو، وهذا يزيد قدرة ليبرمان على ابتزاز كل واحد من الاثنين بشكل منفرد.

لا يملك نتنياهو وغانتس إذا أرادا تشكيل الحكومة إلا الاستجابة لمطالب ليبرمان المتعلقة بالملف الفلسطيني

ليبرمان مارس الابتزاز خلال المفاوضات التي أجراها نتياهو معه بعد فوزه في الانتخابات السابقة، وكان محور السجال بين الاثين إصرار ليبرمان على مطلبه بخصوص قانون التجنيد الإجباري للشبان اليهود المتدينين، وإذا تكرر المشهد بعد الانتخابات المقبلة، ليس من المرجح، أن يتغير موقف ليبرمان، كما لن يستطيع نتنياهو المناورة في هذا الملف، لكن حالة الانسداد هذه تفتح مجالاً لمقايضةٍ محتملةٍ في الملف الفلسطيني.

أيضًا غانتس ليس بوسعه تشكيل حكومةٍ دون اللجوء إلى حزب ليبرمان المحسوب على معسكر اليمين، فالأحزاب الأخرى اليمينية أو الدينية لديها قيودٌ أيديولجية تحول دون التحالف مع غانتس. في هذه الحالة سيملي ليبرمان على غانتس شروطه في الملف الفلسطيني، لا سيما أن يتفق في ما يعرف بمسائل الدين والدولة، لذلك فإن ليبرمان لن يجد المزيد من الشروط لفرضها على غانتس، إلا قضايا في الملف الفلسطيني، وهذا يعني أنه لم يعد لدى نتنياهو أو غانتس ما يُقدمانه لليبرمان لاسترضائه إلا الاستجابة لمطالبه في الملف الفلسطيني المتعلقة بغزة والضفة الغربية.

وأبرز مطالب ليبرمان بخصوص غزة تتعلق بإنهاء تفاهمات التهدئة التي تجري حاليًا برعايةٍ أُممية ومصرية، وعلى رأسها إدخال المنحة القطرية وتخفيف القيود الاقتصادية، وتنفيذ "عملية عسكرية واسعة النطاق" ضد الفصائل لتدمير قدراتها العسكرية، وأن تشمل التهدئة أيضًا استعادة الجنود الأسرى لدى حركة حماس دون إنجاز صفقة تبادل أسرى.


اقرأ/ي أيضًا: 

ليبرمان: صراع إسرائيل ثلاثي الأبعاد

بينيت يرفض عرضًا قدمه نتنياهو: سأخوض الانتخابات

جيش الاحتلال: جيش حماس بدلاً من الذراع العسكري