11-نوفمبر-2021

صورة توضيحية - gettyimages

يومًا بعد يوم؛ تتضاعف معاناة المسن خليل أبو ندى (65 سنة) -المريض بالفشل الكلوي- جراء نفاد حقن هرمون "إريثروبيوتين" الخاصة بتقوية الدم، بسبب عدم توريدها من قبل أي جهة إلى قطاع غزة منذ قرابة ثلاثة أشهر.

تشير أبو ندى إلى أن غياب هرمون "تقوية الدم" ساهم بانخفاض الدم لدى زوجها من 9 إلى 6، فتردَّت حالته الصحية السيئة أصلاً

المريض أبو ندى -الذي يعاني من بتر في قدميه- لم يكن يقوى على الحديث عن معاناته فور انتهائه من عملية نقل وحدات دم في مستشفى الشفاء بمدينة غزة لتعويض انخفاض وحدات الدم في جسمه، بسبب غياب هذا الهرمون الذي كان يريحه من هذه المهمة الشاقة.

زوجة أبو ندى -التي كانت ترافقه إلى المستشفى- قالت لـ  الترا فلسطين، إن زوجها مصابٌ بالفشل الكلوي منذ 12 سنة ويجري ثلاث عمليات غسيل كلوي أسبوعيًا، بواقع 4 ساعات لكل عملية.

وتشير أبو ندى إلى أن غياب هرمون "تقوية الدم" ساهم بانخفاض الدم لدى زوجها من 9 إلى 6، فتردَّت حالته الصحية السيئة أصلاً، خاصة أنه مريضٌ بالقلب والسكري والضغط.

وناشدت أبو ندى كل الجهات المختصة بتوفير هذه الحقن لإنقاذ حياة المرضى وتخفيف معاناة عائلاتهم التي باتت مضطرة لزيارة المستشفى بصورة شبه يومية لإجراء عمليات غسيل الكلى ونقل وحدات الدم.

أضافت السويركي أنها لا تستطيع شراء هذه الحقن من الصيدليات، فسعر الواحدة منها 70 شيكلاً، عدا أنها نفدت من غالبية الصيدليات

وعلى مدار الشهرين الماضيين، كررت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة التحذير من مخاطر نفاد هرمون "إريثروبيوتين" على حياة مرضى الفشل الكلوي، ورغم ذلك لم يتم توريد الهرمون إلى قطاع غزة من قبل أي جهة مؤسسة رسمية أو خيرية.

الخمسينية أسمهان السويركي تعاني هي الأخرى جراء نقص هذا الهرمون، فدمها وصل إلى 5 وحدات بعدما كان 9، مشيرة إلى أنها كانت تحتاج ثلاث حقن من الهرمون قبل انقطاعه.

وأضافت السويركي -التي تعاني من الفشل الكلوي منذ 6 سنوات- أنها لا تستطيع شراء هذه الحقن من الصيدليات، فسعر الواحدة منها 70 شيكلاً (22 دولار تقريبًا)، عدا أنها نفدت من غالبية الصيدليات.

وتقول إن عمليات نقل الدم أضاعفت إليها معاناة جديدة فوق معاناة عمليات غسيل الكلى، خاصة أن فصيلة دمها نادرة وتواجه صعوبة كبيرة في توفير وحدات دم مماثلة.

 نقص هرمون "إريثروبيوتين" يؤدي لضعف الدم ومضاعفات سلبية على عضلة القلب وقد يعطل زراعة الكلى

من جانبه، أكد رئيس قسم الكلى في مجمع الشفاء الطبي غازي اليازجي، أن نقص هرمون "إريثروبيوتين" يؤدي الى عواقب وخيمة على مرضى الفشل الكلوي والقصور الكلوي المزمن، منها ضعف الدم والشعور بالهزل والإجهاد، إضافة لمضاعفات سلبية على عضلة القلب.

وأوضح اليازجي، أن نقل وحدات من الدم للمرضى لا يخلو من الخطورة، خاصة بالنسبة لمن يستعدون لعملية الزراعة، بل إنه قد يعطل هذه العملية.

وبيّن، أن المريض في حال قرر شراء الحقنة بنفسه من الصيدليات فإنه سيحتاج إلى 800 شيكل (260 دولار تقريبًا) لتوفير حاجته، وبالتالي فإن غالبية المرضى لا يستطيعون توفير هذه الحقن.

البدائل التي يتم اللجوء إليها لتعويض المرضى عن نقص الهرمون "صعبةٌ وخطيرة" على صحتهم

ولم تلقَ المناشدات المتتالية "لجميع الجهات" أي استجابة حتى اللحظة، وفقًا لرئيس مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، الذي أوضح أن المجمع لوحده يوجد به 600 مريض يغسلون الكلى، عدا عن وجود 100 مريض فشل كلوي آخرين (لم يبدأوا الغسيل) يحتاجون لهذا الهرمون، معربًا عن تخوفه من أن يصبح المرضى الـ100 بحاجة لغسيل كلوي في حال استمرار غياب توفر هذا الهرمون.

وأكد، أن البدائل التي يتم اللجوء إليها لتعويض المرضى عن نقص الهرمون "صعبةٌ وخطيرة" على صحتهم، فعملية نقل الدم قد تنقل إليهم عدوى تهدد حياتهم وتسبب لهم مشاكل في القلب.

وأشار إلى أن معاناة المرضى لا تقتصر على نقص هرمون الـ "إريثروبيوتين"، فوزارة الصحة تعاني من نقص في كثير من أصناف الأدوية وبعض أجهزة الأشعة التي يعيق الاحتلال إدخالها إلى قطاع غزة.


اقرأ/ي أيضًا: 

وزارة الصحة: الفشل الكلوي المسبب التاسع للوفاة في فلسطين

أعشاب سامة في "دكاكين الطب البديل" بغزة