05-مارس-2021

ناصر القدوة، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح

الترا فلسطين | فريق التحرير

بعد إعلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة تشكيل "الملتقى الوطني الديمقراطي" بداية الشهر الجاري، عاد مساء الخميس (4 آذار/مارس) للإجابة على أسئلة الصحفيين في لقاء عبر تطبيق "زووم"، بعد أن "قطع النهر" كما قال، و"ذهب لخطوات لا تراجع عنها".

تحفّظ" القدوة في الإجابة على بعض أسئلة الصحفيين سيما المتعلّقة بتعرضه لتهديدات، إلا أنه أجاب عن أخرى بصراحة؛ فقدّم مثلًا، تبريرًا لتغيّبه عن اجتماعات مركزية فتح

ورغم أنّ القدوة أبدى "تحفّظًا" أو "دبلوماسية" في الإجابة على بعض أسئلة الصحفيين سيما المتعلّقة بتعرضه لتهديدات إذا ما ترشّح خارج قائمة حركة فتح الرسمية، إلا أنه أجاب عن أخرى بصراحة؛ فتحدث عن "صفقة" بين فتح وحماس، ورفض تسميتها بالمصالحة، وقدّم تبريرًا لتغيّبه عن اجتماعات اللجنة المركزية لحركته.

كما تحدّث القدوة (68 عامًا) عن الانتخابات والتجهيز لها، وعن علاقته وما يتأمّله من مروان البرغوثي، والموقف من محمد دحلان وتيّاره، وأعرب عن رفضه للإجراءات العقابية التي فرضتها السلطة على قطاع غزة. 


الترا فلسطين، تابع اللقاء الذي عُقد، ولخّص لكم أبرز الأسئلة التي وُجهت للقدوة، وإجاباته عليها:

- هل تُشكّلون حزبًا جديدًا؟ ماذا تفعلون؟

نحن لا نُشكّل حزبًا، نحن نجري لقاءً سياسيًا وطنيًا واسعًا، بالانفتاح على الجميع، بعض الأعضاء هُنا من فتح وبعضهم الآخر من خارجها، وعملنا منصبٌّ الآن على إعداد برنامج يتعامل مع كافة مناحي الحياة، سواء السياسية أو المعيشية المتعلقة بحياة الناس، والمفترض أننا في مرحلة تحرر وطني، لكن التجربة الفلسطينية فيها تداخل، لذلك من المهم أن نحدد الأولوية المتمثلة بالتحرر الوطني، دون التخلي عن المهام الأخرى وتقديم الخدمات للشعب الفلسطيني، والارتقاء بها.

وحتى الآن ما لدينا هو ملتقى سياسي، البرنامج قيد البحث، وبعد التوافق يتم البحث في القائمة والمرشحين. أنا لا أبحث عن قائمة باسمي، وأشعر بالخجل حين يُقال "قائمة ناصر القدوة".

لماذا تأخر ناصر القدوة في الإعلان عن أن النظام السياسي الفلسطيني أصبح غير صالح، ويجب تغييره؟

أنا لم أشغل أي موقع رسميّ في آخر عقد ونصف، سواء في السلطة أو منظمة التحرير، وحاولت أن أتحدث أو أقول، طالبت بالالتزام بالقانون، وقلت إن من الممنوع التمييز ضد أي مجموعة من المواطنين أو الموظفين على أساس جغرافي، مثلما جرى في غزة قلت "بزبطش" هاي بلدنا مش جيرانا، وحماس بلدنا تعالوا نتفاهم.

لماذا لم تقل ذلك إلا مع اقتراب الانتخابات؟

مع الانتخابات الأمور تأخذ منحىً مختلف وعلني، لقد اختلف شكل التحرك نتيجة تغيّر الظرف الموضوعي المتمثل بالانتخابات.

يبدو أن المصالحة بين حماس وفتح تمضي للأمام، لماذا لديك تحفّظات؟

"يا ريت المصالحة ماشية.. في صفقة ماشية"، ولستُ ضد المصالحة الحقيقيّة، لكن ما يجري تكريس للانقسام وليس إنهاؤه. أنا ضد التفاهم الذي جرى بين الحركتين بالذهاب لانتخابات دون حل مشكلة الانقسام جذريًا، فأن نذهب للانتخابات ثم نحل المشاكل، هذه فكرة من الصعب أن أتفهمها، يجب أن نحل المشاكل وننهي التناقض أولًا، ثم نذهب للانتخابات، لأن المشكلة ستبقى قائمة، وقد تتعمّق إذا لم تعالج بشكل جديّ. ومع ذلك الانتخابات حقّ، ومن حق الشعب ممارستها، وهنا نحاول أن نقدّم طرحًا بديلًا وجديًا. 

هل هناك عقبات؟

نعم. الذهاب لانتخابات دون توافق. حتمًا ستبرز عشرات العقبات في الطريق، وهناك قوة مستفيدة من الانقسام ماليًا وسياسيًا واجتماعيًا وستعمل على عرقلة إتمام المصالحة، ومع ذلك لن نتخلى عن فكرة الانتخابات التي قد تشكّل رافعة لاستعادة الوحدة، وإنجاز تغيير واسع وعميق وهو مطلوب، ومن سُنّة الحياة.

كيف يمكنكم اختراق السقف الذي وضعه الاحتلال والعالم؟

كل ما نفعله، محاولة للخروج من هذا السقف، سنقدّم للناس المنطق، والكلام الصادق، ونستعيد ثقة الشارع، سنركّز على القضايا المعيشية وإعادة الكرامة للإنسان، من خلال سيادة قانون، والمساواة، والحريات، وبالطبع هناك الجزء المهم من حياة الفلسطيني والمتعلق بالتخلص من الاحتلال.

هل تركت فتح؟

لم أترك فتح، أحاول أن أخذ فتح إلى مسارها الطبيعي، من خلال موقف سياسي يقبله المواطن الفلسطيني، وينفتح على القوى والشخصيات الأخرى. إنّ فتح لم تعد قادرة وحدها على مجابهة كل المهام الصعبة، ولا بُدّ من التغيير في فتح، كما التغيير مطلوب في الحالة الفلسطينية بشكل عامّ. لكن هم (فتح) ماذا سيفعلون، فهذا شيء آخر.

لماذا قاطعت اجتماعات اللجنة المركزية لحركة فتح؟

أنا ابن فتح، وأعتزّ بفتحاويتي، لكنني قاطعت الاجتماعات مؤخرًا لأنني شعرت أنني لا أملك التأثير، وأيضًا لأنني بدأت التفكير في برنامج مختلف، وبما أنني بدأت أفكر بشكل مختلف فأخلاقيًا ليس من المناسب أن أحضر اجتماعات اللجنة واستمع للخطط والأفكار، احترامًا لزملائي.

أنت في مواجهة مع الرئيس عباس؟

لا، لا يوجد مواجهة مع الرئيس محمود عباس.

هل تعرّضت لتهديدات؟ الإعلام العبري تحدّث أنّ ماجد فرج هددك شخصيًا. 

سُئل القدوة أكثر من مرة عن تعرّضه لتهديدات، وبأكثر من صيغة، لكنّه ظلّ متحفّظًا في إجابته، وقال إنّ "ما يجري في اللقاءات الخاصّة يبقى خاصًا"، واعتبر أنه ردّه هذا نابع من "خلق سياسي"، وأضاف "لا تعليق لديّ"، لكنّه أشار في ردّه على سؤال آخر إلى أنه "لم يكن هناك ما يكفي من الديمقراطية والتعامل الإيجابي".

مركزية فتح هددت بفصل من يخرج عن قوائمها، ماذا ستفعل؟

لا نريد الإساءة للحركة، وقائمتنا ليست موازية لفتح، والملتقى فيه أشخاص من خارج فتح.

هل ستترشّح لانتخابات الرئاسة؟

إذا ترشّح الأسير مروان البرغوثي للرئاسة سأدعمه بكل قوة، وإذا لم يترشّح سيكون لكل حادث حديث، أنا ملتزم بذلك، وليس عندي طموح شخصي، قد تكون هذه فرصة أخيرة لنفعل شيئًا لبناء الإنسان واستعادة الأرض وتحقيق الاستقلال الوطني.

هل عُرض عليك ترؤس قائمة لمروان البرغوثي؟

"أنا مش تاع حدا، ومش ممكن أرأس قائمة حدا" ومروان لا يريد أن يعمل قائمة باسمه، هو يريد حالة سياسية محترمة، وليس هناك مسألة مطروحة، قلنا كيف يمكن جسر الهوة؟ لكن لم نحصل على إجابات، كل شخص حرّ في خياراته، ونحن سنمشي على أيّ حال، وآمل أن يلعب مروان دورًا قياديًا.

هل ستستمر في هذه القائمة (الملتقى الوطني الديمقراطي) إذا لم يدعمك مروان؟

من الطبيعي أن يكون هناك لقاء لتحرّكنا الحالي من جهة، وبين الدور الذي يتعيّن على مروان البرغوثي القيام به، وإذا لم يفعل سنجلس لنقيّم الأمر، سنذهب لخطوات سيكون من الصعب التراجع عنها (قطعنا النهر)، بغض النظر عن النتائج.

ماذا عن قطاع غزة؟

من يساوم على قطاع غزة يساوم على الضفة الغربية، والعقوبات التي فرضت على غزة أمر معيب، ومن فرضها كانت جهات وأشخاص في الحكومة، وليست فتح من فرض العقوبات، هذا أمر معيب، لم يكن يفترض أن يحصل، وإصلاحه يجب أن لا يكون مؤقتًا، وأن لا يكون تكتيكًا، بل يجب أن يستند إلى رؤية مبدئية، يجب أن يسود القانون وعدم التمييز بين جميع الفلسطينيين، وبدون غزة ستكون الضفة من أكثر المناطق بؤسًا في العالم، القطاع لديه الكثير من الموارد الاقتصادية، وهذا سينعكس إيجابًا على الشعب الفلسطيني وكافة المناطق الفلسطينية.

موقفكم من محمد دحلان؟

دحلان ومجموعته لا يمكن أن تكون مقبولة للشعب الفلسطيني بسبب ما قامت به الإمارات، "من الصعب أن نكون مع دحلان بسبب الموقف الشعبي الرافض لهم بسبب ما فعلته الإمارات"، كوادر هذه المجموعة مرحب بهم، أما القيادات، لا.

هل تتوقع تأجيل الانتخابات أو إلغائها؟ ما مصير الملتقى؟

هناك صعوبات متوقعة، لكننا نعدُّ أنفسنا جديًا لإجراء الانتخابات، وسنبحث في الوضع عندها، وسنأخذ في الاعتبار ما تم إنجازه. ويجب أن يكون لدينا برنامج يتضمن المهام التي سنقوم بها، لنحاسب على أساسها، ولا أريد افتراض أشياء.

ماذا عن حصة الشباب عندكم؟

الشباب جزء أساسي ومهم، هذا انتقال ونحن في مرحلة انتقالية لا بد منها، نريد شراكة وتداخل.

ما هي مصادر تمويل الملتقى الديمقراطي الوطني؟

يجب أن تكون مصادر فلسطينية بحتة، لا نريد تمويلًا من الإمارات ولا من قطر، نريد تمويلًا من الشعب الفلسطيني، ومن الميسورين، نعم نحتاج بعض التمويل، لكنّها ليست قصة "طالما فش حرمنة ولطش، الفلوس رح تكفي".

ربما الشعب مُحبط من الانتخابات؟

الشعب منزعج ويدير ظهره، وفاقد للثقة، لكن إذا توفّر البديل قد نحصل على ثقة الشارع، الشعب الفلسطيني عنده حسٌّ غريب فهو يرى الصواب دائمًا، ويفعله، ويقرر الأفضل بالنسبة له ولقضيّته، المسألة أكبر من النّظر للجوانب السلبية.

 


اقرأ/ي أيضًا:

قرار بقانون لتعديل قانون الجمعيات: الخنْق والمزيد منه