الترا فلسطين | فريق التحرير
كشفت صحيفة "هآرتس"، الإثنين، أن هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال حذرت وزير الجيش يوآف غالانت من وجود "ضرر ملموس بالفعل" في التماسك داخل الجيش، كما أن احتمال تضرر الكفاءة التشغيلية للجيش، خاصة القوات الجوية، بات جزءًا من السيناريو المستقبلي بالفعل.
الوضع الآن أخطر مما كان عليه في شهر آذار/مارس عندما قرر نتنياهو إقالة غالانت من منصبه
وجاءت هذه التحذيرات في ظل توالي إعلان الجنود والضباط الاحتياط والطيارين امتناعهم عن تأدية الخدمة العسكرية، احتجاجًا على مواصلة الائتلاف الحكومي تمرير التعديلات القضائية التي تعتبرها المعارضة "انقلابًا على القانون والقضاء، وتهديدًا للديمقراطية في إسرائيل".
وأفادت "هآرتس"، أن يوآف غالانت أجرى تقييمًا للوضع مساء الأحد، مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي وقادة آخرين في الجيش، لقياس تأثير إجراءات النضال والاحتجاج على الجيش. وهناك نية لدى المؤسسة العسكرية لتقديم تقديرات الجيش الإسرائيلي والمعطيات التي تم جمعها لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وأشارت أن هذه التقديرات كانت من ضمن العوامل الرئيسية التي دفعت نتنياهو لاتخاذ قرار بتجميد المبادرات التشريعية للائتلاف الحكومي سابقًا. لكن هذه المرة، يصرح نتنياهو أنه عاقد العزم على الاستمرار في التشريع، وبحسب ما ورد في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإنه يعتقد أنه من الأفضل إغلاق بعض أسراب سلاح الجو، إذا كان الخيار الآخر للاستجابة لمطالب هؤلاء الطيارين هو انهيار الحكومة.
وقالت "هآرتس"، إن هيئة الأركان في النقاشات الداخلية الأخيرة حول تأتير الاحتجاجات على الجيش قسمت الوضع إلى جزئين، الأول: التأثير على كفاءة الجيش الإسرائيلي الحربية، والثاني: التأثير على التماسك والوحدة.
وأضافت، أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي عرض للحكومة مؤخرًا "الخط الأحمر"، وهو عدد الطيارين وضباط التوجيه في قوات الاحتياط الذين يُشكل توقفهم عن الخدمة مساسًا خطيرًا بجهوزية القوات الجوية للحرب. وحظرت الرقابة العسكرية نشر الرقم الذي حدده هاليفي، بينما أكد جيش الاحتلال أن الأمور لم تصل لهذا الحد حتى الآن، لأن معظم الطيارين من خدمة الاحتياط الذين يفكرون بالتوقف عن التطوع لم يفعلوا ذلك بعد. ورغم ذلك، فإن الجيش يدرك أن الواقع قد يتغير بسرعة، على خلفية التدهور الواضح في الأزمة الدستورية والسياسية.
أما التماسك الداخلي للجيش، فقد تعرض للضرر بالفعل، وفقًا لـ"هآرتس"، فالخلافات السياسية العنيفة تسربت لوحدات خدمة الاحتياط، وألحقت الضرر بالجو والمضمون والعلاقات بين الجنود والقادة ذوي المواقف المتعارضة، حتى أن الوضع الآن أخطر مما كان عليه في شهر آذار/مارس عندما قرر نتنياهو إقالة غالانت من منصبه.
وأكدت "هآرتس"، أن تقديرات جيش الاحتلال تشير أنه حتى في حال إيقاف التشريعات القضائية الآن، فإن إصلاح الضرر الذي لحق بالجيش سيستغرق وقتًا طويلاً.