18-يوليو-2018

كان من المفترض أن يتحدّث هذا التقرير، عن تصاعد وتيرة أزمة إنشاء كليّات طب في جامعتين بالخليل جنوب الضفة الغربية، بعد إعلان كليّة الطب الحكومية في ذات المحافظة، فتح باب القبول والتسجيل، لبرنامج الطب البشري للعام الدراسي الجديد، الأمر الذي وصل مرحلة "تكسير العظم".

   إعلان التوصّل لاتفاق شراكة بين جامعة الخليل وبولتكنيك فلسطين، لإطلاق برنامج الطب البشري المشترك   

لكنّ، وبعد نشر هذا التقرير بساعات، جرى إعلان التوصّل لاتفاق شراكة بين جامعة الخليل وبولتكنيك فلسطين، برعاية محافظ الخليل كامل حميد، لإطلاق برنامج الطب البشري المشترك. وبحسب نصّ الاتفاق المنشور، فإنّه يتعيّن على الجامعتين وضع أسس لتفاصيل هذه الشراكة.

[[{"fid":"72703","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":960,"width":720,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

اقرأ/ي أيضًا: جامعات تحت الاحتلال: نظرة تاريخية وقانونية

وكانت وزارة التربية والتعليم العالي أعلنت أنّها لن تمنح ترخيصًا لأي برنامج للطب البشري، سوى لكلية الطب الحكوميّة، في الوقت الذي أصرّت فيه جامعة الخليل على لسان رئيسها صلاح الزرو أنّها حصلت على موافقة رسمية لإنشاء كلية طب بتاريخ 18 حزيران/يونيو 2015، بعد 3 أيام من تقديم طلب الترخيص من وزارة التربية والتعليم العالي والهيئة الوطنية للاعتماد والجودة.

    جامعة الخليل ظلّت تؤكد أنها تملك ترخيصًا لإنشاء كلية طب، والحكومة تنفي    

ويُبين الزرو أنه في يوم 14 تموز/يوليو 2015 قدمت الجامعة طلب الحصول على الاعتماد الخاص، وفيه ملف تفصيلي حول رؤية الجامعة لكلية الطب المستقبلية، ثم قررت شراء وتخصيص قطعة أرض لبناء الكلية، ومستشفى تعليمي، التزامًا بتعليمات الوزارة، وقد كلف ذلك الجامعة كثيرًا، كما يقول.

وأضاف الزرو لـ الترا فلسطين "أن مجلس أمناء الجامعة قرر افتتاح كلية الطب البشري، وفتح باب القبول والتسجيل فيها في يوم 13تموز/يوليو 2018". وعلق على إنشاء كلية حكومية للطب بالقول إن هذا شأن خاص بالحكومة، وأن جامعة الخليل ليست على خصومة أو تنافس مع أحد، مؤكدًا على حق جامعته الحصول على ترخيص لكلية الطب.

ويؤكد الزرو أن البرنامج الاكاديمي لتخصص الطب معتمد ومعترف به كونه حاصل على الترخيص، وعلى أساسه تم التوافق مع مؤسسات طبية داخل الوطن وخارجه لتدريب الطلاب مبينًا أن الإقبال كبير على التقديم، وأن سعر الساعة 110 دنانير.

طلبنا من جامعة الخليل الحصول على نسخة من طلب الترخيص لجامعة الخليل، فجاء الرد بأن هذه مراسلات داخلية بين الجامعة والوزارة، ولا يمكن نشرها.

من جهتها، كانت جامعة بوليتكنك فلسطين فتحت هي الأخرى باب القبول والتسجيل لتخصص الطب البشري بشكل "قيد الاعتماد". وأوضح مصطفى أبو الصفا، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، أن الجامعة خططت لإنشاء كلية الطب البشري في عام 2007، بقرار من مجلس الأمناء، وطيلة هذه السنوات أسست الجامعة  بنية تحتية لبرامج أكاديمية وتعليمية كأساس متين لتخصص الطب.

"البولتكنك" كانت أعلنت أنّها ستفتتح كلية للطب وتبدأ التدريس فيها هذا العام دون انتظار ترخيصها من الوزارة

وبيّن أبو الصفا لـ الترا فلسطين، أنه في عام 2015 تقدمت الجامعة بطلب رسمي للهيئة الوطنية للاعتماد والجودة مع دراسات مكتملة، تؤكد حاجة منطقة جنوب الضفة الغربية لكلية الطب بحسب المعايير العالمية، وجاء رد الهيئة تجميد النظر في الطلب لحين وضوح السياسات الصحية في فلسطين.

اقرأ/ي أيضًا: فضائيات الجامعات؛ حداثة التجربة وإشكالياتها

واعتبر أبو الصفا أن هذا القرار "عثرة، إلا أنه يُحترم"، لكنه في ذات الوقت ربط قرار التجميد، بقرار إنشاء كلية حكومية، متسائلًا عن اتضاح السياسات الصحية لكلية طب حكومية، وعدم وضوحها لإنشاء كلية طب لجامعة البولتيكنيك. وقال: "من هذا الباب أعلنت الجامعة عن البدء بالقبول والتسجيل لتخصص الطب البشري للعام الحالي".

يذكر أن جامعة البوليتكنك خصصت مساحة 15 دونمًا لبناء مستشفى وكلية طب ومركز أبحاث للسرطان، بتكلفة تقارب 55 مليون دولار، وفتحت باب القبول لكلية الطب على أساس تنافسي، وحددت سعر الساعة بأنه يتراوح من 120 إلى 100دينار ، بتزايد عكسي مع معدل الثانوية العامة.

وكانت وزارة التربية والتعليم شكّلت لجنة منذ عامين لدراسة وضع كليات الطلب التي تقدمت للحصول على تراخيص، وفق ما أفادنا به القائم بأعمال رئيس الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة إيهاب القبج، مبينًا أن اللجنة أوصت بأن يتم دمج كليات الطب في كلية واحدة، ولكن محاولات عديدة لتقريب وجهات النظر بين الجامعتين باءت بالفشل، وهو ما نجح عصر هذا اليوم.

وكانت التوصية الأخرى بأنه في حال فشل توحيد الكليتين، سيتم إنشاء كلية حكومية واعتمادها بقرار من مجلس الوزراء.

ويعلق الرزو على ذلك بالقول إن الحكومة لا تستطيع فرض الشراكة بالتوافق على كلية موحدة، منوهًا إلى أن جامعة الخليل هي أول من تقدمت بطلب ترخيص كلية الطب.

وسابقًا، علل أبو الصفا فشل محاولات إنشاء كلية مشتركة بأنه لا يوجد شراكة في نظام التعليم العالي، لأن ذلك يتطلّب مجلس أمناء مشترك، وأن لكل جامعة اعتباراتها، مضيفًا، "لكن البوليتكنيك يدها مفتوحة من أجل توحيد برنامج الطب، وتسعى لإنجاح هذه الفكرة، والكتب الرسمية التي قدمتها الجامعة للرئيس ومجلس الوزراء و الهيئة والوطنية تدلل على ذلك".

ويقول القبج إن وزارتي الصحة والتعليم العالي قدّمتا الإمكانات المادية والفنية لإنشاء كلية طب حكومية، وظهر إقبال كبير لدى الطلاب على التقدم للدراسة فيها.

وردًا على ما تقوله جامعة الخليل بأنها حاصلة على ترخيص لكلية الطب، أكد القبج أن الهيئة طلبت من الجامعة كتاب الترخيص الذي تتحدث عنه، ولم تجد أي أصل للكتاب، مضيفًا أن مجلس الوزراء أصدر قرارًا بعدم إنشاء أي كلية للطب في الخليل باستثناء الكلية الحكومية.

وحذر القبج طلاب الثانوية العامة من التقديم لأي برنامج غير معتمد من قبل وزارة التعليم العالي، "لأن الوزارة لن تصادق على شهادته مهما كلّف الأمر"، مشددًا على أن الوزارة ستتخذ "الإجراءات اللازمة" بحق الجامعات التي فتحت باب القبول والتسجيل لبرامج أكاديمية غير معتمدة من الوزارة وفقًا لقانون التعليم العالي الجديد.



اقرأ/ي أيضًا:

جامعات قطاع غزة: تعليم أم تجارة

في غزة.. شهادات خريجين حبيسة أدراج الجامعات

فيديو | ماذا يقول طلبة القدس المفتوحة عن جامعتهم؟