نتنياهو: رؤية ترامب الجديدة لغزة تُلغي السلطة الفلسطينية

نشرت القناة الإسرائيليّة 14، الخميس، مقابلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن، تحدّث خلالها عن استراتيجيّته المبنية على تعزيز تحالفه مع واشنطن، ورؤية غزة الجديدة، وربط أيّ حل سياسيّ بتفكيك حركة حماس، وتحويل غزة إلى كيان تابع، مع إبقاء السّيطرة الإسرائيلية عليه، وتوظيفه أحداث 7 أكتوبر لتبرير الرفض المطلق لحل الدولتين، وفرض واقع أمني جديد.

نتنياهو: ترامب طرح رؤيةً "مختلفة تمامًا" لغزة ما بعد حماس، تتضمن "تحمُّل واشنطن مسؤولية إحداث تغيير" فيها، مع رفض عودة السلطة الفلسطينية أو أبو مازن لإدارتها

وقال نتنياهو في بداية المقابلة التي أجراها معه المعلق السياسي يعقوب باردوغو، إنّه كان يتوقع زيارة "دافئة وودية"، وكنّا نعرف أيضًا ما الذي سنتحدث عنه، لكن الزيارة كانت "أبعد من التوقعات"، ومن المشكوك فيه أن تكون هناك "زيارة أكثر دفئًا وودية من هذه" من قبل لرئيس وزراء إسرائيلي مع رئيس الولايات المتحدة.

وأضاف: لقد كنت أعلم بهذا الاتجاه العام (في إشارة لطروحات ترامب) ولكنني أعتقد أن الذي تفاجأ هو العالم لأن الرئيس الأميركي جاء إلينا وظل يتحدث إلينا: "ماذا عن اليوم التالي؟" هل كنتم تريدون اليوم التالي؟ لقد جاء إلينا بفكرة جديدة ومختلفة تمامًا، هو يتحدث عن غزة مختلفة، يتحدث عن تحمل الولايات المتحدة المسؤولية عن إحداث تغيير في غزة حتى لا يتكرر ما حدث.

من سيدير غزة؟ نتنياهو يرفض أبو مازن ويُشير إلى دور أمريكي في الرؤية الجديدة

وتحدّث نتنياهو عن رفض عودة السلطة الفلسطينية أو أبو مازن لإدارة قطاع غزة، واعتبر أنّ إقامة دولة فلسطينية "مستحيلة" بعد هجمات 7 أكتوبر، ووصفها بأنها جائزة للإرهاب"، وقال إن "السيطرة الأمنية الكاملة ستظل لإسرائيل"، حتى لو مُنح الفلسطينيون صلاحيات إدارية محدودة.

وبيّن أنه بينما كان يُطرح أن السلطة الفلسطينية بقيادة أبو مازن ستتسلم زمام الأمور في قطاع غزة، جاء الرئيس الأميركي وطرح فكرة مغايرة، حين قال: "أنا مستعد لإحضار شيء آخر؛ وحتى تحمُّل المسؤولية عن غزة. ماذا تفضّل هناك أبو مازن أم أميركا؟".

وحين سئل نتنياهو عمّا إذا وافقت دول على رؤية ترامب (تهجير أهالي قطاع غزة)، أجاب بأنه على اتصال بزعماء عدد كبير من البلدان، دون أن يكشف عن أسمائهم أو أعدادهم.

كما رفض نتنياهو التعليق بشأن خطط ترامب في الضفة الغربية. وقال: "أعتقد أن الأمر يحتاج إلى مناقشة. لا أريد التعليق على شيء لم تتم مناقشته بمزيد من التفصيل".

نتنياهو يُلمّح لصفقة سرية جديدة.. ماذا عن التطبيع مع السعودية؟

وتطرّق المعلق السياسي الإسرائيلي يعقوب باردوغو خلال المقابلة للحديث عن التطبيع مع السعودية، قائلًا إنّه كان هناك الكثير من الحديث عن السعودية، وعلى حدّ قول الرئيس ترامب فإن السعوديين لا يطالبون بدولة فلسطينية، وبعد ذلك مباشرة صدر بيان من السعوديين ينفي الأمر بشكل أساسي ويقول إنه لا يمكن تحقيق أي تقدم بدون دولة فلسطينية.

وردّ نتنياهو بالقول إنه" في اتفاقيات إبراهام (التطبيعية) أجرينا مفاوضات سرية لثلاث سنوات تقريبًا. من جانبنا "إسرائيل" إلى جانبي أنا، كان هناك ثلاثة أشخاص على علم بذلك فقط. ومن جانبهم، كان هناك أيضًا عدد صغير جدًا من الأشخاص المشاركين في ذلك. وينطبق الأمر نفسه على الجانب الأميركي. وفي هذه الأثناء، إذا راجعت الرسائل التي خرجت من الجانب الآخر، فسترى "جبالاً وتلالاً" ثم انتهت الأمور كما انتهت (في إشارة للتطبيع) ولذلك أعتقد أنه يجب السماح لهذه العملية بأن تتم. على أي حال، لن أبرم أي اتفاق من شأنه أن يعرّض إسرائيل للخطر، وأنا أكافح حاليًا لتأمين مستقبلنا".

وعاد المقدّم لسؤال نتنياهو قائلًا: هل التطبيع مع السعودية على الطاولة بعد ما قلته؟ فأجاب: "في رأيي، نعم".