أكد عاموس هرئيل، المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية، أن الحرب التي تسعى إسرائيل إلى تأجيلها ربما تشتعل قريباً، في حال واصلت سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إطلاق الصواريخ من حين لآخر، كما حدث عندما أطلقت قذائف هاون يوم الجمعة الماضية، أثناء احتفال مستوطنين بعيد ميلاد الجندي الأسير لدى حركة حماس شاؤول أورون.
ووفق تحليل لهرئيل، نشرته "هآرتس" اليوم الخميس، فإن إسرائيل حرصت منذ اندلاع جولة التصعيد الحالية مع قطاع غزة على تقديم سرد واضح جداً للأحداث: "المنظمات السلفية المتطرفة هي التي تطلق الصواريخ والجيش الإسرائيلي يرد على ذلك بقصف المواقع والمقرات العسكرية لحماس، فتقوم أجهزة حماس الأمنية باعتقال نشطاء التنظيمات السلفية في محاولة لوقف إطلاق النار."
محلل عسكري إسرائيلي يرجح اندلاع حرب مع غزة في حال واصلت سرايا القدس إطلاق الصواريخ
ويقول هرئيل، إنه بناء على هذه الصورة، فإن إسرائيل تبني فرضيتها بأن الردع تجاه حماس لا يزال قوياً، وأن حماس تفضل مواجهة المنظمات السلفية في غزة على الانجرار لحرب جديدة مع إسرائيل، في حين تفضل إسرائيل من جانبها تأجيل إطلاق الحرب، لكي تستكمل بناء العائق ضد أنفاق المقاومة، على أمل كشف المزيد منها.
لكن الصورة تتجه كما يبدو نحو التغيير بشكل كامل، حسب رؤية هرئيل، وذلك نتيجة انضمام الجهاد الإسلامي إلى إطلاق الصواريخ. وهنا يوضح هرئيل إلى أن الجهاد الإسلامي هي ثاني أكبر تنظيم عسكري في غزة، وتملك نحو 10 آلاف مقاتل، وتصل ترسانتها الصاروخية إلى نحو نصف عدد الصواريخ التي تملكها حماس.
ويشير هرئيل أيضاً إلى اغتيال طائرات الاحتلال 10 مقاتلين من سرايا القدس أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ما يجعل الرغبة قائمة بالانتقام لدى التنظيم الذي فقد في الغارة أحد أنفاقه الهامة. ويضيف، "لقد سبق وأطلق التنظيم قذائف هاون لم تسفر عن إصابات، على موقع تابع للجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة، في نهاية تشرين الثاني. ومن جانبها هددت إسرائيل بمهاجمة كبار مسؤولي الجهاد في غزة، بل حتى في دمشق".
ويخلص هرئيل الى أن نشر إسرائيل التقديرات التي تحمل الجهاد الاسلامي مسؤولية إطلاق الصواريخ؛ يهدف الى إرسال رسالة مفادها "استمرار اطلاق النار سيجابه برد عسكري مباشر ضد الجهاد. في كلتا الحالتين، يبدو أن حماس تواجه صعوبة، أو مترددة، في منع إطلاق النار من قبل الجهاد وكذلك من قبل السلفيين."
اقرأ/ي أيضاً:
هآرتس: 4 أسباب لتأجيل الحرب على غزة