16-نوفمبر-2021

من أغصان شجرة مقطعة إلى أخرى، يتنقل المواطن فايز عبد الدايم كي يحصي حجم الكارثة التي حلت بأرضه، في منطقة "الراس" شمال غرب مدينة سلفيت، بعدما اقتحمتها ثلاث جرافات عسكرية إسرائيلية وشاحنة -برفقة قوات الاحتلال- يوم الإثنين.

"الحيّ" الاستيطاني الجديد سيضم 730 وحدة استيطانية، وسيكون محاذيًا لمدينة سلفيت على نحو يجعل من الصعب توسّعها

يقول عبد الدايم، إن 12 دونمًا طالها التجريف والتخريب من أصل 40 دونمًا هي مساحة أرضه. علاوة على ذلك، قطعت طواقم "الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال أغصان أشجار الزييتون، وخلعتها من جذورها وحملتها فوق الشاحة، لتكون حصيلة ما تم إعدامه من أشجار الزيتون 250 شجرة مثمرة، يتجاوز عمرها 5 سنوات.

منطقة "الراس" هذه ستكون جزءًا من مساحات واسعة في سلفيت سيلتهمها الاحتلال لصالح "حي استيطاني" كشفت صحيفة "هآرتس" عن مخطط لإنشائه على بعد كيلومترين من مستوطنة "ارئيل" سيؤدي لخنق مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية.

ووفقًا لـ"هآرتس"، فإن "الحيّ" الاستيطاني الجديد سيضم 730 وحدة استيطانية، وسيكون محاذيًا لمدينة سلفيت على نحو يجعل من الصعب توسّعها.

وأضافت، أن خطة بناء هذا "الحي" الاستيطاني تم إعدادها قبل عام 1990، وفي شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي، صادقت وزاة الإسكان في حكومة الاحتلال على تنفيذها.

حجم الأراضي المنوي مصادرتها من محافظة سلفيت تتجاوز 4 آلاف دونم

في المقابل، يقول رئيس بلدية سلفيت عبد الكريم زبيدي، إن المخطط يتعلق بمدينة جديدة على أراضي سلفيت وليس مجرد "حي".

وأوضح زبيدي، أن مخططًا هيكليًا لمستوطنة "أرئيل" أظهر أن حجم الأراضي المنوي مصادرتها من محافظة سلفيت تتجاوز 4 آلاف دونم، وهذه ليست مساحة حي، بل مساحة مدينة تساوي مساحة مدينة سلفيت.

وأكد، أن المخطط المُعلن عنه سيترك تأثيرًا لا يقتصر على مدينة سلفيت، بل عموم أراضي "الدولة الفلسطينية" المفترضة مستقبلاً، "لأنه في حال اكتمال المشروع سيفصل الضفة الغربية إلى نصفين".

المشروع سيوجِد كتلة استيطانية ضخمة من مشارف الأغوار قرب حاجز زعترة وتمتد مع مستوطنة أرئيل حتى مدينة كفر قاسم

وبيّن، أن المشرع سيوجِد كتلة استيطانية ضخمة من مشارف الأغوار قرب حاجز زعترة وتمتد مع مستوطنة أرئيل حتى مدينة كفر قاسم داخل الخط الأخضر، وسيتم ربط التكتلات الاستيطانية بعضها مع بعض، وبالتالي عزل التجمعات الفلسطينية في شمال الضفة.

وأشار إلى أن مؤسسات حقوقية وقانونية تتابع القضية قانونيًا، مضيفًا أنه يجب مواصلة دعم المزارعين وتقديم ما يلزم لتعزيز صمودهم وبقائهم في أراضيهم.

يُذكر أن مستوطنة "أرئيل" تُعتبر من أكبر مستوطنات الضفة الغربية، حيث يمتد مخططها الهيكلي على 14 ألف دونم، ويسكن بها نحو 20 ألف مستوطن، وتحتوي على جامعة.


اقرأ/ي أيضًا: 

هآرتس: خطة استيطانية إسرائيلية ستدفن حل الدولتين

خطة لمضاعفة مستوطني الغور في 4 سنوات