يمارس نضال الداعور (37 عامًا) لعبة كمال الأجسام منذ 13 عامًا بيد واحدة، بعدما فقد يده اليسرى خلال قصف إسرائيلي استهدفه أثناء محاولته إسعاف مجموعة من المواطنين في عزبة عبد ربه شرق جباليا إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2008/ 2009.
نضال، لم يكن قبل إصابته لاعبًا في هذه الرياضة، إنما قرر الالتحاق بها بعد إصابته أثناء عمله سائق إسعاف
نضال، لم يكن قبل إصابته لاعبًا في هذه الرياضة، إنما قرر الالتحاق بها بعد إصابته أثناء عمله سائق إسعاف. وفي حديثه لـ الترا فلسطين يعود بالذاكرة إلى لحظة إصابته قائلاً: "تلقيت عبر جهاز اللاسلكي إشارة بوجود إصابات وشهداء في أحد المنازل في عزبة عبد ربه، وفور وصولي إلى المكان استهدف الاحتلال سيارة الإسعاف التي كنت أقودها بقذيفة مباشرة أدت إلى بتر يدي اليسرى وإصابتي بشظايا في أنحاء متفرقة من جسدي".
اقرأ/ي أيضًا: حليمة لدادوة.. هل سمعتم عن هذه البطلة؟
يتابع الداعور واصفًا حاله في تلك الفترة: "تغيرت حياتي بالكامل، وبدأ اليأس والإحباط يسيطر علي، خاصة مع ظهور ضمور في العضلات جهة يدي المصابة، وموت الخلايا والأنسجة العضلية في الأجزاء المتبقية منها، كما أخبرني الأطباء".
وبيّن، أنه توجه للعلاج الطبيعي وحمل أوزان بسيطة في الطرف المصاب وتحريكه قدر الإمكان، في محاولة لمعالجة الضمور وإحياء الخلايا والأنسجة. من هنا بدأ تفكير الداعور في مواصلة مسيرته برياضة كمال الأجسام.
وفي محاولة للتغلب على فقدانه يده اليسرى، فكّر الداعور في وسيلة تساعده على ممارسة هذه الرياضة الشاقة، فنجح في تصميم قطعة قماشية محشوة بالفلين ومتصلة بمشبك حديدي تمكنه من اللعب على الأجهزة الرياضية التي بحاجة لإحكام القبضة عليها بكلتا اليدين.
يشرح الداعور تصميم هذه القطعة قائلاً: "لقد استغرق مني هذا التصميم ثمانية أعوام حتى وصل شكله النهائي. لقد أجريت عليه عشرات التعديلات دون مساعدة من أحد، فأنا صاحب الحاجة ولن يشعر أحد بمعاناتي".
حديثنا مع المدرب الداعور تخلله عديد المقاطعات من اللاعبين المنتشرين في زوايا النادي، مستفسرين عن الخطوة التالية بعد انتهاء التمرين الذي أشار عليهم مدربهم بأدائه، ليبلغهم بالتمرين التالي بعبارات مصحوبة بالتشجيع ورفع المعنويات.
ارتباط الداعور الكبير بلعبة كمال الأجسام على مدار 13 عامًا أكسبه خبرة واسعة أهلته للانتقال من كونه متدرب إلى مدرب محترف، فلجأ إلى افتتاح نادٍ رياضي لهذه اللعبة في بلدة جباليا شمال قطاع غزة.
يقول الداعور -الوالد لأسرة مكونة من 6 أفراد- إنه فور افتتاحه للنادي وجد دعمًا وإسنادًا من قبل الأهل والأصدقاء، وفي ذات الوقت شكَّل مع ناديه أملاً للعديد من الشبان الذين فقدوا أطرافهم السفلية والعلوية، فتوافدوا إلى النادي لممارسة هذه الرياضة الصعبة.
"صحيح أنا رغم إعاقتي بقدر أرفع أثقال وأمارس تمارين شاقة، لكن ما بقدر أحمل أطفالي بكلتا يدي وألقي بهم في الهواء"
ولا يخفي الداعور أنه يواجه صعوبة في ممارسة كثير من التمارين، خاصة أنه لا يستطيع التحكم بصورة دقيقة بالجهاز البدائي الذي صممه بنفسه، معربًا عن أمله في أن يتمكن من الحصول على منحة للسفر وتصميم طرف صناعي يؤهله لممارسة لعبته المفضلة بشكل أكثر راحة وأمانًا.
ويختم نضال بنبرة مغايرة لجسده القوي: "صحيح أنا رغم إعاقتي بقدر أرفع أثقال وأمارس تمارين شاقة، لكن ما بقدر أحمل أطفالي بكلتا يدي وألقي بهم في الهواء".
يطمح الداعور لتمثيل فلسطين في البطولات الدولية الخاصة بكمال الأجسام لذوي الإعاقات، معربًا عن أمله بارتداء الميدالية الذهبية يومًا في مثل هذه البطولات.
اقرأ/ي أيضًا: