قال القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق لصحيفة وموقع "العربي الجديد"، إن وفدًا من الحركة سيزور العاصمة المصرية القاهرة يوم السبت. وأوضح أبو مرزوق الذي سيشارك في الوفد، أن "وفدًا قياديًا من الحركة سيلتقي المسؤولين المصريين لنقاش ملف غزة". ورفض القيادي في حماس الكشف عن تفاصيل أجندة اللقاءات التي ستعقد مع المسؤولين المصريين.
وبالتزامن مع تحرك في المنطقة يسعى إلى وقف إطلاق نار، فإنه وفقًا لمعلومات خاصة لـ"العربي الجديد"، تعتمد هذه الصيغة على استنساخ التجربة الأخيرة في لبنان، إذ تُحدَّد فترة زمنية لتهدئة مؤقتة تُتيح استكمال النقاش في القضايا العالقة، بما يشمل ملف تبادل الأسرى واليوم التالي للحرب.
وزار رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، مصر، الأربعاء. وقال مصدر قيادي في حركة حماس لـ"العربي الجديد": "نحن في حماس نرحّب بأي جهد ينهي الحرب على غزة وفقًا للمطالب المشروعة للمقاومة الفلسطينية، والمتمثلة في انسحاب الجيش الإسرائيلي من أراضي القطاع كافة، ووقف الحرب بشكل كامل، وإدخال مستلزمات الإغاثة والإعمار، بالإضافة إلى صفقة تبادل أسرى مشرفة".
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الخميس، في مقابلة مع القناة الـ14 الإسرائيلية (يمينية)، إنه "سيوافق على وقف إطلاق النار في غزة، ولكن ليس إنهاء الحرب"
وأضاف المصدر أنّ الحركة على تواصل دائم مع الوسطاء الرئيسيين، قطر ومصر، مشدّدًا على ضرورة استثمار الثقل السياسي التركي في المنطقة والعالم لدعم جهود الوساطة. وجاء الحديث حول مقترح تهدئة في غزة بعد إعلان مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الأربعاء، أن الولايات المتحدة ستبدأ مسعاها الجديد للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وأضاف، في مقابلة مع قناة "أم أس أن بي سي" الأميركية، أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن "يعتزم بدء هذا العمل من خلال تواصل مبعوثين مع تركيا وقطر ومصر وفاعلين آخرين في المنطقة".
وفي وقت متأخر من مساء الجمعة، قال مسؤولان في حماس لـ"رويترز"، إن وفدًا من حماس سيصل إلى القاهرة يوم السبت لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين. وتأتي الزيارة بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة أنها ستبدأ جهودًا جديدة مع قطر ومصر وتركيا لإحياء محادثات وقف إطلاق النار في غزة.
وأبدى 71% من الإسرائيليين تأييدهم لصفقة تبادل أسرى مقابل وقف الحرب على قطاع غزة؛ وذلك في استطلاع للرأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية. ومقابل ذلك، قال 15% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يعارضون ذلك، و14% الذين ذكروا أنهم لا يعرفون. وتطرق الاستطلاع إلى إقامة مستوطنات في غزة، إذ عبر 51% عن معارضتهم لذلك مقابل 33% الذين أيدوا الاستيطان في القطاع، بينما أجاب 16% بأنهم لا يعرفون. وفي ما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، اعتبر 48% أن إسرائيل حققت انتصارًا كاملًا أو جزئيًا بالحرب في الشمال، بينما قال 31% إن أيًا من الطرفين لم ينتصر و16% الذين ذكروا أن القتال انتهى بفشل إسرائيل و5% قالوا إنهم لا يعرفون.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الخميس، في مقابلة مع القناة الـ14 الإسرائيلية (يمينية)، إنه "سيوافق على وقف إطلاق النار في غزة، ولكن ليس إنهاء الحرب". وتابع: "لدينا هدفان مختلفان. في الشمال نمنع التسليح [أي لحزب الله]، ما هو محور فيلادلفيا شمالًا؟ الحدود السورية اللبنانية. فماذا نفعل؟ نقصف المعابر الحدودية. وفي سوريا قلت للأسد: أنت تلعب بالنار".
وأضاف نتنياهو: "الزمن سيحدد ما إذا كان قد أدرك معنى هذه الرسالة"، مضيفًا أنه "في الجنوب، ماذا يريدون مني أن أفعل؟ هل أقصف مصر؟ لدينا اتفاق سلام مع مصر. ولن أسمح لحماس في غزة بإعادة التسلح، فالهدف في الشمال يختلف عن الهدف في الجنوب، والظروف في الشمال تختلف عن الجنوب. لكن الجواب واضح: أنا مستعد لوقف إطلاق النار في الجنوب، ونعتقد أن بإمكاننا تحقيق إطلاق سراح المختطفين".
واستمر نتنياهو في القول: "الظروف تغيرت للأفضل لصالح صفقة المخطوفين، ومن أفشل تلك الجهود في الماضي، السنوار وحماس. لدينا فرصة، لا أريد الخوض في التفاصيل، لكننا نقوم بأشياء تقربنا من تحرير المخطوفين"، وفق قوله.
ومع محاولة إعادة إحياء حراك صفقة التبادل، وخاصة بعد خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن، في أعقاب وقف إطلاق النار مع لبنان، نُقل عن مسؤولين غربيين، في صحيفة "نيويورك تايمز"، قالوا إن "إسرائيل لا تبدو مهتمة بتقديم تنازلات".
وأضافت الصحيفة: "يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتظر تولي ترامب منصبه قبل أن يغير موقفه بشأن المحادثات مع حماس"، وفقاً لمسؤولين أميركيين. ورغم أن ترامب حث إسرائيل على "إنهاء" الحرب في غزة، فمن غير المرجح أن يضغط بشكل كبير على نتنياهو أو الجيش الإسرائيلي من خلال التهديد بحجب المساعدات العسكرية.
ويقول المسؤولون الغربيون إن إسرائيل تظل متشككة في الأفكار الأميركية والعربية لإدارة غزة بعد الحرب. ويضيف المسؤولون أن نتنياهو يعتقد أن الخطط الرامية إلى جلب السلطة الفلسطينية لإدارة غزة محكوم عليها بالفشل، وأن حماس سوف تعيد فرض سيطرتها بسرعة.
ووفقًا لشخصين مطلعين على التفكير الداخلي لحركة حماس، على حد ما ورد في "نيويورك تايمز"، فإن إحدى المقترحات التي ناقشها بعض قادة حماس من شأنه أن "يسمح لإسرائيل بالحفاظ على وجودها، مؤقتًا على الأقل، في المنطقة الحدودية بين مصر وغزة". وقد رفضت قيادة حماس "أي سيطرة إسرائيلية طويلة الأمد على المنطقة، المعروفة باسم ممر صلاح الدين/فيلادلفي".
وقال الرئيس الأميركي بايدن، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مكالمة هاتفية يوم الثلاثاء، إنه "بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، ينبغي أن ينصب التركيز الآن على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة"، بحسب ما قاله مسؤولان أمريكيان لوكالة أكسيوس.
وأوضح مسؤولون أميركيون، إن بايدن يعتزم مواصلة الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى حتى آخر يوم له في منصبه، حتى لو حصل الرئيس المنتخب ترامب في النهاية على الفضل في التوصل إلى اتفاق.
وقال أحد مساعدي بايدن لـ"أكسيوس": "يعتقد بايدن أن عدم فعل أي شيء وإخبار عائلات الرهائن بالانتظار حتى 20 كانون الثاني/يناير سيكون أمرًا مجنونًا". وقال مسؤولان أميركيان إن المحادثة بين بايدن ونتنياهو، التي جرت بعد وقت قصير من موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، استمرت بضع دقائق، وكان الموضوع الوحيد الذي نُوقِش إلى جانب لبنان هو الاتفاق على إطلاق سراح الأسرى وإقرار وقف إطلاق النار في غزة.
وقال بايدن لنتنياهو "لدينا فرصة الآن. دعنا نحصل على الرهائن"، بحسب المسؤولين الأميركيين الذين قالوا إن رئيس الوزراء رد بشكل إيجابي وقال إنه يريد المحاولة. وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون، إن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يزيد من فرص التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، حتى لو كان يشمل فقط تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق المقترح والإفراج عن بعض الأسرى فقط، وفق "أكسيوس".
وقال وزير كبير في الحكومة الإسرائيلية لـ"أكسيوس"، إن "نتنياهو مهتم بالضغط من أجل التوصل إلى اتفاق جزئي بشأن الأسرى لا يلزمه بالموافقة على إنهاء الحرب والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة".
وأضاف الوزير الإسرائيلي: "هناك نية لبذل جهود متجددة للتوصل إلى اتفاق في غزة. وكان من الواضح أن الحرب في لبنان لا بد أن تنتهي أولًا. والآن أصبحت حماس في موقف أضعف؛ لأن حزب الله أصبح خارج الحرب".
وفي الجولة الأخيرة من المفاوضات في آب/أغسطس، أضاف نتنياهو شروطًا جديدة للتوصل إلى اتفاق. ورأى المفاوضون الإسرائيليون موقف حماس الرافض لصفقة جزئية بمثابة رد على شروط نتنياهو الجديدة.
ويتهم منتقدو نتنياهو، ومن بينهم العديد من عائلات الأسرى في غزة، بتقويض الاتفاق من أجل بقائه السياسي. وكان بايدن وفريقه يلقون باللوم علنًا على حماس، ويتهمونها بمنع التوصل إلى اتفاق. ولكن في السر، حمل الرئيس ومساعدوه أيضًا نتنياهو بعض المسؤولية، بحسب "أكسيوس".
وخلال زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى واشنطن قبل أسبوعين، حث بايدن على العمل مع ترامب من أجل التوصل إلى اتفاق. ونقل هرتسوغ الرسالة نفسها في مكالمة هاتفية مع ترامب بعد فوزه في الانتخابات، وقال إنها مسألة عاجلة. وتفاجأ ترامب عندما سمع من هرتسوغ في أثناء المكالمة أنه على عكس ما كان يعتقد، فإن نصف الرهائن على قيد الحياة، بحسب ثلاثة مصادر مطلعة على المكالمة. وبعد أيام قليلة من اجتماعه مع هرتسوغ، أثار بايدن قضية الأسرى خلال اجتماعه مع ترامب في المكتب البيضاوي، واقترح أن يعملا معًا على التوصل إلى اتفاق. كما ناقش مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان قضية الرهائن الأسبوع الماضي مع خليفته النائب مايك والتز (جمهوري من فلوريدا).
استشهاد الدكتور أحمد زياد الكحلوت رئيس قسم العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان في قصف إسرائيلي، وجيش الاحتلال يركز عملياته العسكرية شمال القطاع، التفاصيل مع مراسلنا عبد الله مقداد @abdallahmiqdad pic.twitter.com/S0ZViNRIA1
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 29, 2024
وزار رونين بار، مدير جهاز الشاباك، تركيا مؤخرًا، والتقى بنظيره التركي إبراهيم قالن لمناقشة صفقة التبادل. ومنذ تلك الزيارة، أصبحت تركيا أكثر نشاطًا في هذه القضية، كما قال مسؤولون إسرائيليون.
وفي كلمته في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، ذكر بايدن تركيا، إلى جانب مصر وقطر، كدول يمكن أن تساعد في التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى في غزة ووقف إطلاق النار.
ووفقًا لشخص مطلع على الأمر تحدث لـ"الواشنطن بوست" الأميركية، قال إن "لا شيء مطروح على الطاولة حتى الآن". مضيفًا: "في الوقت الحالي، قد يحاولون الحصول على صفقة أصغر حجمًا... للحصول على الزخم" الذي قد يؤدي إلى اتفاق أوسع نطاقا. وأضاف أنه "من المعتقد كلما طال أمد الاتفاق، كلما قلت احتمالات نجاحه".