26-مايو-2021

الترا فلسطين | فريق التحرير

"الزخات الصاروخية الحمساوية شهادة على نجاح قطاع تصنيع الصواريخ في غزة"، تحت هذا العنوان بدأ محلل الشؤون العسكرية لصحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرائيل، تقريره المطول لتقييم تطور القدرات التصنيعية لصواريخ حركة "حماس" التي أرسلتها إلى "إسرائيل" خلال جولة المواجهة الأخيرة.

هرائيل: "حجم التطور الذي شهدناه في الجولة الأخيرة، غيّر موازين القوة بين الجانبين"

التقرير الذي نُشر على صدر الصفحة الأولى، تحدّث عن إنجازاتٍ سجّلتها "حماس"، تتعلق بنطاق القوة النارية، والكثافة الصاروخية، وشدة قصف الهاون نحو "إسرائيل"، يقول هرائيل: "في مجال إطلاق الصواريخ والقذائف، طرأ تحسن فعلي في قدرات حماس –بعيدًا عن تسببها بخسائر بشرية قليلة نسبيًا في إسرائيل- لكن حجم التطور الذي شهدناه غيّر موازين القوة بين الجانبين.

إنجازات "حماس" –وفقًا لهرائيل- حظيت بتقدير غير بسيط من قبل المهنيين المتخصصين بمجل الصواريخ في "إسرائيل"، مضيفًا: "حماس، وأيضًا حركة الجهاد الإسلامي، نجحوا إلى حدٍ ما، بتطوير الصناعات العسكرية  الذاتية في قطاع غزة".

هرائيل: "في غزة خصوم –بغاية الجدية- لا يمكن الاستهتار بهم، إنهم ليسوا أقل براعة من مطوري الصواريخ في إيران"

وتابع يقول: "حماس طوّرت مصانع صواريخ، تعتمد على مواد ذات استخدام مزدوج –مدني وعسكري- مثل الأنابيب المنزلية المستخدمة في قطاع البناء"، موردًا تصريح أحد المتخصصين في التصنيع العسكري قال فيه: "بخلاف الانطباع السائد في إسرائيل، الحديث لا يدور عن وسائل قتالية بدائية يجري تطويرها في غزة، وإنما عن خطة إنتاج منتظمة (..) في غزة خصوم –بغاية الجدية- لا يمكن الاستهتار بهم، إنهم ليسوا أقل براعة من مطوري الصواريخ في إيران، أو حزب الله اللبناني، بل إنهم يعملون في ظروفٍ أقسى بكثير".

وعاد هرائيل في تقريره إلى مهد صناعة السلاح المحلي في غزة، حيث انطلق أول صاروخ حمل اسم "القسام" عام 2000، مع اندلاع أحداث الانتفاضة الثانية، ليسقط في مستوطنة "سديروت"، متطرقًا إلى تغير الأحوال عام 2013، بعد صعود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم، وما أسماه "تعزيز التعاون الأمني مع مصر"، حيث أُغلقت "قنوات التهريب عبر الأنفاق"، وفي المقابل اضطرت حماس لتعزيز إنتاجها المحلي من الصواريخ.

اقرأ/ي أيضًا:

كتائب القسام تكشف عن "كنز عسكري ثمين"

يعقب هرائيل: "ما يثبت ذلك، أن الغالبية العظمى من الصواريخ التي استخدمتها الحركة في العملية الأخيرة، تم تصنيعها في غزة، وجزءٌ صغير منها فقط، تم تهريبها من الخارج، خصوصًا قذائف الهاون، والصواريخ قصيرة المدى، التي يبلغ  قطرها 107 ملم".

وتفيد القناعة السائدة لدى جيش الاحتلال –حسب هرائيل- أن قطاع غزة، يضم بين جنباته أشخاصًا لديهم معرفة تكنلوجية تساعدهم على إنتاج صواريخ فتاكة، "وتطوير مشروع رفع دقة وصولها" ما يجعل "حماس" تظن أن بإمكانها استهداف منشآت حساسة في "إسرائيل".

هرائيل: "في غزة وإلى جانب الأكاديميين، هناك أصحاب تجربة بالتصنيع تمتد لـ20 عامًا"

ويزيد: "في غزة، وإلى جانب المتخصصين الأكاديميين في مجال التصنيع، من حملة درجة الدكتوراة، ثمة مجموعة من أصحاب الخبرات العملية والتجربة التي تمتد لعشرين عامًا، في مجال تصينع وإطلاق الصواريخ"، معقبًا بقوله: "هؤلاء لم يدرسوا في الجامعات خارج البلاد، لكنهم يعملون في مجال تطوير السلاح منذ عشرين عامًا، أقدمهم كان يحيى عياش، ثم عدنان الغول الذي تم اغتياله عام 2004، وهو صاحب مشروع تطوير تصنيع الصواريخ".

ويختم محلل الصحيفة العسكري تقريره بالقول: "إذًا، جزءٌ كبيرٌ من المعرفة التكنلوجية تمت مراكمته وتطويره داخل قطاع غزة، الآن يمكنن القول إن "خبراء التصنيع في غزة، تفوقوا على نظرائهم في إيران وحزب الله".


اقرأ/ي أيضًا:

صور | مناورة عسكرية مشتركة لأوّل مرة في غزة

"الشاباك": هارب من حماس نقل لنا معلومات ضخمة