ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أمس الأحد، أن إغلاق مستشفى كمال عدوان يأتي ضمن إستراتيجية إسرائيلية تهدف إلى إخلاء منطقة شمال قطاع غزة بالكامل من المدنيين.
وأكد جيش الاحتلال أنه لن يسمح بإعادة تشغيل المستشفى، زاعمًا أن عمليات المستشفى قد نُقلت إلى مستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا، الذي يُعد حاليًا المرفق الطبي الرئيسي شمال غزة، رغم تعرضه لأضرار خلال العمليات العسكرية الأخيرة.
أشار التقرير إلى أن الجيش أكمل عزل شمال غزة عن مدينة غزة، لكنه لم يتخذ قرارًا بشأن عودة السكان النازحين إلى المنطقة
وأفادت الصحيفة بأن جيش الاحتلال ركز على قطع الاتصال بين مدينة غزة ومنطقة شمال القطاع كجزء من عملياته العسكرية. وشملت هذه العمليات استهداف مستشفى كمال عدوان، حيث تم إخلاء الطواقم الطبية والمرضى قسريًا، واعتقال أكثر من 350 شخصًا، بينهم الكادر الطبي والمرضى ومدير المستشفى حسام أبو صفية. وأحرقت قوات الاحتلال أجزاء واسعة من المستشفى رغم وجود أشخاص داخله، وفق بيان لوزارة الصحة في غزة.
ووفق جيش الاحتلال، تم استجواب 950 شخصًا في محيط المستشفى، وادعى أن 240 منهم "إرهابيين"، بينهم أفراد شاركوا في أحداث 7 أكتوبر. كما زعم الجيش إلى أن 13 مقاومًا كانوا متنكرين بزي المرضى أو يحاولون الفرار على نقالات. واعترف جيش الاحتلال أنه لم يتم العثور على أسلحة كبيرة داخل المستشفى.
وأشار التقرير إلى أن الجيش أكمل عزل شمال غزة عن مدينة غزة، لكنه لم يتخذ قرارًا بشأن عودة السكان النازحين إلى المنطقة. وفي تصريحات سابقة، أشارت تقارير إلى أن الحكومة الإسرائيلية قد تمنع عودة السكان. ويُقدر الجيش أن عدد السكان المتبقين في شمال غزة لا يتجاوز بضع مئات، بينما تقدر الأمم المتحدة العدد بين 10,000 و15,000.
وتنفي الحكومة الإسرائيلية والجيش أي ارتباط بما يُعرف بـ"خطة الجنرالات"، التي تهدف إلى إخلاء شمال غزة قسرًا، ورغم أن الواقع يشير إلى تنفيذ أجزاء منها. وتُعد هذه العمليات جزءًا من إستراتيجية طويلة الأمد لإضعاف وجود السكان الفلسطينيين في شمال القطاع.