02-أبريل-2023
ضد النتطيع

صورة أرشيفية: وقفة مناهضة للتطبيع مع الاحتلال | gettyimages

الترا فلسطين | فريق التحرير

أكدت شخصيات عشائرية واقتصادية أن مشاركتهم في إفطار رمضاني إلى جانب ضباط إسرائيليين كانت بدون علم مسبق منهم بوجود هؤلاء الضباط، وأن الدعوة كانت من رجل أعمال فلسطيني، وهي الذريعة التي رفضتها حركة مقاطعة إسرائيل (BDS). وكان مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل أظهر تواجد شخصيات عشائرية ورجال أعمال وتجار إلى جانب ضابط إسرائيلي.

قال نافذ الجعبري، إنهم توجهوا للإفطار بدعوة من رجل أعمال فلسطيني، وفوجئوا بوجود الضباط الإسرائيليين، فأفطروا وأدوا صلاة المغرب ثم غادروا المكان، مضيفًا: "نحن تفاجأنا بوجود جندي قاعد نحكيله روّح؟".

وأقيم اللقاء في منزل رجل الأعمال يوسف أبو قبيطة في منطقة "خربة سيفر" داخل الجدار الفاصل، قرب مستوطنة "ماعون" المحاذية لأراضي مسافر يطا. ومن بين الحاضرين في اللقاء: نافذ الجعبري، وهو عضو في اللجنة الرئاسية الفلسطينية لشؤون العشائر، وبديع أبو قبيطة، وهو شقيق أمين سر حركة فتح في يطا، وعضو في اللجنة الأمنية للسلم الأهلي بمحافظة الخليل، ومحمد غازي الحرباوي وفراس النجار، ونبيل التلاحمة ومحمد نيروخ، وجعفر الدراويش وهم تجّار ورجال أعمال.

وقال نافذ الجعبري في حديث لإذاعة "عروبة" المحلية في الخليل، إنهم توجهوا للإفطار بدعوة من رجل أعمال فلسطيني، وفوجئوا بوجود الضباط الإسرائيليين، فأفطروا وأدوا صلاة المغرب ثم غادروا المكان، مضيفًا: "نحن تفاجأنا بوجود جندي قاعد نحكيله روّح؟".

واعتبر نافد الجعبري أن "مدارس الفتن في الخليل" -وفق وصفه- هم من يقفون خلف تداول الفيديو والضجة التي أحدثها على مواقع التواصل، مضيفًا: "أنا تكلموا معي المسؤولين (في إشارة لقيادة السلطة) وقالوا لي القافلة تسير والكلاب تنبح ونحن نعرف من أنت".

ونشر بديع أبو قبيطة منشورًا على فيسبوك تعقيبًا على الفيديو، قال فيه: "في معظم المناسبات يكون من بين الحضور الصالح والطالح في مناطقنا فما بالك أن تكون المناسبة في الداخل المحتل وخلف الجدار، من الطبيعي أن يكون بها من جميع الفئات والطوائف.. لجميع الأبواق الناعقة خسئتم ان كان لكم في الوطن او الوطنيه ما لنا فنحن نجوم ساطعة في جميع أركان الوطن".

وأصدر نجل نبيل التلاحمة بيانًا حول اللقاء، قال فيه إن والده فوجئ خلال وجوده في "العزومة" بوجود ضباط من "الإدارة المدنية" بدون معرفة مسبقة، متوعدًا "بملاحقة كل شخص تسول له نفسه التجريح أو التخوين عشائريًا وقانونيًا حسب الأصول".

برر محمد الحرباوي عدم انسحاب الحاضرين فور رؤيتهم للضباط الإسرائيليين قائلاً: "أراهن أيّ شخص أن يقدر على الانسحاب بهذا الموقف. ومن ينتقد، إن أتيحت له الفرصة بلقاء الحاكم العسكري الإسرائيلي سيذهب مباشرة"

من جانبه، محمد غازي الحرباوي، الرئيس السابق لغرفة تجارة وصناعة الخليل برر حضوره اللقاء بأن "من يتلقى دعوة للعزومة في شهر رمضان لا يسأل من الضيوف"، مبينًا أن أكثر من 60 شخصًا، بينهم رجال أعمال ومخاتير ورجال عشائر حضروا الإفطار، وفوجئوا بوجود ضباط إسرائيليين، "وأفطرنا وجلسنا قليلًا لتناول الحلويات وغادرنا مباشرة".

وأضاف محمد الحرباوي لـ الترا فلسطين: "أنا أحترم الجميع ولكن بلا مؤاخذة عندما يخرج فصيل للتحدث بالموضوع دون تحري فهذا غير مناسب بحقهم ومكانتهم".

ويقصد محمد الحرباوي بكلامه، حركة حماس، التي استنكرت في تصريح على لسان عضو مكتبها السياسي هارون ناصر الدين الإفطار "التطبيعي" حسب وصفه، معتبرًا أنه "يمثل خيانة لوصايا الشهداء بتصعيد المقاومة".

وبرر عدم انسحاب الحاضرين فور رؤيتهم للضباط الإسرائيليين قائلاً: "أراهن أيّ شخص أن يقدر على الانسحاب بهذا الموقف. ومن ينتقد، إن اتيحت له الفرصة بلقاء الحاكم العسكري الإسرائيلي سيذهب مباشرة"، مضيفًا أن الجميع معرض لمثل هذه اللقاءات، "ولو شخص من خارج فلسطين يمكن أن أبرر له، لكن الناس عندنا قبل أن تنتقد وتتهم عليها أن تعرف الواقع، وما حصل ابتلاء من الله ولم يكن هناك مجال للتصرف بطريقة مختلفة".

في المقابل، أكد المنسق العام لحركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، أن أيّ لقاء مع من يمثل الاحتلال الإسرائيلي يعتبر "جريمة وخيانة"، منوهًا أن اللقاء أقيم على مرمى حجر من مسافر يطا التي يحاول الاحتلال تهجير أكثر من 1200 فلسطيني فيها، وتزامنًا مع استشهاد الطبيب الفلسطيني محمد العصيبي في محيط المسجد الأقصى.

رأى محمود نواجعة، أن اللقاء هو "مشهد متكرر نتيجة الإفلات من العقاب، وهذا تمهيد لمخططات الاحتلال بالعودة إلى مرحلة روابط القرى

ورأى محمود نواجعة، أن اللقاء هو "مشهد متكرر نتيجة الإفلات من العقاب، وهذا تمهيد لمخططات الاحتلال بالعودة إلى مرحلة روابط القرى، ومن يدعي انسحابه قبل الجلوس، أو أنه غرر فيه باللقاء، عليه أن يخرج إلى الناس وأن يقول أخطأت".

وأضاف، أنه يجب التحري حول الأماكن التي يتم الذهاب إليها خصوصًا المشبوهة، أو الموجودة داخل جدار الفصل العنصري.

وكانت حركة مقاطعة إسرائيل BDS نشرت بيانًا، جاء فيه: هذه اللقاءات الوقحة مع ممثلي الاحتلال لا تجري في الفراغ، بل في سياق تفاقم التطبيع الرسمي، والمتمثل بالاستمرار في التنسيق الأمني على الرغم من قرارات منظمة التحرير الفلسطينية - الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا- القاضية بوقفه بشكل كامل، وفي اللقاءات التطبيعية الأخيرة بمشاركة جهات رسمية فلسطينية والتي كان آخرها اجتماعا شرم الشيخ والعقبة مع قيادات العدوّ الإسرائيلي، والتي عقدت بإملاء أمريكي وبمشاركة حكومتي مصر والأردن، بحجة البحث عن سبل "التهدئة في الأراضي الفلسطينية".