هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منظمة الأمم المتحدة، في كلمة ألقاها اليوم الجمعة أمام الجمعية العامة، مؤكدًا على استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان حتى "تحقيق النصر الكامل". تزامن خطابه مع احتجاجات وهتافات داخل القاعة، حيث غادرت وفود دبلوماسية من عدة دول، بينها تركيا، وإيران، وفلسطين، والسعودية، وقطر، والكويت، تعبيرًا عن رفضها لخطابه.
وأظهرت مقاطع فيديو خلو مقاعد غالبية وفود الدول العربية والإسلامية خلال كلمة نتنياهو، فيما حاول الوفد الإسرائيلي مواجهة هذا الموقف المحرج بالتصفيق المستمر لدعمه. وخلال خطابه، قال نتنياهو إن "إسرائيل تسعى إلى السلام، لكنها ستواصل القتال في غزة ولبنان حتى تحقيق أهدافها الأمنية، بما في ذلك إعادة مواطنيها بسلام إلى شمال البلاد".
عرض نتنياهو خلال خطابه خريطتين تظهران الضفة الغربية وقطاع غزة كجزء من إسرائيل، مشددًا على أن بلاده في "حرب من أجل البقاء"
وأضاف نتنياهو أن إسرائيل "مستعدة لدعم إدارة مدنية محلية في غزة تتبنى التعايش السلمي"، مؤكدًا أن بقاء حركة حماس في السلطة يعني استئناف الهجمات ضد إسرائيل في المستقبل. كما انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، متهمًا إياه بشن حرب دبلوماسية ضد إسرائيل.
وعرض نتنياهو خلال خطابه خريطتين تظهران الضفة الغربية وقطاع غزة كجزء من إسرائيل، مشددًا على أن بلاده في "حرب من أجل البقاء"، متهمًا أعداءها بمحاولة تدمير الحضارة المشتركة وإعادة المنطقة إلى "عصر مظلم من الإرهاب". ولفت إلى أن هجمات حزب الله حولت مدنًا إسرائيلية إلى "مدن أشباح"، متسائلًا عن ردود الفعل الدولية إذا حدث ذلك في مدن مثل سان دييغو وإل باسو.
واتهم نتنياهو إيران بالوقوف وراء الصراع، مشيرًا إلى أن إسرائيل تدافع عن نفسها ضد طهران على سبع جبهات. ودعا مجلس الأمن الدولي إلى إعادة فرض العقوبات على إيران لمنعها من امتلاك أسلحة نووية، موجهًا رسالة تحذيرية لطهران بأن "أي هجوم على إسرائيل سيقابل بضربة قوية، ولا يوجد مكان في إيران لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه".
وأكد نتنياهو أن الحرب في غزة ستستمر حتى تستسلم حماس وتفرج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، مضيفًا: "إذا لم تفعل ذلك، سنواصل القتال". وانتقد الأمم المتحدة، معتبرًا أن تعاملها مع إسرائيل يشكل "مهزلة مثيرة للازدراء"، واتهم المنظمة بممارسة معايير مزدوجة تجاه بلاده.
في سياق متصل، ألقى نتنياهو كلمته بالتزامن مع طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحقه وبحق وزير الجيش يوآف غالانت، على خلفية مسؤولياتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
