22-يناير-2023
جامعة النجاح الوطنية

أعلنت "الكتلة الإسلامية" في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، تأجيل خطواتها التصعيدية المقررة ردًا على قرار إدارة الجامعة بفصل 9 طلبة على خلفيّة احتفالهم بانطلاقة حركة حماس، منتصف ديسمبر/ كانون أول الماضي. 

قررت جامعة النجاح قبل أيام فصل عدد من طلبة الكتلة الإسلامية وتوجيه إنذارات لآخرين، على خلفية احتفالهم بذكرى انطلاقة حركة حماس، داخل الحرم الجامعي 

وقالت "الكتلة" في مؤتمر صحفي ظهر الأحد، أمام مدخل الزوار في الحرم الجامعي القديم، إنها ستؤجل خطواتها التصعيدية، لتعطي بذلك فرصة لجهود الحوار والوساطات، وذلك بعد تدخل وساطات عديدة من شخصيات ومؤسسات وطنية ومجتمعية خلال الساعات الماضية، وفق ما جاء في بيانها. 

ويوم الخميس الماضي، أصدرت جامعة النجاح قرارات تتراوح بين الفصل والإنذار بحق 9 من طلبة الكتلة الإسلامية في الجامعة، على خلفية احتفالهم داخل حرم الجامعة، بانطلاقة حركة حماس التي تعد الكتلة الإسلامية ذراعها الطلابي في الجامعات. 

وعلم "الترا فلسطين" أنّ القرارات بحق 9 طلاب، تراوحت بين الفصل لمدة فصل/ فصلين دراسيين بحق 4 طلبة، كما أن 4 طلبة تلقوا إنذارات، أما القرار المتعلق بالطالب التاسع فبقي معلّق التنفيذ لكون صاحبه معتقل لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي. 

 

الطالب عز الدين ريحان، تلقى قرارًا مكتوبًا بالفصل من الجامعة لمدة فصلين دراسيين، كما تم إبلاغه به باتصال هاتفي "بدعوى انتهاك قوانين الجامعة وتشويه سمعتها، دون الإشارة إلى أي قانون أو أي مادة على وجه التحديد" وفق قوله لـ الترا فلسطين.

وأضاف: "راجعنا عميد شؤون الطلبة محمد الدقة وسألناه عن الأساس القانوني للقرار، لكنه لم يقدم إجابة واضحة، وطلب منا مراجعة لجنة الضبط التي أصدرت القرار".

واعتبر عز الدين ريحان قرار الجامعة "انتهاكًا للحق في التعليم الذي كفله القانون الفلسطيني، وانتهاكًا لأنظمة وقوانين الجامعة التي كلفت للطالب ممارسة نشاطه اللامنهجي"، مضيفًا أن مثل هذا القرار سيكون له تأثير على سمعة الجامعة على المستويات المحلية والدولية.

يُتوقع صدور الرد على طلب الاستئناف خلال أسبوع. وفي حال رفضه، وفشل جهود الوسطاء، فإنهم سينظمون احتجاجات وسيلاحقون الجامعة قانونيًا وأكاديميًا

وأوضح، أنه تقدم بصحبة الطلبة الآخرين بطلب استئناف على قرار الجامعة، ومن المتوقع أن يصدر الرد خلال أسبوع واحد، مبينًا أنه في حال رفض الاستئناف، وفشل جهود الوسطاء لاحتواء الأزمة، فإنهم سينظمون خطوات احتجاجية كبيرة، وسيلاحقون الجامعة قانونيًا وأكاديميًا.

"الترا فلسطين" حاول وعلى مدار أيام، التواصل مع إدارة جامعة النجاح والمتحدّث باسمها رائد الدبعي، للاستفسار حول قرارات الفصل والإنذار، إلا أننا لم نتلق أي رد. 

وكانت الكتلة الإسلامية قد نظمت مسيرًا طلابيًا في الذكرى الـ 35 لانطلاقة حركة حماس، تخلله مشادات بين عناصر من "الكتلة" و"الشبيبة الطلابية" التابعة لحركة فتح، بعد أن نظّموا مسيرة مقابلة رفعوا خلالها أعلام حركة فتح، وعلى إثر ذلك عقدت إدارة الجامعة مجلس ضبط لعدد من الطلبة.

وشهدت باحات جامعة النجاح في يونيو/ حزيران الماضي، أحداثًا أصيب خلالها عدد من طلبة ومدرسي الجامعة، بعد اعتداء أمن الجامعة ومسلحين بزي مدني عليهم بالضرب ورش غاز الفلفل وإطلاق النار في الهواء، وذلك أثناء تنظيم الحراك الطلابي المستقل في الجامعة وقفة طلابية، للمطالبة "بحياة جامعية آمنة".

وفي مؤتمر اليوم الذي حضره عدد من الطلبة المفصولين وأهاليهم، أشارت الكتلة الإسلامية إلى حدوث حوار مع أعضاء في مجلس أمناء الجامعة، حول إعطاء مهلة للحوار والوساطات لرفع الظلم عن الطلبة، مؤكدة تمسّكها "بكل وسائل الاحتجاج والنضال النقابي والقانوني والحقوقي" حتى رفع الظلم الواقع على الطلبة.

بيان الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح، اليوم
بيان الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح، اليوم

ونهاية الأسبوع الماضي، عبّرت "الكتلة" في بيان عن رفضها بشكل قاطع لقرارات إدارة الجامعة، وقالت إنها جاءت "على خلفية وطنية وسياسية"، وشددت على أنها ستواجه "القرارات الظالمة" حتى إلغائها، مهما كلفها ذلك من ثمن. 

ورأت أنّ فصل الطلبة على خلفية مشاركتهم في نشاطات وطنية مشروعة، خطوة مرفوضة ومستهجنة، ودعت إدارة جامعة النجاح ومجلس أمنائها للتراجع عن القرارات، خصوصًا وأنّ النشاط الذي اتخذته الجامعة ذريعة لفصل الطلبة ليس نشاطًا جديدًا ولا استثنائيًا، وتنفذه الأطر الطلابية المختلفة في الجامعة، عادةً. وفق البيان.

بدوره، أصدر الحراك الطلابي المستقل والموحد في جامعة النجاح بيانًا، شدد فيه على أن "حقوق الطلاب وحريات الممارسات النقابية والوطنية داخل الجامعة خط أحمر يمنعُ لأيٍّ كان المساس بها". 

أصدر الحراك الطلابي المستقل والموحد في جامعة النجاح بيانًا، شدد فيه على أن "حقوق الطلاب وحريات الممارسات النقابية والوطنية داخل الجامعة خط أحمر يمنعُ لأيٍّ كان المساس بها"

وقال الحراك إنه وجه رسالة إلى مجلس أمناء الجامعة، أكد فيها حرصه الكبير على استقرار الأجواء الدراسية داخل الجامعة، في مقابل تعسّف متعّمد من الإدارة بما لا يخدم هذا الهدف المشترك. 

وطالب الحراك إدارة الجامعة بوضعه في ضوء تفاصيل دوافع القرارات التي وقعت على 8 من طلاب الجامعة. وأعلن دعمه لحق الكُتل الطلابية في خوض معركتها النقابية لجلب حقوقها وَفق أُسس العمل النقابي. 

بيان الحراك الطلابي الموحد في جامعة النجاح
بيان الحراك الطلابي الموحد في جامعة النجاح 

وأشار إلى أن إدارة الجامعة لم تصدر أي قرار واضح بحق موظف الأمن الذي قام بالاعتداء على الطالبة تسبيح تكروري، "وهذا يجعلنا نفكّر مليًا في حقيقة ما إذا كان تصرفا فرديًا من موظف الأمن دون غطاء له أم لا، وبدل محاسبته تم تحويل الزميلة إلى مجلس ضبط لأنها نشرت ما حدث معها على مواقع التواصل".  

وعبّر الحراك عن خشيته من "أنّ ممارسات الإدارة، ومحاولتها تجاهل الطلاب وحقوقهم لفرض واقع جديد قديم عليهم تُعيدنا إلى مربع لطالما حاول الحراك جاهدًا تجنبه خلال الفصل المنصرم". 

وطالب الحراك مؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الوجاهية أن تُمارس دورها وتكون صمام أمان للطلاب ولاستقرار أجواء التعليم لهم. 

وأعرب، المتحدث باسم الحراك الطلابي المستقل والموحد في جامعة النجاح صهيب حمد، خلال حديثه لـ "الترا فلسطين" عن أمله في أن يتم تجاوز هذه المشكلة بعقلانية، وعدم العودة بالجامعة إلى أحداث العنف التي شهدتها الصيف الماضي. 

وقال إن إدارة الجمعة لم تتواصل معهم بعد إصدار بيانهم الأخير، مشيرًا إلى أنهم في حالة ترقب لمى ستؤول إليه الأحداث.