17-أكتوبر-2020

المياه العادمة تسببت بضياع موسم الزيتون لعبد الله معروف - الترا فلسطين

طوال العام، ظل المزارع معروف عبد الله يترقب نمو حبات الزيتون على مئات أشجار الزيتون الرومية، التي ورثها عن أجداده جيلاً بعد جيل. لكن، قبل بدء "أبو المواسم" فتحت مستوطنة "ليشم" الإسرائيلية المقامة قرب دير بلوط قضاء سلفيت، مياه الصرف الصحي على أراضي المزارعين الفلسطينيين هناك، ما أدى لتلاف مئات الأشجار المعمرة وضياع الموسم.

مئات أشجار الزيتون الرومية المعمرة غرقت بالمياه العادمة، والروائح الكريهة تملؤ المكان

 بحسرة ينظر عبد الله إلى الحال الذي وصلت إليه أرضه، إذ تغرق اليوم بالمياه العادمة، وتملؤ الروائح الكريهة المكان، والحشرات تنهش الأشجار من كل حدب وصوب.

اقرأ/ي أيضًا: كل هذا الحقد على شجرة الزيتون!

يقول معروف لـ الترا فلسطين، إن لديه 42 دونمًا من الأراضي الزراعية، من بينها 20 دونمًا أُغرِقت بشكل كامل بالمياه العادمة، ما أدى لتلف 200 شجرة زيتون مثمرة، ما يعني ذهاب نتاج الزيت لهذه الأشجار هذا العام مع الريح السامة التي تنفثها مستوطنات الاحتلال صوب أراضي المواطنين.

يُبين معروف، أن الاحتلال منذ حوالي سنة مدّ خطًا للمجاري، والسنة الماضية كانت تصرف مياه الأمطار، إلا أن ما جرى هذا العام أن الاحتلال أضاف إليها خطًا للمياه العادمة التي ملأت أراضي المزارعين دون سابق إنذار.

استصلاح الأرض صعب، فقد غرقت بالمياه العادمة، ولا مجال لوضع المفارش تحت أشجار الزيتون لقطف حباتها

وأكد، أن استصلاح الأرض صعب، فقد غرقت بالمياه العادمة، ولا مجال لوضع المفارش تحت أشجار الزيتون لقطف حباتها، هذا عدا عن أنها ملوثة.

وحذر معروف من استمرار ضخ مياه المجاري من المستوطنة على أراضي البلدة، لأنه مع بدء هطول الأمطار سيزيد التصريف وتصل إلى منازل المواطنين القريبة من أرضه فقط 50 مترًا.

تعرف دير بلوط بانها أرض زراعة "الفقوس" في فلسطين، والكارثة الكبرى ستحل بهذه البلدة الزراعية إذا ما وصلت مياه المجاري من المستوطنية إلى سهل دير بلوط، لأن ذلك يعني تدمير آلاف الدونمات الزراعية وخسائر كارثية على المزارعين.

ودير بلوط ليست القرية الوحيدة في محافظة سلفيت التي تعاني من مياه الصرف الصحي التي تصدرها مستوطنات الاحتلال، فالأمر ذاته يتكرر في برقين القريبة من المجمع الصناعي الاستيطاني "بركان"، وفي مردة القريبة من مستوطنة "آرئيل"، حيث يتعمد الاحتلال ضخ مياه المجاري صوب أراضي المواطنين، في ظل عدم وجود محطات للتنقية.

جدير بالذكر أن مستوطنة "ليشم" أقيمت في أيلول/سبتمبر 2013، على أراض بلدتي كفر الديك، ودير بلوط، ويوجد بها اليوم ما يزيد عن 56 وحدة سكنية.


اقرأ/ي أيضًا: 

بؤرة استيطانية للمراهقات فقط: "نُحارب لأجل أرض إسرائيل"

ماذا سيُغيّر الضم في حياة الفلسطينيين؟