09-سبتمبر-2020

من شارع في حيفا، على اسم الشهيد أبو القيعان

بشكل مفاجىء وسريع، وغير مسبوق، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مساء الثلاثاء، اعتذاره لأسرة الشهيد يعقوب أبو القيعان الذي أعدمته شرطة الاحتلال في قرية أم الحيران بالنقب عام 2107، دون أن يشكل أي خطر عليهم.

     رئيس جهاز "الشاباك" حاول منع كشف حقائق استشهاد أبو القيعان، بضغط من القائد العام للشرطة، ونتنياهو حاول استغلال براءته   

وعاد ملف إعدام أبو القيعان إلى واجهة الأحداث بعد رواية رسّختها الشرطة الإسرائيلية مفادها أنّ أبو القيعان وأفراد من عائلته كانوا على علاقة بتنظيم "داعش". هذه الرواية ظلّت متبناة من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وعلى رأسها نتنياهو، حتى كشف معلق الشؤون السياسية للقناة 12 الإسرائيلية عميت سيغال، والمحسوب على اليمين، وثيقة تؤكد أنّ القائد العام للشرطة الإسرائيلية روني الشيخ أصر على تبرير قتل أبو القيعان بأنه نفذ محاولة دهس، وأنه كان مدرّسًا في مدرسة بالنقب جرى اعتقال عدد من طلبتها وأساتذتها بتهمة الانتماء لـ "داعش"، وأن تفتيش منزله أظهر اقتناءه لكتب دينية.

بعد الحقائق التي كشفها سيغال بقليل بادر وزير القضاء الإسرائيلي، أمير أوحنا، المحسوب على نتنياهو إلى المطالبة بإعادة التحقيق في ملف أبو القيعان، وذلك في لقاء حصري مع صحيفة "هآرتس" العبرية، وهذا أمر نادر الحدوث.

اقرأ/ي أيضًا: مسؤول إسرائيلي يطلب إعادة النظر في ملابسات استشهاد أبو القيعان

وبعد كشف الحقائق الجديدة التي نشرها معلق القناة 12، حول إعدام أبو القيعان، ظهرت ثلاث شخصيّات إسرائيليّة فعّالة، وهم بالترتيب: روني الشيخ القائد العام للشرطة الذي لفق تهمة الانتماء لـ "داعش" وتنفيذ محاولة دهس لتبرير الإعدام، ووزير القضاء أمير أوحنا، ثم نتنياهو الذي قدّم الاعتذار لأسرة الشهيد، وبذلك يكون قد أدان الشرطة وقائدها ووضع مهنيتها على المحك.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرنوت" نشرت الجمعة الماضية، مقابلة مطوّلة مع روني الشيخ، رأى فيها أن تعيين أمير أوحنا وزيرًا، أمرًا يثير القلق والريبة في ظل الشبهات الجنائية التي أحاطت به، ثم صب جام غضبه بانتقاد نتنياهو، والتأكيد على أن التحقيقات التي نفّذتها الشرطة ضد نتنياهو عندما كان قائدها العام، تحقيقات جرت بمهنية وحياد، الأمر الذي يرفضه نتنياهو، ويزعم أن تلك التحقيقات نابعة من انحياز ضده، ورغبة في إزاحته عن سدة الحكم.

نتنياهو عندما قدم الاعتذار، أدان قائد الشرطة وقائدها الذي على خصومة معه

الصراع بين روني الشيخ من جهة، ونتنياهو وأوحنا الذي شغل سابقًا منصبًا رفيعًا في جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" ليس وليد اللحظة. وكان أحد تجلياته وربما ذروة الصراع عندما بذل نتنياهو وأوحنا جهودًا لتأخير نشر الشيخ مذكراته التي عنونها: "القائد العام للشرطة على الجبهة: اختبار القيم"، وذلك رغم موافقة الرقابة العسكرية على نشرها. 

ولأشهر طويلة ظلّت مذكرات روني الشيخ رهينة الانتظار لدى اللجنة الوزارية للنشر التي يترأسها نتنياهو، وفي عضويتها أوحنا ووزير الجيش، وفيها يكشف تفاصيل كثيرة حول نتنياهو، من بينها أن نتنياهو صار يتعمّد عدم دعوته للاجتماعات المهمة بعد أن اكتشف أمر التحقيق الجنائي الذي تديره الشرطة ضدّه. 

ويكشف روني في مذكراته التي نُشرت قبل أيام، عن مخطط نتنياهو لإغوائه كي يدير جهاز الشرطة لصالح نتنياهو، بالتعهّد بتعيينه لاحقًا رئيسًا لجهاز "الشاباك" بعد نهاية ولايته قائدًا للشرطة، علمًا أنّ الشيخ استقال من "الشاباك" بعد عدم اختياره رئيسًا للجهاز رغم أنه كان الشخص الثاني في قيادته.

من جهتها، وجّهت صحيفة "يسرائيل هيوم" المقربة من نتنياهو ضربة جديدة إلى الشيخ صباح اليوم، بكشفها أنّ ضابط "الشاباك" الذي كان في الميدان لحظة إعدام أبو القيعان أكد أنه بريء ولم يحاول تنفيذ عملية دهس، ومع ذلك اتّصل الشيخ برئيس "الشاباك" نداف أرغمان وطلب منه منع ضابط "الشاباك" من الإدلاء بشهادته أمام المحكمة بهذا الخصوص.


اقرأ/ي أيضًا:

سفاح كفر قاسم يكشف أخطر أسباب المجزرة

الشهيدان أبو جامع: رحمتهما أفضت بهما إلى الموت