كشف مصدر فصائليّ فلسطينيّ مطّلع على الحوار المستمرّ في العاصمة المصرية القاهرة بين حركتي حماس وفتح، خلال حديثه مع "الترا فلسطين"، عن موافقة وفد حركة حماس على الورقة الّتي صدرت عن مخرجات اللقاءات المكثّفة برعاية مصريّة، بينما أبدى وفد حركة فتح موافقته المبدئيّة، في انتظار ردّ رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، المقرّر خلال الـ48 ساعة القادمة.
مصدر لـ"الترا فلسطين": مسوّدّة لجنة الإسناد المجتمعيّ لقطاع غزّة بانتظار موافقة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس خلال 48 ساعة
وتابع المصدر: "بعد انتهاء الحوارات الّتي جمعت حماس وفتح، التقى الطرفان الوسيط المصريّ الّذي يضغط بشدّة لإنجاز الاتّفاق والإعلان عنه. وكان وفد فتح يرغب في دراسة الاتّفاق مع عبّاس والردّ عليه خلال أسبوع، إلّا أنّ الضغوط المصريّة والفصائليّة دفعت باتّجاه أن يكون الردّ من الرئيس الفلسطينيّ عبّاس صباح يوم الخميس المقبل كحدّ أقصى"، وفق ما ورد "الترا فلسطين".
ومن المتوقّع، في حال وصول موافقة رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، أن تباشر الدعوة إلى عقد اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينيّة، بهدف التوقيع والاتّفاق بشكل نهائيّ على الورقة الصادرة عن لقاءات حماس وفتح، ثمّ البدء في الاتّفاق على أدقّ التفاصيل وآليّة تنفيذها؛ لتحقيق أكبر قدر ممكن من التقدّم الّذي سينعكس فورًا على وقف إطلاق النار، بحسب المصدر.
وتتخوّف الفصائل الفلسطينيّة من ضغوط قد تمارس على الرئيس الفلسطينيّ عبّاس، قد تغيّر موقفه من الورقة، رغم أنّ ملاحظات حماس وفتح قد جرت مقاربتها في الورقة، إذ اعتبر وفد فتح أنّ الورقة لا تتعارض مع ملاحظاتهم، خاصّة بما يتعلّق في تبعيّة عمل اللجنة من الجانب الإداريّ.
ومنذ مساء السبت الماضي حتّى مساء أمس الإثنين، عقدت اجتماعات فلسطينيّة ثنائيّة وثلاثيّة مع الجانب المصريّ، طرحت خلالها تفاصيل تشكيل لجنة تحمل اسم "لجنة الإسناد المجتمعيّ لقطاع غزّة"، المعنيّة بإدارة القطاع في "اليوم التالي" لانتهاء العدوان الإسرائيليّ. كما نوقش ملفّ وقف إطلاق النار في القطاع، حيث يستعدّ الجانب المصريّ لطرح مبادرة جديدة، وكان ردّ الفصائل الفلسطينيّة المبدئيّ عليها: "نحن منفتحون على أيّ مقترح يفضي إلى وقف إطلاق النار"، بحسب المصدر.
ووفقًا للمصدر، أبلغت الفصائل الفلسطينيّة، الجانب المصريّ استعدادها لإبداء مرونة في قضيّة "مرحليّة الانسحاب الإسرائيليّ من مناطق قطاع غزّة"، وكذلك في ملفّ الأسرى، بما في ذلك تدريج الإفراج عنهم ومناقشة الأعداد والفئات، شريطة أن تفضي جهود المفاوضات إلى وقف إطلاق النار في نهاية الأمر".
وأشار المصدر إلى أنّ الوسيط المصريّ حصل على إشارات، ربّما إسرائيليّة أو أميركيّة، تفيد بإمكانيّة المضيّ قدمًا نحو ملفّ المفاوضات، مع احتماليّة الوصول إلى اتّفاق مستند إلى قرار مجلس الأمن الّذي تبنّى المشروع الأميركيّ المتعلّق بوقف إطلاق النار في 10 حزيران/يونيو الماضي. يشار إلى أن مصادر إعلامية، كشفت عن بقاء مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، في واشنطن، وعدم الانضمام إلى رحلة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى أنغولا، بهدف مواصلة العمل على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
ويعني ذلك، وفقًا للمصدر الذي تحدث لـ"الترا فلسطين"، أنّ هناك "تفاؤلًا نسبيًّا" بإمكانيّة التوصّل إلى صفقة لوقف إطلاق النار في غزّة، شبيهة بالصفقة الّتي حصلت في لبنان، تزامنًا مع اتّفاق حول شكل "اليوم التالي" للحرب في قطاع غزّة. مضيفًا: "هذا الاتّفاق سيعكس مشهدًا مقبولًا لدى الفصائل الفلسطينيّة، ويمنع محاولات فرض مخطّطات تشمل إدارات متعاونة مع الاحتلال في غزّة. كما أنّ الشكل المقترح للجنة الإسناد المجتمعيّ يحظى بقبول المجتمع الدوليّ".
تتخوّف الفصائل الفلسطينيّة من ضغوط قد تمارس على الرئيس الفلسطينيّ عبّاس، قد تغيّر موقفه من الورقة، رغم أنّ ملاحظات حماس وفتح قد جرت مقاربتها في الورقة، بحسب مصدر "الترا فلسطين"
وكانت صحيفة "العربي الجديد"، قد نشرت اليوم الثلاثاء، نسخة من وثيقة تشكيل "لجنة الإسناد المجتمعيّ" لإدارة قطاع غزّة، الّتي توافقت عليها الفصائل الفلسطينيّة المجتمعة في القاهرة. والوثيقة المكوّنة من صفحتين توضّح "محدّدات تشكيل اللجنة، ومرجعيّتها، ومهامّها وصلاحيّاتها، وهيكلها التنظيميّ".