02-ديسمبر-2017

فلسطينيون يتابعون إحدى مباريات مونديال 2014 في مقهى بغزة - Getty

باهتمام بالغ، تابع الشارع الرياضي الفلسطيني قرعة مونديال روسيا، وسط انقسام بين ترقب معرفة مصير المنتخبات التي يعشقونها، وأبرزها البرازيل وألمانيا وأسبانيا، من جهة، وترقب معرفة مصير المنتخبات العربية الأربعة المشاركة، لتأتي النتيجة بأول حضور عربي في تاريخ مباريات الافتتاح، عندما يواجه المنتخب السعودي نظيره الروسي صاحب الضيافة، في الرابع عشر من شهر حزيران/يونيو المقبل.

وكما كان متوقعاً بالنسبة لكثيرين، فإن المجموعة الأولى ضمت منتخبين عربيين، هما السعودية ومصر، إضافة لروسيا والأورجواي، فيما وقع المنتخب التونسي في مجموعة ليست معقدة، وفق كثيرين، ضمت بلجيكا وبنما وإنجلترا، بينما حلّت المغرب في المجموعة الأصعب للمنتخبات العربية، وإلى جوارها أسبانيا والبرتغال وإيران.

أغلب التقديرات الفلسطينية استبعدت تأهل السعودية للدور الثاني، وتوقعت حضوراً قوياً للمغرب ومصر، وانقسام تجاه أداء تونس

وما إن تم الإعلان عن القرعة، حتى انهالت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها فيسبوك، وقد تنوعت بين الحديث عن موقعة الافتتاح، ومحاولة تحليل وضع المنتخبات العربية في المونديال، وسط انقسام بين تفاؤل حذر، وتشكيك في قدرة المنتخبات العربية على تجاوز دور المجموعات.

اقرأ/ي أيضاً: لأول مرة: الفدائي يتجاوز منتخب إسرائيل في تصنيف الفيفا

الإعلامي الفلسطيني في قنوات "بي ان سبورت" يحيى نافع، كتب معلقاً: "المغرب في مجموعة صعبة للغاية بوجود إسبانيا والبرتغال، تونس بين فكي إنجلترا وبلجيكا، ‫ومصر و‫السعودية أمام فرصة لوصول أحدهما للدور الثاني في مجموعة روسيا والأورغواي".

أما المحلل الرياضي يزن طه، فقد رأى أن مصر تملك فرصة قوية للتأهل إلى الدور الثاني، فمجموعتها "متوازنة"، والبلد المضيف مستواه "متواضع"، لكنه أشار إلى أن الطريق لن يكون مفروشاً بالورود، خاصة أن لقاءه الأول سيكون أمام الأوروغواي الذي حقق اللقب مرتين سابقاً، ويعتبر من أقوى منتخبات أمريكا الجنوبية.

وأضاف طه في حديث لـ"ألترا فلسطين"، أنه بالنظر إلى مباراتي مصر مع المنتخبين السعودي والروسي، فبالإمكان القول إن الفرصة مواتية أمام الفراعنة لكسب نقاطهما، "ولكن علينا ألا ننسى أن روسيا تعرف الفرق الإفريقية جيداً، فهي التي تعذبت أمام الجزائر في المونديال الأخير، وهي التي تمتلك أفضلية الفوز على السعودية في اللقاء الافتتاحي".

يجب على مصر التوقف عن التعويل على محمد صلاح باستمرار، فمباريات المونديال تعتمد على أداء مجموعة كاملة

ويعوّل المنتخب المصري باستمرار على تألق النجم محمد صلاح، "وهو الأمر الذي يجب معالجته، فمباريات كأس العالم تعتمد على أداء مجموعة كاملة وليس لاعباً واحداً، ولنا في منتخب الأرجنتين أكبر الأمثلة" وفق قول طه.

وتابع، "بالنسبة للسعودية، فإنها باعتقادي الأقل حظاً بين فرق المجموعة للتأهل إلى الدور الثاني، خاصة وأنها ستلعب لقاء الافتتاح، ما يضع مزيداً من الضغوط عليها".

ويرى طه أن منتخب المغرب وقع في أقوى مجموعات المونديال، في ظل وجود بطل أوروبا والعالم سابقاً، وحامل لقب كأس أوروبا البرتغال، لكنه يعتقد في الوقت ذاته أن ترتيب المباريات يخدم "أسود الأطلس"، إذ يلاقي إيران في مواجهته الأولى، ما يتيح له تحقيق بداية قوية وكسب أول ثلاث نقاط له، وانتظار تعثر أحد الطرفين الأقوى في مجموعته خلال لقائهما.

وقال: "المغرب ربما يكون أفضل منتخب عربي حالياً، وهو قادر على تحقيق المفاجآت تماماً كتلك التي فعلها في مونديال المكسيك عام 1986، عندما بات أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ الدور الثاني بعد إجباره بولندا وإنجلترا على التعادل، وفوزه على البرتغال".

أما تونس، نسور قرطاج، فإن بانتظاره مواجهتين قويتين أمام بلجيكا وإنجلترا، لكن هذا لا يحدث لأول مرة، فقد سبق للنسور أن التقوا إنجلترا في الدور الأول بمونديال 1998، وخسر بهدفين نظيفين، كما واجه بلجيكا في مونديال 2002 وتعادلا بهدف لمثله.

يعتقد رياضيون فلسطينيون أن بلجيكا مرشحة بقوة في هذا المونديال، لكنهم لا يستبعدون أن تستطيع تونس تحقيق نتيجة هامة أمامها تؤهلها للدور الثاني

يعلق طه قائلاً: "هنا لا يجب أن ننسى أن منتخب بلجيكا يقع ضمن المنتخبات العشرة الأوائل في تصنيف الفيفا منذ سنوات، وأنه يملك كتيبة واسعة من النجوم الذين يلعبون في كبرى الدوريات الأوروبية، فيما تواصل إنجلترا تحسين صورتها ومستواها في الآونة الأخيرة، وبكل الأحوال لا يجب إغفال قدرتها على تحقيق التأهل، لكن ما يمكن أن نقوله إن منتخب تونس ليس لديه ما يخسره في هذه البطولة، خاصة أنه يعرف الفرق التي يلعب أمامها حق المعرفة".

اقرأ/ي أيضاً: "مونديال التميمي".. منافسات كرة قدم وأكثر

تفاوت التقديرات بالنسبة لطه، يختلف إلى حد ما عن رؤية آخرين من أصحاب الاختصاص الرياضي الذين ذهبوا إلى ترجيح اعتقاد أن تغادر المنتخبات العربية البطولة باكراً. فالرياضي محمد أبو عرام توقع في حديثه لـ"ألترا فلسطين" أن يتأهل المنتخبان المغربي والمصري إلى الدور الثاني، مشيراً إلى أن "أسود الأطلس" سيحققون ذلك إذا انتصروا على إيران في الجولة الأولى، أما مصر فهي تملك إمكانيات تجعلها تنتزع بطاقة التأهل.

ولم يذهب الرياضي المخضرم بسام جودة بعيداً عن هذه التوقعات، وأكد أن اللقاء الأول للمغرب ومصر سيحدد مستقبليهما في البطولة، وأنه يجب على كل منهما انتزاع الخروج من هذه اللقاء بالنقاط الثلاث.

وتميل أغلب الآراء، إن لم تكن جميعها، إلى استبعاد احتمالية تأهل المنتخب السعودي إلى الدور الثاني، رغم أن الأخضر نجح في بلوغ الدور الثاني في مونديال 1994، وتعد مشاركته في مونديال روسيا هي الخامسة في تاريخه، فالمعلقون والمحللون الرياضيون في فلسطين يرجحون كفة الفراعنة على حسابه، ويعتقدون أنه إذا كان بإمكان أحد المنتخبين العربين في هذه المجموعة انتزاع بطاقة، فستكون مصر صاحبة الفرصة الأوفر.

موقعة إيران مع المغرب هي الأهم لأسود الأطلس، وتحقيقهم الفوز فيها سيضعهم في موقف قوة خلال المواجهتين التاليتين

يؤكد على هذه الترشيحات المعلق الرياضي خليل جاد الله، الذي قال إن الروس ورغم مستواهم المتواضع، إلا أنهم لن يكونوا خصماً سهلاً أمام السعودية ومصر، مستفيدين من الأرض والجمهور، لكنه استدرك بأن مصر تملك الفرصة بانتزاع البطاقة الثانية، بعد الأوروغواي الخصم الصعب.

وتوقع جاد الله في حديثه لـ"ألترا فلسطين"، أن يقدم المغرب مستوى طيباً، وأن "يكسب احترام الجميع إذا لم يتأهل"، مضيفاً، "التنافس مع منتخبات إسبانيا والبرتغال للتأهل، صعب جداً، وإيران ليست منافس سهل أيضاً".

وأضاف، "تونس مرشّحة لإحداث زعزعة في مجموعة بلجيكا. المنتخب الذي يضمّ لاعبين كبار في العالم لا يمتلك تقاليد كبرى في بطولة كأس العالم، وإنجلترا عودّتنا على الخيبات في بطولات كأس العالم. لذا تونس ربما تمتلك حظوظاً للتأهل إلى الدور الثاني مع صعوبة المهمة".

الرياضي طارق شلالفة قال لـ"ألترا فلسطين"، إن وجود السعودية ومصر في مجموعة واحدة يشكل عائقاً أمام الطرفين في بلوغ الطرفين، وأن لقاءهما قد ينتهي بالتعادل. وأضاف أن مهمة التأهل متساوية الصعوبة بالنسبة للمغرب وتونس، إذ سيقارع كل منهما منتخبين قويين، وسيكون عليهما الاستفادة من وجود منتخب ثالث في مستوى قريب منهما، وهما إيران بالنسبة للمغرب، وبنما بالنسبة لتونس.

ولم يذهب الرياضي عبد الله أبو عريش بعيداً عن هذا الرأي، وأشار إلى أن وجود تونس مع بلجيكا وإنجلترا، ليس أفضل من وجود المغرب مع البرتغال وأسبانيا، "فلجيكا أحد المنتخبات المرشحة للمنافسة على تحقيق اللقب، أو على الأقل تحقيق نتائج مميزة والوصول للأدوار المتقدمة، إضافة إلى منتخب إنجلترا الذي يبحث عن المجد العالمي.

أرقام حول المشاركة العربية في مونديال روسيا

- أصبح المنتخب السعودي أول فريق عربي يشارك في مباريات الافتتاح في المونديال، إذ سيواجه منتخب روسيا على ملعب لوجنيكي في العاصمة موسكو.

- مصر تشارك في المونديال للمرة الثانية في تاريخها، بعد أن كانت قد شاركت للمرة الأولى عام 1990  في إيطاليا.

- تشارك المغرب في النهائيات للمرة الأولى منذ عام 1998، وللمرة الخامسة في تاريخها.

- تشارك تونس للمرة الأولى منذ عام 2006، وللمرة الخامسة في تاريخها.

المباريات الافتتاحية للمنتخبات العربية

14 حزيران/يونيو: روسيا VS السعودية.

15 حزيران/يونيو: المغرب VS إيران

  16 حزيران/يونيو: مصر VS الأورجواي.

18 حزيران/يونيو: تونس VS انجلترا.


اقرأ/ي أيضاً: 

سيدات الكرة الفلسطينية في صور

"بيسبول غزة": قفاز يتيم وكرة تنس وتطلعات للعالمية

دوري المحترفين.. من أين جاءت ألقاب الأندية؟