01-ديسمبر-2020

الدرج بعد هدمه | المصدر: مركز معلومات وادي حلوة

هدمت جرافةٌ تابعةٌ لبلدية الاحتلال في القدس، يوم الأحد الماضي، درجًا لمقبرة الشهداء التي تعتبر امتدادًا للمقبرة اليوسفية يؤدي إلى باب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى، خلال محاولة إدخال معدات إلى المقبرة، في عملية يؤكد مراقبون أن الهدف الحقيقي منها تغيير معالم المنطقة وتهويدها، وأنها جزءٌ من االاعتداءات على المعالم التاريخية المحيطة بسور القدس والمسجد الأقصى.

هدم الدرج جزءٌ من الاعتداءات على المعالم التاريخية المحيطة بسور القدس والأقصى

من بين هؤلاء، الخبير في شؤون القدس فخري أبو دياب، وقد بيّن لـ الترا فلسطين أن الاحتلال يهدف إلى فرض وقائع جديدة في محيط المسجد الأقصى، ولطمس الهوية العربية والإسلامية الواضحة في هذه المنطقة التي توجد بها آثارٌ وتراثٌ معماريٌ يدل على هذه الهوية.

مدخل الدرج تم إغلاقه | المصدر: صفد ميديا

وأضاف أبو دياب، أن سلطات الاحتلال أقامت في محيط سور البلدة القديمة مسارات تلمودية مغلفة بغلاف تجميلي على أنها حدائق عامة لتحسين المنظر، ولكنها مسارات تلمودية في محيط البلدة، وفي هذه المنطقة من باب الرحمة وحتى المقبرة اليوسفية يريد الاحتلال أن يكمل هذه المسارات، وإقامة حديقة "وطنية".

كما تهدف بلدية الاحتلال، وفق أبو دياب، إلى تهيئة جزءٍ من المنطقة الممتدة بين باب الرحمة والمقبرة اليوسفية لإقامة البنية التحتية للقطار الهوائي، الذي يبدأ من الجزء الغربي لمدينة القدس مرورًا بباب المغاربة ثم الالتفاف فوق القصور الأموية إلى مقبرة باب الرحمة التي يعمل بها الاحتلال الآن، ومن ثم إلى جبل الزيتون.

يقود الدرج الذي تم هدمه إلى طريقٍ تقود المصلين من الشيخ جراح ووادي الجوز وجبل الزيتون والعيسوية  إلى المسجد الأقصى

لذا، يؤكد أبو دياب، أن الاحتلال يهدف إلى تغيير هذه المنطقة وواقعها، وفرض وقائع جديدة ومعالم يهودية.

ويقود الدرج الذي تم هدمه إلى طريقٍ تقود المصلين من الشيخ جراح ووادي الجوز وجبل الزيتون والعيسوية وغيرها إلى المسجد الأقصى، ويهدف الاحتلال إلى إغلاقها أمام المصلين لعرقلة الوصول للمسجد، وبالتالي تفريغه والبلدة القديمة من أهل القدس، وفق أبو دياب.

وأشار إلى أن هدم الدرج سيُجبر الراغبين في الوصول إلى الأقصى على تغيير طريقهم واستخدام طريق طويل.

 هدم الدرج ستتبعه خطوات أخرى أكبر

ورأى أبو دياب، أن هدم الدرج ستتبعه خطوات أخرى أكبر، مضيفًا، "هذه عادة الاحتلال، أن يبدأ بأمور بسيطة ضمن مخطط كامل ومتدحرج، لجس نبض الناس وقياس ردة الفعل، فإذا لم يجد ردة فعل مساوية للقيمة التاريخية والأثرية في المنطقة ولمخططه، فإنه يواصل العمل".

وشدّد أبو دياب على خطورة الأنشطة التهويدية الإسرائيلية في هذه المنطقة القريبة من المسجد الأقصى، وضمن الوقف الإسلامية، مضيفًا أن الوصاية الأردنية تحتاج إلى تدخل سياسي من الأردن، إضافة لوقفة جماهيرية.


اقرأ/ي أيضًا: 

المصادقة على تلفريك استيطاني في القدس رغم انتقادات كبيرة

شوارع القدس بأسماء "أبطال إسرائيل".. هل نجح التهويد؟