31-أغسطس-2022
إضراب الأسرى الفلسطيينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي

إضراب الأسرى الفلسطيينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي

الترا فلسطين | فريق التحرير

ساعات ويبدأ إضراب شامل عن الطّعام في كافّة سجون الاحتلال الإسرائيلي، يخوضه -في الفوج الأوّل- 1200 أسير فلسطيني من مختلف الفصائل، وقد اعتمد الأسرى شعار "موحدون في وجه السّجان" اسمًا لهذه المعركة التي تحمل الرّقم 26 في تاريخ الإضرابات الجماعية.

اعتمد الأسرى شعار "موحدون في وجه السّجان" اسمًا لهذه المعركة التي تحمل الرّقم 26 في تاريخ الإضرابات الجماعية للحركة الفلسطينية الأسيرة

ويأتي إضراب (الأول من أيلول/ سبتمبر) لعدم استجابة إدارة سجون الاحتلال لمطالب الأسرى، وأبرزها التّراجع عن الإجراءات التنكيلية التي تحاول فرضها عليهم، لتحقيق مزيد من السيطرة، والتي في جوهرها استهداف لمنجزات الحركة الأسيرة، والمسّ بحقوقهم على صعيد الحياة الاعتقالية، وفقًا لنادي الأسير الذي أشار في بيان إلى أنّ الأسرى ومنذ نحو عشرة أيام (22 آب/ أغسطس)، استأنفوا خطواتهم النضالية التي علّقوها في (آذار/ مارس الماضي)، بعد أن عادت إدارة السّجون للتلويح بفرض إجراءاتها.

واستندت خطوات الأسرى على مسار "العصيان والتّمرد" على قوانين إدارة السّجون، وذلك بالامتناع عن الخروج إلى "الفحص الأمني"، وإرجاع وجبات الطعام، بالإضافة إلى ارتداء الزي البني (الشاباص)، وإغلاق الأقسام، وحل الهيئات التنظيمية، وذلك قبل الذّهاب باتجاه الإضراب الشامل عن الطعام.

عدد الأسرى الملتحقين بالدفعة الأولى من المضربين ارتفع إلى 1200 

وكان عدد الأسرى المقرر أن يخوضوا الإضراب في الجولة الأولى، ألف أسير، لكن "مكتب إعلام الأسرى" ذكر مساء الأربعاء، أنّ العدد ارتفع إلى 1200، بعد انضمام مزيد من أسرى حركة "فتح" في "سجن رامون".

البيان رقم 4

وجاء في بيان حمل رقم 4، عن لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة أنّ معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضونها هذه المرّة تأتي لوضع حد "لتنصل السجان من التفاهمات، ولوقف هجمته التي تهدف للتنكيل بنا والنيل من منجزاتٍ حققناها عبر دماءٍ سالت وآلاف الأطنان من اللحوم البشرية في عشرات الإضرابات، لنعيش حياةً -رغم قسوتها- كريمةً عزيزة، كريمةً بكرامة القضية التي دفعنا أعمارها في سبيلها، قضيةً محورها القدس ومدارها فلسطين".

بيان لجنة الطوارئ العليا للأسرى: هذه المعركة فُرضت علينا، ولن نقبل إلا بتتويجها بالنصر المبين 

وقال بيان لجنة الطوارئ إن الأسرى يخوضون هذه المعركة موحدين في مواجهة السجان، ومتسلحين بوحدة حقيقية في خندق مقاومة صلف السجان وحقده، مع استمرار بقية الأسرى في حل الهيئات التنظيمية، وإبقاء حالة التمرد على قوانين السجان مستمرة.

وأشار الأسرى في بيانهم إلى أن "هذه المعركة التي فُرضت علينا لن نقبل إلا بتتويجها بالنصر المبين"، و"نحتاج لجهد كل مخلص من أبناء هذا الوطن، فأنتم درعنا الحامي وظلنا الممتد وسندنا في مواجهة السجان، ونخص بالذكر طلبة المدارس والجامعات، ونقاباتنا المهنية، ومؤسساتنا الحقوقية، فالجميع مدعو للضغط على الاحتلال بكافة الأدوات والإمكانيات المتاحة حتى يستجيب لمطالبنا". 

لماذا يخوض الأسرى إضرابهم الحاليّ؟

  • في شباط/ فبراير 2022، قرر الأسرى الشروع في سلسلة خطوات نضالية، بعد إجراءات تنكيل أعلنت عنها إدارة السّجون بعد عملية "نفق الحرية" في أيلول/ سبتمبر 2021، وكان أبرز هذه الإجراءات تغيير نظام "الفورة" أي الخروج إلى ساحة السّجن، والتضييق على الأسرى من ذوي الأحكام العالية، وتحديدًا أسرى المؤبد، واستهداف منجزات الحركة الأسيرة وأبرزها البنى التنظيمية.
  • ‏جزء من إجراءات التنكيل كانت قائمة بالأساس بمستوى معيّن، وارتبطت أساسًا خلال السنوات القليلة الماضية، بما أقرّته لجنة "أردان" عام 2018 من إجراءات تنكيل للتضييق على الأسرى، ولاحقًا بتوصيات اللجنة التي شُكّلت بعد عملية "نفق الحرية"، والتي خرجت بتوصيات انتقامية من الأسرى.
  • ‏نفّذ الأسرى على مدار هذه الفترة سلسلة خطوات بلغت ذروتها بعد شهر أيلول/ سبتمبر العام الماضي، مع تضاعف الهجمة بحقّهم، وبعد خطواتهم التي استمرت نحو شهرين منذ بداية شهر شباط/ فبراير حتى 24 آذار/ مارس، وفي هذا التاريخ، علّق الأسرى خطواتهم قبل يوم من الموعد الذي كان محددًا للشروع بإضراب مفتوح عن الطعام وهو (25 آذار/ مارس الماضي)، بقرار من لجنة الطوارئ العليا للأسرى التي شُكّلت باسم كافة الفصائل، بعد اتفاق تم بين الأسرى وإدارة السجون، كنتاج لجلسات "حوار" شاقّة جرت على مدار شهرين، إلى جانب خطوات الأسرى النضالية.
  • مؤخرًا عادت إدارة السّجون للتلويح ببعض الإجراءات ومضاعفة بعضها، الأمر الذي فرض على الأسرى حتمية استئناف المواجهة من جديد عبر تفعيل خطواتهم، والتي تتوّج الخميس (الأوّل من أيلول/ سبتمبر) بإضراب عن الطعام ينفذه الأسرى بمشاركة كافة الفصائل في السّجون.

معارك السّجون.. تاريخٌ من الإضرابات 

نفّذ الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيليّ 25 إضرابًا جماعيًا على الأقل منذ عام 1967، وتمكّنوا من انتزاع حقوق أساسية، وخلالها شاركت الأسيرات مشاركة فاعلة في معظم الإضرابات، وكانت هذه أبرز الإضرابات

  1. إضراب "عسقلان" عام 1970، وخلاله استشهد الأسير عبد القادر أبو الفحم، وهو أول شهداء الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال.
  2. إضراب "عسقلان" الشهير عام 1976 واستمر لمدة 45 يومًا، حيث استأنف الأسرى الإضراب مجددًا عام 1977 واستمر 20 يومًا، وهو من أطول إضرابات الحركة الأسيرة.
  3. إضراب "نفحة" الشهير عام 1980، وفيه استشهد راسم حلاوة، وعلي الجعفري، والتحق بهما الأسيران، أنيس دولة، واسحق مراغة.
  4. إضراب سجن "جنيد" عام 1984 استمر لمدة (13) يومًا.
  5. إضراب آخر في سجن "جنيد" نفّذه الأسرى عام 1987 شارك فيه ثلاثة آلاف أسير، واستمر 20 يومًا.
  6. عام 1991، خاض الأسرى إضرابًا عن الطعام في سجن "نفحة" استمر 17 يومًا.
  7. عام 1992، نفّذ الأسرى إضرابًا عرف بإضراب "أيلول" الشهير، شارك فيه نحو 7 آلاف أسير، واستشهد خلاله الأسير حسين عبيدات.
  8. عام 2000 نفّذ الأسرى إضرابًا استمر لمدة شهر.
  9. عام 2004 نفّذ الأسرى إضرابًا استمر 19 يومًا.
  10. عام 2011 أضرب الأسرى عن الطعام مدة 22 يومًا.
  11. عام 2012 أضرب الأسرى 28 يومًا.
  12. عام 2014 نفّذ المعتقلون الإداريون إضرابًا عن الطعام استمر 62 يومًا.
  13. آخر إضراب جماعي نفّذه الأسرى (إضراب الكرامة) عام 2017، واستمر 42 يومًا.

وتجدر الإشارة إلى أنّ نحو 400 أسير نفّذوا إضرابات فردية عن الطعام منذ أواخر 2011، جلّها كانت ضد الاعتقال الإداري.

أرقام عن الأسرى

وقبيل بدء الإضراب، نشر نادي الأسير الفلسطيني معطيات تشير إلى أنّ عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ 4550 أسيرًا يقبعون في 23 سجنًا ومركز توقيف وتحقيق، بينهم 32 أسيرة غالبيتهنّ في سجن "الدامون"، ونحو 175 طفلًا وقاصرًا موزعين على سجون (عوفر، ومجدو، والدامون)، وأكثر من 730 معتقلًا إداريًّا (بلا تهمة).

عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ 4550 أسيرًا، بينهم 32 أسيرة، و25 أسيرًا من القدامى 

ومن بين الأسرى أيضًا نحو 600 يعانون من أمراض بدرجات مختلفة، وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة، منهم 23 مصابون بالسرطان، وبأورام بدرجات متفاوتة.

كما يقبع في سجون الاحتلال 25 من قدامى الأسرى الذين اعتقلوا قبل توقيع اتفاقية أوسلو، أقدمهم كريم يونس، وماهر يونس المعتقلان بشكلٍ متواصل منذ عام 1983، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ هناك عددًا من الأسرى المحررين في صفقة (وفاء الأحرار) الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم وهم من قدامى الأسرى، أبرزهم الأسير نائل البرغوثي الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة (أكثر من 43 سنة في السجن).

وبلغ عدد الأسرى الذين صدرت بحقّهم أحكام بالسّجن المؤبد 551 أسيرًا، أعلاهم حكمًا عبد الله البرغوثي (67 مؤبدًا).

وفيما يتعلق بعدد شهداء الحركة الأسيرة فقد بلغ 231 شهيدًا منذ عام 1967، بالإضافة إلى مئات من الأسرى ارتقوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون. وما يزال الاحتلال يحتجز جثامين 9 أسرى/ شهداء، وهم: أنيس دولة (استشهد في سجن عسقلان عام 1980)، وعزيز عويسات (2018)، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح (ثلاثتهم استشهدوا في 2019)، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر (2020)، والأسير سامي العمور (استشهد في 2021)، والأسير داوود الزبيدي (استُشهد في 2022).