16-يونيو-2021

هالة رفعت علم فلسطين في باب العمود أثناء مسيرة الأعلام الإسرائيلية (تصوير: محمود عليان)

إنّه باب العمود وسط القدس، حيث يحاول الاحتلال إظهار المكان بالكثير من أعلام اللونين الأزرق والأبيض في أيدي الإسرائيلين المحتشدين، غير أنّ مشهدًا ظهر للحظات أفشل الخطّة الإسرائيلية، وخلق صورة مغايرة. 

فعلى طرف درج باب العامود، أشهرت سيّدة علم فلسطين ورفعته عاليًا، ولوّحت به بين المستوطنين المتطرفين، تزامنًا مع "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية مساء الثلاثاء، لتؤكّد على فلسطينيّة المكان. ما حدث شاهده الملايين، ورأى العالم على الهواء مباشرةً كيف أنّ استفزّ هذا المشهد عناصر الاحتلال. 

 هالة الشريف التي تقول دائمًا إنها تونسيّة تُحب فلسطين، صنعت لحظة فارقة أمام جموع المستوطنين في باب العمود 

اعتقلت شرطة الاحتلال، صاحبة العلم، الفلسطينية التونسيّة هالة عثمان الشريف بعد الاعتداء عليها بالضرب والتنكيل، ونقلها إلى مركز تحقيق المسكوبية سيء الصيت، وأقرّت محكمة إسرائيلية اليوم الأربعاء، إطلاق سراحها بشرط دفع غرامة مالية قيمتها 2000 شيقل، إذا لم تقدم النيابة الإسرائيلية أيّ بيّنة إضافية للإبقاء على اعتقالها.

وهالة الشريف/ أبو غربية (58 عامًا)، تونسية فلسطينية، تزوّجت من الراحل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح؛ والقيادي البارز فيها عثمان أبو غربية، والذي توفي عام 2016.

وفي السّنوات الأخيرة بات لافتًا حضورها وتواجدها شبه الدائم في المواجهات الميدانية مع الاحتلال بالقدس والضفة الغربية، وكذلك في الوقفات المساندة للشهداء والأسرى، فكانت حاضرة لحظة هدم الاحتلال منزل عائلة أبو حميد في مخيّم الأمعري برام الله، كذلك في الخان الأحمر ظلّت متواجدة لنحو شهرين، لمنع الاحتلال من تنفيذ مخططه بتهجير السكّان، ودعت في مقابلة تلفزيونية في حينه "جميع النساء العربيات للتظاهر في كافة الأقطار العربية، وإعلاء صوتهن ضدّ تهجير النساء البدويات من الخان الأحمر".

  تزوّجت من القيادي البارز في فتح، الراحل عثمان أبو غربية، وفي السّنوات الأخيرة بات لافتًا تواجدها شبه الدائم في المواجهات الميدانية مع الاحتلال 

وفي 2019 منعها جهاز "الشاباك" الإسرائيلي من دخول مدينة القدس عبر حاجز قلنديا، إذ كانت في طريقها للمشاركة بنشاط مجتمعيّ لتنظيف مسجد عمر بن الخطاب في البلدة القديمة. وهي التي اعتادت زيارة المدينة مرتين إلى ثلاث أسبوعيًا، إذ كانت أشارت إلى أنّ زوجها عثمان من مواليد البلدة القديمة، وعاش طفولته فيها، وبعد أن كبر وعادت هي معه، كانت القدس محط زيارتهم المتكررة، ومتنفسهم الدائم، فإذا أراد زوجها حلق شعره قصد القدس، وإذ شعرا بالملل قصدا شارع صلاح الدين ليسيرا فيه، وكانت لا تمر أيام قليلة أو فرصة متاحة، إلا واغتنماها معًا في القدس، كما تقول. 

وفي مقال سابق لها عن حيّ سلوان، عنونته بـ "جلالة المكان" قالت فيه إنك ولتعيش في هذا الحيّ الواقع جنوب المسجد الأقصى في القدس، فإنّ عليك اختراع معادلة فيزيائية لتستوعب الفضاء المسموح للتنفس، ولا تختنق، ولابتكار شكل هندسي معماري خاص وفريد غير موجود في كل العالم فرضه واقعها"، مضيفةً أنّ  القضية هُنا هي قصّة صمود تتجلى في الإرادة والممارسة اليومية للأطفال والشباب والكهول والنساء في القدس، بكل لحظاتها وتفاصيلها وأشكالها وألوانها لبقائهم واستمرارهم. 

هالة أثناء رفعها العلم الإسرائيلي في مسيرة المستوطنين بالقدس عام 2019 

 


اقرأ/ي أيضًا: 

في حزيران.. أيام للشهداء والحريّة

كيف نفهم رغبة الفلسطيني بالتصوير؟

شمس فلسطين الغائبة عن برامج التعليم في تونس..