20-نوفمبر-2017

طفلان يحاولان النجاة من غرق حيّهما في غزة بمياه الامطار - تصوير أشرف أبو عمرة (Getty)

عندما تشاهد مراكب صغيرة تجوب أزقة الحيّ الذي تسكنه، فلا تظنن أنّ غزة تحوّلت إلى مدينة البندقية الإيطالية، كل ما في الأمر أنّ العديد من أحياء المدينة ذات البنية التحتية المهترئة غير قادرة على تصريف كمية المياه الكبيرة خلال فصل الشتاء، لاسيما إذا استمر الهطول لأكثر من يوم.

ومع أول هطول للأمطار، تبدأ معاناة أهالي قطاع غزة مع الشتاء، حيث تفيض المياه في العديد من الأماكن العامّة، وتبدأ معها موجه سخرية وتندّر على ما سيواجهه الناس خلال الأشهر المقبلة.

مع أول هطول للأمطار، تبدأ معاناة أهالي قطاع غزة مع الشتاء، حيث تفيض المياه في العديد من الأماكن العامّة، وأحياء المدينة ذات البنية التحتية المهترئة لا تستطيع تصريف المياه

رئيس لجنة الطوارئ في بلدية غزة عبد الرحيم أبو القمبز، يقول إنّهم جاهزون وبشكل "مقبول" لاستقبال موسم الشتاء، وفق "ما تسمح به الإمكانيات المتوفرة"، حيث تم تنظيف مصارف مياه الأمطار.

اقرأ/ي أيضًا: الشتاء في لهجتنا العاميّة

وبحسب أبو القمز، فإنّ مدينة غزة تحوي 4 آلاف مصرف مياه، لا بُدّ من تنظيفها أكثر من مرة بسبب تجمّع الأتربة الأوساخ مع كل هطول للأمطار. وأشار إلى أنّ بلديته انتهت من صيانة

محطات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار في بركة الصداقة الأميركية في جباليا، وكذلك بركة الشيخ رضوان غربًا، كما تم صيانة مضخات تفريغ البركة حتى لا تتكرر أزمة الفيضان التي حدثت في 2013 و2014.

وضرب منخفض جوي عميق فلسطين في عام 2013، وفضح "الاستعدادات المزعومة" التي كان أُعلن عنها سابقًا، حيث امتلأت الشوارع بالمياه، وغرق شارع النفق المنخفض المجاور لبركة الشيخ رضوان التي تعطلت المضخة الوحيدة فيها، إضافة لغرق عشرات البيوت إمّا كليًا أو جزئيًا، ما أدى لخروج السكان نحو المدارس كمأوى.

وبركة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، يتم فيها تجميع مياه الأمطار، ومن ثم إعادة ضخها إلى البحر عبر مضختين إحداها متوقفة منذ سنوات.

وتعد منطقة حي المنارة في شارع النفق ومنطقة الزيتون شرق غزة ومنطقة جورة الصفطاوي من الأماكن المخفضة المهددة بالغرق، حال تكرار خلل السنوات الماضية في تصريف مياه الأمطار أو فيضان مياه الصرف الصحي.

مناطق عديدة معرضة للغرق في غزة بسبب صعوبات في تصريف المياه، وفي حالات كثيرة تم إجلاء السكان إلى المدارس ومراكز إيواء مؤقتة

وكانت منطقة جورة الصفطاوي شمال غزة والتي تعد من أكثر المناطق فقرًا وانعدامًا للخدمات، تعرّضت في شتاء 2016 الماضي لفيضان المياه فيها ودخولها إلى البيوت، حيث تم إجلاء السكّان إلى المدارس ومراكز مؤقتة للإيواء.

اقرأ/ي أيضًا: رحلة شتوية في تراث فلسطين

في الأمطار الأخيرة التي هطلت بداية الموسم، أغلق أحد المقاولين في منطقة عسقولة، فتحات تصريف الأمطار ولم يعد لفتحها بعد انتهاء أعماله، ما أدى إلى تراكم المياه. وفي حالة أخرى مشابهة، في وادي غزة، أغلق مواطن فتحات تصريف المياه بالاسمنت.

ويقول أبو القمبز إنّ عدم إلقاء النفايات في الأماكن المخصصة لها، وإلقاءها في مصارف المياه والمياه العادمة، يؤثر على كفاءة هذه المصارف.

أمّا مدير العمليات في جهاز الدفاع المدني في غزة رائد الدهشان، فيؤكد وجود خطة للتعامل مع أي طارئ حال فيضان المياه لإنقاذ المواطنين بشكل سريع، موضحًا أن الخطة بُنيت من تجارب الأزمات السابقة.

وأشار الدهشان إلى أنّ الدفاع المدني جاهز بـ "إمكانيّاته البسيطة" للتعامل مع طوارئ الشتاء، حيث فحص جهوزية المركبات وعمل صيانة للمضخات المتنقلة.

ويعاني قطاع غزة من تردي البنية التحتية بشكل كامل، حيث لا تخلو الطرق من الحفر والتشققات، بينما شبكة تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي تحتاج لتوسعة وتطوير مع التزايد المستمر في عدد السكان الذي تجاوز 2 مليون نسمة.


اقرأ/ي أيضًا:

الكستناء فاكهة الشتاء.. تعرّفوا عليها

المرأة الغزية والوجه الآخر لتحدي أزمة الكهرباء

الشتاء يقرع أبواب السجون: بردٌ في كلّ مكان