01-ديسمبر-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير 

لأربعين دقيقة، وقف قادة الاستخبارات في "إسرائيل" على أصابع أقدامهم، وهم ينتظرون ما سيحصل لعناصر أهم وحدة استخبارات في الجيش الإسرائيلي وأكثرها نخبوية، بينما كانوا يخضعون للاستجواب من قبل عناصر كتائب القسام الذين ساورتهم الشكوك تجاههم. حدث ذلك مساء الأحد (11 تشرين ثاني/ نوفمبر 2018)، حين تسللّ 16 ضابطًا من وحدة "سييرت متكال" إلى عمق جنوب قطاع غزة.

في ذلك المساء، ارتقى ستة شهداء من عناصر القسام، على رأسهم القيادي نور بركة، فيما تلقّت "سييرت متكال" واحدة من أقسى الضربات في تاريخها، قُتل قائد الوحدة المهاجمة في اشتباك بالرصاص، وأصيب نائبه، ولم تتحقق المهمة التي جاؤوا لأجلها. والتزمت "إسرائيل" صمتًا مطبقًا، وفرضت حظر نشر أي تفاصيل تحاول أن تقول شيئًا عمّا حدث. 

برنامج "ما خفي أعظم" الذي تبثّه قناة الجزيرة، ويقدّمه الصحفي تامر المسحال، سلّط الضوء في حلقة هذا اليوم "أربعون دقيقة" على ما حدث في تلك الليلة وما تبعها، كاشفًا عن الهدف الذي تسللت لأجله الوحدة الإسرائيلية الخاصّة، وكيف اعترضها عناصر كتائب القسام بإصرار من الشهيد نور بركة، وعن الخيوط التي تكشّفت، وماهيّة الكنز الذي حصلت عليه المقاومة من عناصر "سييرت متكال".

حلقة "ما خفي أعظم" عرضت تفاصيل دقيقة عن المسار الذي قطعه عناصر الوحدة، كيف دخلوا غزة مستغلين ثغرات قرب الحدود، وبقصف إسرائيلي كغطاء، كما عرضت تسجيلات بالصوت والصورة لجنود الوحدة الإسرائيلية الخاصة لحظة كشفها بخان يونس، وهم يتحدثون بالعربية والعبرية، وعن تعليمات الانسحاب من المكان، وأثناء هروبهم بعد الاشتباك المسلح، بالإضافة للمعدّات الكثيرة التي استعانوا بها، وقد كان بعضها مدفونًا في باطن الأرض. 

وبحسب ما جاء في البرنامج فإن الوحدة الإسرائيلية الخاصة ضمّت 16 ضابطًا تحركوا في غزة بواسطة سيارتين، وجرى عرض صور لهم التقطتها كاميرا مثبّتة داخل المركبة التي استقلوها، ولاحقًا تمكنت كتائب القسام من السيطرة عليها، والحصول على معلومات مهمة، قالت عنها إنها "كنز استخباراتي".

أمّا عن الهدف الذي استدعى أن تُرسل "إسرائيل" 16 ضابطًا من نخبة وحدتها الاستخبارية الأهم إلى عمق قطاع غزة، فتبيّن وفقًا لكتائب القسام، أنه "زراعة منظومة تجسس، تمكّن إسرائيل من التنصّت واختراق شبكة الاتصالات الخاصّة بالمقاومة. 

وأشار البرنامج إلى الانفجار الذي وقع في أيار/ مايو 2018 في منطقة الزوايدة بمحافظى الوسطى في القطاع، وأسفر عن استشهاد ستة مقاومين، باعتبار أنه كان محاولة إسرائيلية لتحقيق هذا الاختراق بزراعة منظومة اختراق بوساطة عملاء، وقد انفجرت المنظومة بمجرد محاولة تفكيكها. وهو ما علقّت عليه كتائب القسام في حينه بقولها إن ما حدث جاء "في إطار عملية أمنية واستخبارية معقدة، ومتابعة لحدث أمني خطير وكبير".

المفاجأة التي عرضتها كتائب القسام عبر "ما خفي أعظم" هي أنها تمكنت من اختراق الشبكة الخاصة بوحدة "سييرت متكال" من خلال الأجهزة والأدوات التي تركها أفراد الوحدة خلفهم، الأمر الذي مكّنها من الولوج للمنظومة الخاصة بالوحدة، والحصول على تسجيلات كاملة من المركبات المجهّزة خصيصًا للعملية، وتتبع مسارها لحظة خروجها من المعسكر، وبالطبع معرفة أفرادها ومهمّات كل منهم، والمعسكرات والأوقات التي تدرّبوا فيها داخل "إسرائيل".


اقرأ/ي أيضًا: 

"قراصنة المقاومة" أخطر من "الحسناوات" وأكثر حنكة!

"اللهجة" وفطنة الشهيد بركة فضحت القوة الإسرائيلية في خان يونس

انتهت معركة خان يونس.. وبدأت "معركة الأدمغة"

فيديو | ضابط استخبارات إسرائيلي يقود فريق تجسس بقبرص

كيف تجسس الإسرائيليون علينا في المقاهي؟