محمود أبو ناموس يحكي قصص غزة للعالم بلغة الإشارة

يترجم الصحفي محمود أبو ناموس الأخبار والقصص من قطاع غزة إلى لغة الإشارة لنقلها إلى العالم، محاولاً شرح جرائم الاحتلال الإسرائيلي على مدار 15 شهرًا من الحرب. محمود، وهو من ذوي الإعاقة السمعية، أخذ على عاتقه نقل صوت الناس في غزة إلى العالم، كي لا يعتمدوا على الرواية الإسرائيلية فقط، تُشاركه في رحلته زوجته فاطمة ضاهر، بعد أن تعلمت منه لغة الإشارة.

يُبين أبو ناموس، أنّ هدفه من فيديوهات لغة الإشارة وضع فئات الصم في صورة الوضع، وإطلاعهم على الأحداث سواءً كانوا يعيشون في القطاع أو الخارج

بدأ محمود أبو ناموس ينشر فيديوهاته على منصات التواصل الاجتماعي بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مستهدفًا الصم والبكم لمنع عزلهم عن الحرب أو تلقّيهم رواية كاذبة عن حرب الإبادة الجارية في غزة.

يقول أبو ناموس، وتترجم لها زوجته فاطمة: "يداي اللتان خلقهما الله من نور، هبةً لي ولأشقائي من ذوي الإعاقة السمعية أعبر فيهما عن رسالتي وحاجتي واليوم أقدم بهما الأخبار وأنقل الحقيقة لفئة الصم".

ويُبين أبو ناموس، أنّ هدفه من فيديوهات لغة الإشارة وضع فئات الصم في صورة الوضع، وإطلاعهم على الأحداث سواءً كانوا يعيشون في القطاع أو الخارج.

ويضيف: "أترجم للصم في غزة الأخبار عن وسائل الإعلام العبرية، خاصة أوامر الإخلاء لمناطق القتال الخطيرة والمناطق التي يزعمون أنها مناطق آمنة".

 

 

 

 

View this post on Instagram

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

A post shared by Mahmoud Abu Namous (@mahmoud.a.namous)

وعلى الرغم من العقبات الصعبة التي تُواجه محمود من نقص بعض المواد الأساسية في عمله، إلا أنه يُواصل العمل بهاتفه البسيط في تصوير فيديوهاته ثم مونتاجها، كما يستعين، أحيانًا، بأصدقائه لتصوير الفيديوهات ومونتاجها في أقل وقتٍ ممكن، وهم يعُدُّون مساعدتهم له جهدًا في سبيل نقل رسالة غزة لفضح الجرائم الإسرائيلية بحقها.

ويقول: "ظروف العمل صعبة جدًا، خاصة ميدانيًا بسبب القصف الإسرائيلي في جميع المناطق، وتحديدًا مع تعرض الصحفيين للاستهداف لطمس الحقيقة". ويشير أن حياته تعرضت للخطر إثر انفجار في مكان كان يتواجد فيه، "ونجونا بأعجوبة" كما يقول.

 

 

 

 

View this post on Instagram

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

A post shared by Ranem (@__shhadeh___)

ويُبيّن محمود أبو ناموس أنّه يخرج للعمل وتفكيره منشغلٌ بعائلته خشيًة من أي استهداف إسرائيلي، كما يخشى على نفسهِ، ويأمل أن يعود لهم بسلام في كل مرة. يقول: "أعلم أن كل صحفي حياته للخطر، فإسرائيل تخشى الصحفي الذي يفضح جرائمها للعالم". ويُشدّد أنّه سيواصل نقل الحقيقة مع زملائه الصحفيين في كل مكان، وأن استهدافات الاحتلال للصحفيين لن تمنعه من مواصلة عمله.

من جانبها، فاطمة ضاهر تترجم فيديوهات زوجها محمود أبو ناموس إلى نصوص كتابية وتنشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي. وتقول: "في الكثير من المرات يعود محمود للمنزل منهارًا بعد الكثير من الأحداث ورؤية المصابين والشهداء خاصة الأطفال، ووداعات الشهداء".

وتضيف فاطمة أن المشاهد الصعبة داخل المستشفيات أثَّرت نفسيًا على محمود، وأنّه لا يستطيع مواساتهم، خاصة الأطفال الذين فقدوا عوائلهم سوى رؤيتهم وينهار معهم.

 

 

 

 

View this post on Instagram

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

A post shared by Mahmoud Abu Namous (@mahmoud.a.namous)

وتؤكد أنّ زوجها اختار نقل الرسالة، وهي تدعمه بكل ما يحتاجه معنويًا ونفسيًا بالإضافة لمساعدته في عمله بترجمة الفيديوهات لنصوص كتابية.

وتكمل: "اختار أن يكون صوتًا للناس رغم عدم قدرته على التحدث، ونجح في ذلك وبدأ البعض ينتظر نشر تغطياته اليومية خاصة أنه لا زال صامدًا في شمال غزة".

وُتبين فاطمة ضاهر، أنها تنتظر عودة محمود إلى المنزل في كل يوم دون أن يصيبهُ مكروه، خاصة في الكثير من الأحيان يعود منهارًا ويدعو أن تنتهي الحرب التي حرمت الأطفال من أبويهم. تتمنى فاطمة، أيضًا، أن تنتهي الحرب وأن يكمل زوجها رسالته دون حروب ودمار وتشريد وتجويع.

يُشار أن 204 صحفيين استُشهدوا في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفق آخر تحديث للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة نُشر الأسبوع الماضي.