02-أبريل-2018

متظاهر مبتور الساق يطلق حجرًا على جنود الاحتلال - (Getty)

لا تزال مسيرات العودة الكبرى تتواصل في قطاع غزة، مُسجلة يومًا إثر آخر مشاهد يُمكن تخليدها طويلاً في ذاكرة النضال الفلسطيني ضد الاحتلال. ومنذ اليوم الأول، توافد عشرات الآلاف من الصغار والكبار، لكن الآلاف منهم لم يعودوا إلى منازلهم بانتهاء المسيرات، رغم ارتقاء 15 شهيدًا أراد الاحتلال بقتلهم إثارة الذعر في صفوف الغزيين المحاصرين، الذين ردوا بمواصلة الحضور في مخيمات العودة المنتشرة على طول السياج الفاصل، حيث مارسوا حياتهم اليومية، وهو ما يوثّقه الترا فلسطين هنا بالصور والفيديو.

آلاف المواطنين صغارًا وكبارًا من الجنسين في قطاع غزة ينقلون حياتهم إلى خيام العودة، أعراس، وغناء، وبسطات طعام، وألعاب أيضًا

الفن الشعبي، والأفراح، كانت حاضرة في مخيمات العودة. ففي مساء يوم الخميس، عقد أكثر من شاب في خيام العودة، وقد تمت تغطية زفاف العريس حيدرة الشريف، في رفح، في بث مباشر على صفحتنا في "فيسبوك". إضافة لتوثيق قصة العريس علاء شاهين من نعليا المهجّرة، وعروسه مريم المجدلية، الذين وقفا في جباليا قُبالة الأراضي المحتلة وتعاهدا على السير في طريقٍ يصل قريتيهما بعد العودة.

اقرأ/ي أيضًا: عريس من نعليا وعروس مجدلية في خيام العودة

الدحيّة الشعبية حضرت أيضًا في سهرات المعتصمين في خيام العودة. فعلها الشبان حتى دون وجود عرسان وزفاف. إضافة لذلك، فإن الغناء الشعبي حضر داخل الخيام أيضًا. كبار في السن شاركوا في الغناء للعودة وتحرير فلسطين، وهو ما وثّقناه لكم بالفيديو أيضًا.

 

النساء في خيام العودة، وهنّ بالمئات من فئات عمرية مختلفة، كانت لهن مشاركات مختلفة. مساء الأحد، خبزت سيداتٌ على الصاج، بينما التمّ حولهن الشبان راغبين في تذوق الخبز. قالت إحداهن لــ الترا فلسطين إن هذا الخبز له قيمته في التراث الفلسطيني، وهو الأنسب لإعداده هنا.

شابة أخرى كان لها حضور قوي منذ أول أيام المسيرات، وهي المسعفة رزان النجار التي تطوّعت لتقديم الرعاية الطبيّة لجرحى المواجهات.

نقل المصابين إلى خيام الإسعاف، كان نوعيًا أيضًا. فإضافة إلى سيارات الهلال الأحمر والخدمات الطبية، استخدم شبان دراجات نارية في نقل المصابين، تحديدًا في يوم الجمعة الذي شهد سقوط أكثر من 1200 جريح نتيجة إطلاق الرصاص عشوائيًا وبكثافة، وقنصًا أيضًا.

الأطفال لم يغيبوا عن المشهد، ولم يُرعبهم سقوط مئات الجرحى، بينهم أطفال، وارتقاء 15 شهيدًا قنصهم رصاص جنود الاحتلال. وتبدو شجاعة الأطفال لافتة وأنت تشاهدهم يلعبون كرة القدم.

الطفل محمد عياش، ابن عائلة مهجّرة من يافا، تجاوز اللعب بابتكار وسيلة لتجنب آثار قنابل الغاز المسيل للدموع الذي تُطلقه قوات الاحتلال من طائرات مسيّرة بدون طيار، مخصصة لهذا الغرض. ابتكار محمد تمثّل بارتداء كمامة وبصلة، وقد وثّق الترا فلسطين لكم قصة الطفل الذي أصبح أيقونة لمسيرات العودة.

وتنتشر في مناطق خيام العودة بسطات بيع الأغذية والحلويات أيضًا، إذ تبدو الأمور انتقالاً للحياة من داخل مدن القطاع إلى المناطق الحدودية. يقول المعتصمون إن الرحلة بدأت ولن تنتهي إلا بالعودة، رغم كل الدماء التي أسالتها قوات الاحتلال.

 


اقرأ/ي أيضًا: 

ماذا قال "فنان البحر" لصديقه قبل أن يستشهد؟

نتنياهو: قتلة مدنيين.. أردوغان: دولة إرهاب

مرضى غزة.. نفيُ بعد الموت