20-أبريل-2022
اباتشي

صورة أرشيفية: طائرة أباتشي تحلق في سماء قطاع غزة وتطلق صاروخًا | غيتي ايميجز

أطلقت "كتائب القسام" صواريخ أرض - جو نحو طائرات الاحتلال أثناء تحليقها في سماء جنوب قطاع غزة، فجر الثلاثاء. لاحقًا، نشرت الكتائب مقطع فيديو يوثق إطلاق الصواريخ، وهي من طراز "ستريلا"، ويتم استخدامها لأول مرة.

ويعتبر صاروخ "ستريلا" صاروخًا محسنًا عن صاروخ "سام 7" الذي سبق أن تم إطلاقه على طائرات الاحتلال في عام 2012 وعام 2022. ويُعد اسم صواريخ "سام - 7" هو الاسم الأكثر انتشارًا لهذه الصواريخ، التي يطلق عليها "الناتو" اسم "غريل"، وتحمل أيضًا اسمًا سوفييتيًا هو "ستريلا - 2"، ويعني "السهم - 2"، بحسب تقرير عن الصواريخ السوفيتية لموقع "militaryfactory" الأمريكي.

صاروخ "ستريلا" أثبت أنه "دقيق جدًا"، فنسبة إصابته للهدف تقارب 90%، والرأس الحربي الذي يمتلكه شديد الانفجار، وقد صمم لتدمير الأهداف الجوية وفي مقدمتها الطائرات والمروحيات والطائرات بدون طيار على الارتفاعات المنخفضة

وأكد الموقع، أن صاروخ "ستريلا" أثبت أنه "دقيق جدًا"، فنسبة إصابته للهدف تقارب 90%، والرأس الحربي الذي يمتلكه شديد الانفجار، وقد صمم لتدمير الأهداف الجوية وفي مقدمتها الطائرات والمروحيات والطائرات بدون طيار على الارتفاعات المنخفضة.

وتكمن خطورة هذا النظام، بحسب الموقع، في قدرة مطلق النار على الظهور إلى السطح في الوقت المناسب وضرب الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض. أما عيبه الرئيسي، أنه لا يحقق ضررًا كليًا في الطائرات، فقد تمكنت مقاتلات إسرائيلية من العودة إلى قواعدها الجوية بعد تلقيها ضربات مباشرة خلال حرب عام 1973.

تلغرام

في الصحافة الإسرائيلية تم تداول الفيديو الذي نشرته كتائب القسام لإطلاق الصواريخ. وحظي إطلاق الصواريخ باهتمام محدود، أبرزه كان في القناة 12، التي استضافت الطيار العسكري السابق ماكو عومر دانك، فعلق قائلاً إن التقديرات تشير لوجود مئات الصواريخ المضادة للطائرات التي تُحمل على الكتف في قطاع غزة، "لكن هذه الصواريخ لا تشكل تهديدًا على الطائرات الحربية النفاثة إلا في حال ارتكاب الطيارين أخطاء" بحسب قوله.

وأوضح دانك، أن الطائرات النفاثة تحلق على ارتفاع يزيد عن 10 آلاف قدم، وهذه الصواريخ لا تستطيع الوصول إليها، إلا في حال حدوث خطأ في التحليق من جانب الطيارين.

وأفاد بأن سلاح الجو في جيش الاحتلال تعامل مع هذه الصواريخ خلال حرب الاستنزاف (خمسينات القرن الماضي)، منوهًا أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق مثل هذه الصواريخ، فقد حدث ذلك في حرب 2012 وكذلك في حرب 2014.

وأضاف دانك: "حتى لو كنا نتحدث عن صواريخ أكثر تطورًا، مثل SA-14 أو SA-18 التي تصل إلى ارتفاع أكبر يبلغ خمسة كم، فإننا في القطاع أيضًا نهاجم فوق هذا الارتفاع. وبالتالي، مرة أخرى، لا يوجد تهديد".

بحسب حديث دانك، فإن الطائرات التي لا خوف عليها هي النفاثة، بينما طائرات الهيلوكبتر معرضةٌ بالفعل للخطر في حال إطلاق مثل هذه الصواريخ نحوها، وقد أسقطت إحداها بالفعل بصاروخ مشابه خلال الحرب الثانية على لبنان

لكن بحسب حديث دانك، فإن الطائرات التي لا خوف عليها هي النفاثة، بينما طائرات الهيلوكبتر معرضةٌ بالفعل للخطر في حال إطلاق مثل هذه الصواريخ نحوها، فهذه الطائرات لا تصل إلى ارتفاعات شاهقة، وقد أسقطت إحداها بالفعل بصاروخ مشابه خلال الحرب الثانية على لبنان.

من جانبه، يؤكد الخبير في الشؤون العسكرية، اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، أن التأثير الأكبر لصاروخ ستريلا على الطائرات ذات السرعات البطيئة والتي تحلق على ارتفاعات منخفضة.

وأوضح الشرقاوي في حديث لـ الترا فلسطين، أن مدى الصاروخ يتراوح من ثلاثة إلى أربعة كم، ورأسه المتفجر يزن 1.7 كغم تقريبًا، وهي مواصفاتٌ كافيةٌ لتمكنه من إسقاط الطائرات المروحية والطائرات الأخرى في حال كان تحليقها متدنيًا.

وأشار إلى أن الصاروخ تمكن بالفعل من إسقاط عدد من الطائرات الإسرائيلية خلال حرب الاستنزاف بين "إسرائيل" ومصر، وكذلك في الجنوب اللبناني خلال الثمانينات، وعلى أثر ذلك تم أسر طيارين إسرائيليين.

بيّن الشرقاوي، أن الطائرات الحربية المقاتلة تناور على هذا السلاح وتضلله عبر إطلاق بالونات حرارية، لكن في حال وجود كمين مفاجئ أو إذا تم إطلاقه من مكان مرتفع فإنه قد يتمكن من إصابتها

وبيّن الشرقاوي، أن الطائرات الحربية المقاتلة تناور على هذا السلاح وتضلله عبر إطلاق بالونات حرارية، لكن في حال وجود كمين مفاجئ أو إذا تم إطلاقه من مكان مرتفع فإنه قد يتمكن من إصابتها.

وأعرب عن اعتقاده بأن امتلاك الفصائل في قطاع غزة لهذا الصاروخ يُقلق الاحتلال، رغم محدودية إمكانياته مقابل نوعية الطائرات التي يمتلكها الاحتلال.

ورأى، أن إطلاق هذه الصواريخ في التصدي للغارات الأخيرة يحمل رسالة إلى الاحتلال بأن الفصائل لن توفر جهدًا في الحصول على الأسلحة التي تتيح لها التصدي للطائرات الإسرائيلية، معتبرًا أن من نجح في الحصول على هذا السلاح يُمكنه الحصول على النسخة المتطورة منه، وهو صاروخ "ستينغر".