08-أكتوبر-2018

قالت الصحفية الأميركية روبن رايت إن الإعلامي السعودي جمال خاشقجي -الذي ما زال مصيره مجهولا بعد دخوله القنصلية في إسطنبول- كان يخشى على حياته من الإدارة السعودية الجديدة، في إشارة إلى ولي العهد محمد بن سلمان.

وذكرت الصحفية في مقالها بمجلة "نيويوركر" أن خاشقجي أبلغها أثناء حديث معها في أغسطس/آب الماضي، أن القيادة الجديدة في المملكة السعودية تريد قتله.

ووفق رايت فإن خاشقجي قال "طبعا، إنهم (الإدارة الجديدة) يودون أن أكون خارج الصورة"، وعلقت الصحفية بالقول إنها اعتقدت في حينها أنه كان يبالغ في المخاطر التي تحيط به.

كما أشار خاشقجي إلى أن ابن سلمان ليس لديه "أي تسامح أو استعداد لاستيعاب المنتقدين"، مضيفا أن ولي العهد الذي أصبح الحاكم الفعلي في البلاد، بات أكثر استبدادا من الحكام الستة السابقين الذين حكموا المملكة منذ العام 1953.

وأضاف الإعلامي السعودي أنه عمل لصالح الحكومة لمدة أربع سنوات، وأنه لم يعتقد يوما أنه سيتعرض للاعتقال، ولكنه لاحقا أدرك الخطر و"لهذا غادرت".

وفي حديث آخر أجراه مع الصحفية رايت في نوفمبر/كانون الثاني الماضي، شبّه خاشقجي النظام الملكي السعودي بالحكم الديني الإيراني، وقال إن محمد بن سلمان أصبح "المرشد الأعلى"، في إشارة إلى نفوذ المرشد الأعلى في إيران.

وتتابع الصحفية أن خاشقجي كان صوتا هاما في المملكة، وأنها عرفته منذ عقود، وأنه كان مواليا للحكام، وكان بداية جيدة بالنسبة للصحفيين والخبراء الغربيين لمعرفة ما يحدث هناك.

وتقول إن الإعلامي السعودي الذي غادر المملكة إلى المنفى الطوعي في يونيو/حزيران 2017، ظل مؤثرا في الحوار بشأن مستقبل المملكة، ولا سيما مع وجود أكثر من 1.7 مليون متابع له على تويتر، ومقالاته في صحف كبيرة مثل واشنطن بوست وظهوره المتكرر في القنوات التلفزيونية العالمية.

وتجري السلطات التركية تحقيقات في مصير خاشقجي الذي دخل قنصلية بلاده في إسطنبول الثلاثاء الماضي ولم يخرج منها. وتعتقد مصادر تركية أنه قتل في القنصلية، في حين تقول السلطات السعودية إن الرجل خرج بعد عشرين دقيقة من دخوله القنصلية.

تطورات التحقيق

ونقلت صحيفة غارديان البريطانية عن مسؤولين أتراك قولهم إن ترجيحهم مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي يستند إلى قرائن محددة توصل إليها المحققون التابعون للشرطة والمخابرات التركية.

وذكرت الصحيفة مساء الأحد أن المحققين عكفوا على مشاهدة تسجيلات كاميرات المراقبة، كما تحدثوا مع مخبرين داخل القنصلية السعودية.

وأوضحت غارديان أن المحققين قاموا بتحليل تسجيلات خمسة أيام من كاميرات المراقبة التي صورت كل الداخلين والخارجين عبر بوابتي القنصلية السعودية.

وأضافت أن المحققين لاحظوا في تلك التسجيلات رجالا من داخل المبنى ينقلون صناديق إلى سيارة سوداء خلال الساعات التي أعقبت اختفاء خاشقجي.


اقرأ/ي أيضًا:

إعلامي سعودي معارض دخل قنصلية بلاده بتركيا ولم يخرج!

قصة الفريق الدبلوماسي الذي وصل تركيا وغادرها يوم اختفاء خاشقجي

أبرز المنعطفات الحادة للسعودية منذ تولي محمد بن سلمان