16-يوليو-2020

صورة توضيحية - gettyimages

يُحتجُّ مُعلّمون على نظام التعليم الإلكتروني، بعد إعلان وزارة التربية والتعليم، الأربعاء، أنّ يوم الأحد (6 أيلول/ سبتمبر) سيكون موعد العودة للمدارس ضمن نظام التعليم المدمج.

وزارة التربية أعلنت الاعتماد على التعليم المدمج في السنة الدراسية المقبلة، ومعلمون يحتجون

وقالت التربية في بيان لها، إن النظام المدمج سيجمع بين التعليم الوجاهي والتعليم عن بُعد، وذلك استنادًا إلى البروتوكول الصحي الذي ستتم صياغته بالتنسيق بين وزارتي التربية والصحة لتأمين استحقاقات الوقاية والسلامة للمجتمع المدرسي.

اقرأ/ي أيضًا: هل يسير التعليم الإلكتروني بشكل جيد في حالة الطوارئ؟

وأوضحت، أنها ستعلن تفاصيل هذا القرار ومضامين خطتها حول العودة للمدارس خلال الأسبوع القادم.

وأشارت إلى أنه سيتم الاستفادة من الفترة الواقعة ما بين الخامس من آب/ اغسطس والثالث من أيلول/ سبتمبر "لتمكين النظام التربوي بكل مكوناته؛ لاستكمال الاستعدادات للانطلاق السلس والآمن للعام الدراسي الجديد في ظل تفشي فايروس كورونا" وفق ما جاء في البيان.

هذا الإعلان لم يلقَ القبول لدى نسبة عالية من المعلمين، ولدى سؤال الترا فلسطين لهم حول رأيهم شرحوا لنا أسبابًا تتعلق بهم كمعلمين وبالطلاب تجعلهم يعتقدون بأن هذا النظام لن ينجح، ولن يكون قادرًا على الاستمرار.

معلمون شرحوا لنا أسبابًا تتعلق بالمعلمين والطلاب تجعلهم يعتقدون بأن هذا النظام لن ينجح

معلم العلوم ثامر سباعنة من بلدة قباطية، كان أول من تطوع لتعليم طلبته إلكترونيًا -مع بدء حالة الطوارئ- عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك"، قال، إن موضوع استئناف التعليم عن بعد في البداية كان قرارًا واجتهادًا ذاتيًا للمعلمين، ولم يكن هناك أي قرار وزاري، بل تأخرت الوزارة كثيرًا قبل أن تعلن بدء التعليم الإلكتروني.

اقرأ/ي أيضًا: يوميات في الحجر الصحي.. عائلة فلسطينية في بكين

وأضاف، "تأخر التبني الوزاري لموضوع التعليم عن بعد، وفي بداية التصريحات للوزير كان يقلل من دور التعليم عن بعد، ما أحبط بعض المعلمين المبادرين وكان لها أثر سلبي على أداء المعلمين. ويمكن أن نقول إنه وللآن لم تخرج الوزارة بتصور واضح لآليه التعليم، ومعظم ما يجري هو اجتهادات".

معيقات تتعلق بالطلاب والمعلمين

يُبين سباعنة، إن الموضوع لا يقف عند المعلم، بل هناك دور مهم للطالب، فالمطلوب أن يتمكن الطالب أيضًا من استخدام هذه البرامج والتطبيقات، كما أن الانترنت ضعيف وزاد ضعفه في جائحة الكورونا، وهذا سيكون معيقًا للمعلم والطالب، إضافة لعدم توفر الأجهزة والانترنت لدى قطاع غير بسيط من الطلبة.

بدوره، قال المعلم نضال نواصرة من قرية فحمة قضاء جنين، إن المعلمين -بشكل عام- غير مجهزين للتعليم الإلكتروني، خصوصًا مع شح الأدوات وقلة الخبرات، في ظل نظام تعليمي قائم على التعليم الوجاهي بشكل كبير، مضيفًا، "خطوة تجهيز المعلمين للتعليم الإلكتروني خطوة جيدة، ولكن لا تتم بين ليلة وضحاها، وتحتاج هذه الخطوة للصبر والتطوير والتدريب المستمر".

وتساءل نواصرة: "كيف سيتمكن المدرسون من توفير الاحتياجات في ظل أزمة الرواتب؟ هناك نسبة لا بأس بها لا تتوفر عندها الاحتياجات كاملة من دفع رسوم نت وأجهزة حاسوب أو هواتف قادرة على التعامل مع تطبيقات التعليم عن بعد. وماذا عن أولياء الأمور الذين عندهم أكثر من طالب في المدرسة؟ هل هم قادرون على تلبية هذه الاحتياجات لأبنائهم؟".

ضعف سرعة الانترنت أبرز الأسباب لفشل التعليم الإلكتروني، وهي تؤثر على الطالب والمعلم

أما مدرسة اللغة العربية أحلام النتشة من الخليل، فرأت أنّ الفقر هو المعيق الأكبر أمام التعلم عن بُعد؛ مشيرةً إلى أن الفقير محروم من رفاهية هذا النوع من التعليم.

اقرأ/ي أيضًا: قبل أن ترسلوا أبناءكم إلى الجامعات

الانترنت أضعف من احتياجات هذا التعليم

فيما علقت إحدى المعلمات التي تعمل في الأغوار الشمالية بالقول إن التعليم الإلكتروني في الأغوار شبه مستحيل، خاصة بسبب عدم وجود شبكات انترنت في مناطقهم واعتمادهم على 3G والهواتف النقالة.

وافقتها الرأي المعلمة تسنيم زهران من قلقيلية، إذ أشارت إلى أن هناك معلمين يعيشون في مناطق نائية مثل الأغوار ووادي الرشا والخان الاحمر التي تصعب فيها وصول الانترنت بشكل سهل وسريع، متسائلة إن كانت التربية ستوفر الاحتياجات للمعلمين، أو هل ستطالب شركات الانترنت من رفع مستوى الجودة دون غلاء زائد؟

وأضافت، "الطلبة لديهم خبرة ممتازة في التعامل مع التكنولوجيا، ولكن ليس كل طالب لديه الرغبة في التعلم والالتزام بالحصص الإلكترونية، كما أن عددًا من الأهالي يمنعون بناتهم الطالبات من استخدام الانترنت، ففي الفترة الماضية واجهنا صعوبة بالوصول لفتيات متفوقات".

هل سيستفيد المعلمون من التدريبات؟

تتوقع المعلمة فائدة أبو عون من جبع في جنين، أن جهوزية المعلمين قد تتغير بعد الدورات والاجتماعات التي تعطيها وزارة التربية والتعليم لجميع المعلمين دون استثناء لتجاوز هذه العقبة، مؤكدةً أن الاحتجاجات الآن لن تأتِ بأي نتائج في ظل قانون الطوارئ ومع وجود جائحة عالمية.

توافقها الرأي المعلمة فاتن عيسة في أن الاحتجاجات لن تأتِ بفائدة، لأن هذا الوضع فرض على الجميع، ولن يتوفر أي بديل في حال رفضه، مضيفةً، "رغم أن استمرار هذه الأزمة بالتأكيد سيجعل معظم البيوت غير قادرة على توفير أدنى احتياجاتها الأساسية حتى تتمكن من توفير احتياجات التعلم الإلكتروني".

يُقلل بعض المعلمين من جدوى تدريبات التربية لهم، ويقللون أيضًا من جدوى الاحتجاج

من جانبها، علّلت قمر أبو الرب مديرة مدرسة جلبون الأساسية، عدم جهوزية المعلمين للتعليم الإلكتروني، بأن أكثر من نصف المعلمين والمعلمات على أبواب التقاعد، ويفتقرون مهارات تكنولوجية كثيرة، وتنقصهم الخبرة، وتدريبهم لن يكون بتلك البساطة.

وتابعت، "بالإضافة لأن ذلك يحتاج لجهاز كمبيوتر شخصي لكل معلم ومتعلم، وهذا غير متوفر إطلاقًا ونسبة كبيرة من الطلبة لا تملك أجهزة كمبيوتر خاصة لكل طالب، وتوفير جهاز لاب توب لكل فرد في العائلة لن يكون بالأمر اليسير على رب الأسرة الذي لديه على الأقل 4 أبناء".

إلا أن معلمة اللغة الإنجليزية صبيحة دويكات في كفر الديك قضاء سلفيت، كان لها رأي مختلف، إذ قالت: "عمري 50 عامًا ورغم أني أسير نحو التقاعد إلا أنني لا أحب أن أرى أحد عنده مهارة ولا اتعلمها، أزمة الرواتب صعبة على الجميع والله أعلم كيف ندبر أمورنا إلا أنها ليست مبررًا لرفض التعليم الإلكتروني".

وتابعت، "المعلمون حملة شهادات عليا والمفروض والمنطقي جدًا أن يكونوا مبادرين وعندهم مهارات مناسبة للتعليم الإلكتروني، والوزارة أبدت استعدادها للتدريب بشكل منطقي ومنظم بمهارات أساسية فلا داعي للرفض".


اقرأ/ي أيضًا: 

صور | مدرسة الرازي: قرن من الزمن ومازالت تكبر

رسالة إلى معلم