"لِنَمْحُ نسل عماليق".. جنود الاحتلال يتلّقون دروسًا دينية تحّض على إبادة الفلسطينيين

نشر موقع "زمان يسرائيل" الإسرائيلي، تحقيقًا كشف عن بعض المضامين التي تؤكد أن الحاخامات يدرّسون جنود الجيش الإسرائيلي ضرورة إبادة الفلسطينيين. 

وحمل التحقيق الذي أعدّه أفنير هوفشتاين عنوان: "لِنَمْحُ نسل عماليق: يوم تثقيفي في لواء ناحال يثير جدلًا بسبب طابعه الديني-المسيحاني". ويبيّن التحقيق أن شعار "ولنمحو نسل عماليق" استُخدم لتحريض الجنود على إبادة الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.

تحقيق إسرائيلي يكشف: حاخامات يحرّضون جنود لواء ناحال على إبادة الفلسطينيين بشعار "لِنَمْحُ نسل عماليق"

وبحسب الصحفي والباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية أنس أبو عرقوب، فإن لواء ناحال يُعدّ أحد ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي، وناحال (بالعبرية: נח"ל) هو اختصار لعبارة "نوعار حلوتسي لوحيم"، وتعني "الشباب الطلائعي المحارب". وقد تأسس اللواء كمشروع شبابي عسكري منذ عام 1948 يجمع بين الخدمة العسكرية والمساهمة في تأسيس مستوطنات زراعية يهودية، لا سيما في المناطق الطرفية والنائية.

وأضاف هوفشتاين: "كان الهدف من تأسيس هذا البرنامج هو دمج الطاقات الشبابية الصهيونية في مشروع الدولة الناشئة آنذاك، من خلال التجنيد العسكري المتداخل مع البناء الاستيطاني. وفي عام 1982، وعلى خلفية الحاجة المتزايدة إلى قوات مشاة في سياق حرب لبنان الأولى، تم تحويل هذه الكتائب الشبابية إلى تشكيلات قتالية ضمن سلاح المشاة المجوقل التابع للجيش. ومنذ ذلك الحين، احتفظ لواء ناحال بمكانته كأحد الألوية المختارة التي تتلقى تدريبات خاصة وتُكلّف بمهام ميدانية معقدة، خاصة في المعارك البرية داخل لبنان وقطاع غزة".

في تقريره، تناول هوفشتاين تفاصيل "يوم حوار وتثقيف" نُظّم مؤخرًا لجنود لواء ناحال، والذي تحوّل – بحسب وصف الجنود – إلى فعالية يغلب عليها الطابع الديني-المسيحاني أكثر من الطابع التثقيفي العسكري.

وأوضح أن الجنود فوجئوا بأن البرنامج، الذي كُشف لهم في اللحظة الأخيرة، تضمّن محاضرات لرجال دين وحاخامين اثنين. وقال أحد الجنود: "الطرح كان دينيًا بالكامل؛ تحدّثوا عن مفاهيم مثل ’محو نسل عماليق‘، و’سلسلة الأجيال‘، وأننا نساعد في جلب الماشيح".

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حاول في البداية تبرير النشاط باعتباره "فعالية تثقيفية عادية لتعزيز الهوية والوعي اليهودي"، شبيهة مثلًا بزيارة إلى مؤسسة "ياد فاشيم". لكنه تراجع لاحقًا عن هذا التوضيح، وأعلن عن فتح فحص داخلي لم يكتمل بعد.

وبحسب تحقيق "زمان إسرائيل"، فإن التخطيط لليوم جرى قبل أسابيع، لكن تفاصيله لم تُعلن إلا قبل يوم واحد من انعقاده. واتضح أن الجهة التي صاغت البرنامج لم تكن ضابطة التربية، وإنما الحاخام المسؤول عن قاعدة تدريب لواء ناحال.

بدأ اليوم بمحاضرة عن "الروح القتالية" ألقاها الحاخام حنان حلميش من "يشيفات شافي حبرون"، تلتها شهادة شخصية من يسكا شتاينبرغ، أرملة قائد لواء النحال الذي قُتل في أحداث 7 أكتوبر. ثم قُدمت محاضرة بعنوان "قيم في الحرب" مع الإعلامية الحريدية-الصهيونية الدينية سيفان رحاف مئير، أعقبها فقرة فنية دينية للمطرب عدي غبيسون،.

وأشار هوفشتاين إلى أن "الطابع الأحادي للفعالية أثار تساؤلات إضافية، خصوصًا أن لواء ناحال ينظم أصلًا  فعليات دينية تحريضية "أيام يشيفاه" دورية للجنود المتدينين في القدس، حيث يحضرون دروس توراة وجلسات مع حاخامات. وبالتالي، فإن فرض برنامج ديني مماثل على كل الجنود، بمن فيهم غير المتدينين والعلمانيين، بدا للكثيرين خطوة مثيرة للجدل".