30-ديسمبر-2018

يجري حاليًا في إسرائيل، بلورة قوائم انتخابية لأربعة أحزابٍ هامة، ليس منها أحزاب العمل و"الليكود" و"ميرتس"؛ التي تُجري انتخاباتٍ داخليةٍ لهذا الغرض، بل يدور الحديث عن أحزابٍ أخرى، ما سيقود إلى دخول العشرات من الشخصيات للمشهد السياسي.

أحد هذه الأحزاب هو "كاديما" الذي أسسه أرائيل شارون بعد انشقاقه عن حزب "الليكود" لتمرير الانسحاب من غزة، وحزب "كولانو" الذي أسسه موشي كحلون بعد انشقاقه عن "الليكود" بحجة إيجاد حل لضائقة السكن، إضافة لـ"إسرائيل بيتنا" الذي يتزعمه أفيغدور ليبرمان، و"هناك مستقبل" الذي أسسه يائير لابيد قبل أكثرمن 8 سنوات. لكن كيف يتم اختيار تلك الشخصيات التي ستتبوأ مكانة الصدارة في أحزابها؟ إليكم الإجابة بناءً على التجارب الماضية.

القوائم الانتخابية في إسرائيل تتم بلورتها بسرعة قُبيل الانتخابات وبدون مهنية وبلا احتراف

استعراض تجارب قادة الأحزاب الإسرائيلية التي تتمحور حول مؤسس الحزب؛ والتي تعلن عن قوائمها قُبيل الانتخابات، يُظهر أن تلك القوائم تمت بلورتها بشكل مُتسرع، وأن تلك العملية جرت في اللحظات الأخيرة قبل إغلاق فترة تقديم القوائم للجنة الانتخابات، لأن قائد الحزب لا يريد الإفصاح عن وجود قائمة الشخصيات التي انضمت إليه، لذلك فإنه يلجأ لمقربيه الذين يأتون بأشخاص بشكل متسرع. القصة التي تضرب مثالاً لذلك هي إحضار موشى غالانت، لموشي كحلون، الذي كان يُبلور قائمة حزبه "كولانو"، علمًا أنه كان مُصرًا في تلك الفترة على عدم وضع جنرال في المكان الثاني في قائمته الانتخابية.

واقتنع كحلون بضروة ضم الجنرال غالانت لحزبه بعد ظهور الأخير على شاشة القناة الثانية للتعليق على عدوان 2014 ضد قطاع غزة، حيث جنى غالانت بسبب تلك المقابلة الكثير من التأييد في أوساط الإسرائيليين، وهذا ما أظهره استطلاعٌ للرأي العام تناول شعبية الجنرال الذي كان متقاعدًا حديثًا من الجيش، نتيجة دعوته لتوجيه ضرباتٍ أشد لغزة خلال ذلك العدوان.

شغل غالانت حقيبة الإسكان في حكومة نتنياهو، لكن المحلل السياسي للقناة العاشرة رفيف دروكر تحدث عن "خيبة أمل" كحلون من غالانت بعد توليه هذا المنصب قائلاً: "لو أنه كان يعلم من هو غالانت لأخذه ورماه في عرض البحر، ولأن غالانت خريج سلاح البحرية فإنه سيعود لوحده".

دروكر ذاته تحدث عن ما يؤكد أن بلورة القوائم الانتخابية في الأحزاب قبيل الانتخابات تتم بطريقة بعيدة عن المهنية والاحتراف، وسرَدَ قصة غريبة بطلها الوزير زئيف ألكين؛ الذي كان ناشطًا في حملة تطالب الحكومة الإسرائيلية بعدم الانسحاب من غزة، ومع ذلك فإن صديق أفيعاد فريدمان أقنعه بالانضمام لحزب "كاديما" الذي أسسه شارون خصيصًا لتنفيذ الانسحاب من غزة.

مثالٌ آخر يؤكد أن العلاقات الشخصية تطغي على بلورة القوائم الانتخابية، أظهره حديث ليبرمان، عن عضو الكنيست أورلي ليفي؛ التي انشقت عن حزبه وقررت تشكيل حزب خاص لخوض الانتخابات، إذ تبين أن ليفي وصلت لقائمة ليبرمان الانتخابية عبر رئيس الحملة شارون شالوم؛ المتزوج من أخت ليفي. يقول ليبرمان إنه حمل ليفي على ظهره وفجأة صارت لديها مواقف سياسية،  وفجأة تنسحب من الحزب وتهاجمني".

يُذكر أن الانتخابات العامة الإسرائيلية ستجري في شهر نيسان/إبريل المقبل، وقد أعلن موشيه يعلون، وهو الوزير الأسبق لجيش الاحتلال، وبيني غانتس، الرئيس الأسبق لأركان جيش الاحتلال، عن إنشاء أحزاب جديدة لخوض هذه الانتخابات.


اقرأ/ي أيضًا: 

كيف سيؤثر حل الكنيست على الضفة وغزة؟ 

عن انتخابات الكنيست وتداعياتها