04-مارس-2020

تعاني أقسام غسيل الكلى في المستشفيات الحكومية نقصًا في الكوادر الطبية، ما جعل هذه المشكلة على رأس مطالب نقابة الأطباء التي أعلنتها مؤخرًا وتخوض بسببها خطوات احتجاجية منذ أسابيع.

نقابة الأطباء ووزارة الصحة تؤكدان وجود نقص شديد في أقسام غسيل الكلى بالمستشفيات الحكومية

وجاء في منشور شاركته النقابة على صفحتها العامة في فيسبوك، أن أقسام غسيل الكلى لا يوجد فيها أخصائي كلى متفرغ لخدمة المرضى، وإن وُجِد فإن الحكومة "تجبره" على المناوبة في أقسام الباطني.

هذه المعلومات أكدتها وزارة الصحة أيضًا، معللة ذلك بعزوف أخصائيي الكلى عن العمل لدى المستشفيات الحكومية بسبب الفرص الأفضل التي تُقدم لهم في الخارج.

نقص في الكوادر

يقول عضو مجلس نقابة الأطباء وائل أبو اسنينة، إن معظم المستشفيات الحكومية التي يوجد بها أقسام كلى يعمل بها أطباء عامين، وليس أخصائيو كلى، وذلك لنقص هذا التخصص.

ويؤكد أبو سنينة في حديث مع الترا فلسطين أنهم منذ سنوات يطالبون الوزارة بابتعاث أكثر من طبيب كلى، وأن يتم استقطاب أطباء من خارج الوزارة من أجل متابعة الحالات وإعطائها حقها السليم في العناية، وعدم استخدام الطبيب العام حتى لو كان معه دورة في الكلى، لأن الطبيب المتخصص هو من يستطيع أن يقدم الخدمة بشكل صحيح.

نقابة الأطباء: مرضى الكلى يحتاجون لمتابعة على مدار 24 ساعة، والأخصائيين في المستشفيات لا يكفون للقيام بذلك

وأضاف أبو اسنينة، أن طبيب الكلى لا يستطيع أن يداوم على العمل طوال الشهر، لأن مرضى الكلى يحتاجون إلى المتابعة على مدار 24 ساعة.

من يتقدم يتم تعيينه.. ولكن!

هنا يرد الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة طريف عاشور، أنهم يريدون تعيين أطباء متخصصين من بينهم أطباء كلى هذه الأيام، وأن أي طبيب كلى يتقدم فورًا يتم مقابلته وتعيينه، مضيفًا أن طبيبًا تقدم في منطقة الشمال ومباشرة سوف يكون له أحقية في التعيين.

وأقرَّ عاشور لـ الترا فلسطين بوجود نقص في أخصائيي الكلى، موضحًا أن المشكلة في هذا التخصص تتمثل في عزوف الأخصائيين في هذا المجال عن التقدم للوظائف الحكومية، فبعضهم يسافرون إلى الخليج، ومنهم من يسافر لإتمام الدراسة، ما يجبر الوزارة على تعيين طبيب للمحافظات الشمالية وطبيب للمحافظات الوسطى وطبيب للمحافظات الجنوبية.

وزارة الصحة: نقص أخصائيي الكلى سببه نقص الكوادر أصلاً ولجوء الأخصائيين لمستشفيات خارج البلاد

وحول إمكانية استقطاب هؤلاء الأطباء، قال عاشور: "نحن نتمنى ذلك ونقوم بالمراسة باستمرار والسؤال لهؤلاء الأطباء عن إمكانية التوظيف لدينا، ولكن من يأخذ راتب شهري هنا على سبيل المثال 10 آلاف شيقل، في دولة أخرى يأخذ الراتب الذي يريده".

وأوضح أن بعض الأطباء الذين تم تعيينهم حددت الوزارة شرطًا جزائيًا في حال تركوا وظائفهم، لكن رغم ذلك دفعت مستشفياتٌ أخرى خارج فلسطين هذا الشرط الجزائي من أجل استقطاب الأطباء للعمل معها، فالتحق الأطباء بها.

وأكد عاشور أن الوزارة عيّنت مؤخرًا 25 أخصائيًا في مختلف المجالات، وسوف يتم رفد المستشفيات بهم قريبًا.