وائل الدحدوح: كأنني سُمِّمتُ عندما غادرتُ غزة
12 يونيو 2025
شكل الصحفي وائل الدحدوح، نموذجًا في العمل الصحفي خلال الحرب على قطاع غزة، رغم المآسي الشخصية، إذ كان يعود للوقوف أمام الكاميرات، بعد استشهاد زوجته وأطفاله وحفيده، ومرة أخرى بعد استشهاد نجله الأكبر حمزة، ولم يتوقف رغم إصابته هو نفسه، في قصف الاحتلال الإسرائيلي.
أجبر لاحقًا على مغادرة قطاع غزة، بعد إصابته واستشهاد المصور المرافق له سامر أبو دقة، وبعد أسابيع في القطاع دون علاج، خرج الدحدوح في رحلة علاج طويلة.
وائل الدحدوح: كنت أتمنى أن يكون دم حمزة هو آخر دماء الصحفيين والمدنيين، لكن بعد هذه الأشهر الطويلة، هناك الكثير من الدماء تسيل من الصحفيين والمدنيين
وقال وائل الدحدوح لـ"الغارديان": "شعرتُ وكأنني سُمِّمتُ عندما غادرتُ قطاع غزة. لا أبالغ في القول إن الأمر أصبح أصعب بكثير مما كان عليه عندما كنتُ في الداخل، ويزداد الأمر صعوبةً كلما رأيتُ كارثةً في غزة تُلحق الضرر بالصحفيين والناس وأقاربي".
وأضاف الدحدوح: "على الأقل عندما كنت في غزة شعرت أنني أستطيع أن أفعل شيئًا ذا قيمة، أن أبلغ عن معاناة الناس، وعن المجازر التي واجهوها، وعن ضغوطهم، ومشاكلهم".
وبحسب تقرير "الغارديان"، الآن، بعيدًا عن الميكروفون والكاميرا، يركز الدحدوح، الذي لا يزال يرتدي دعامة على ذراعه المصابة، على تعافيه وتعافي أفراد عائلته الناجين الذين تمكنوا من الخروج من غزة.
ويقول إنه يجد أن الطريقة المحدودة الوحيدة التي يستطيع من خلالها إعادة إحياء بعض النشاط الذي يشعر بها كصحفي، التحدث إلى الجماهير الدولية، كما فعل الأسبوع الماضي في حفل توزيع جوائز منظمة العفو الدولية للإعلام، داعيًا إلى التضامن مع صحفيي غزة عندما حصل على الجائزة لمساهمته البارزة في مجال صحافة حقوق الإنسان.
ومن المعروف أن ما لا يقل عن 225 صحفيًا وعاملًا في وسائل الإعلام الفلسطينية استشهدوا في غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع، وفقًا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، واضطر العديد من الأكثر خبرة منهم إلى المغادرة بسبب الخطر الذي واجهوه.
ويقول وائل الدحدوح، إن الجيل الجديد من الصحفيين في غزة يجمع بين المهارات التقليدية والصحافة المواطنية، حيث تنشر حسابات وسائل التواصل الاجتماعي في كثير من الأحيان معلومات من مناطق لا يستطيع المراسلون الوصول إليها بسبب الخطر الذي يواجهونه.
ولا يشك الدحدوح في أن الجيش الإسرائيلي يستهدف الصحفيين وأن عائلته كانت مستهدفة بسبب عمله، لكنه يعتقد أن أولئك الذين يقدمون التقارير من غزة سيواصلون العمل؛ لأن الظروف تجبرهم على الاستمرار.
وقال: "بصراحة، استمديت قوتي من الله. وهكذا استطعت تحمّل ألم ما رأيته بعيني وما عايشته في قلبي، وتجاوزته، وإخفاء الألم والعودة إلى العمل وكأن شيئًا لم يكن. الناس ليس لديهم خيارات. حتى عندما تريد التخلص من هؤلاء الناس، أين تذهب؟ إلى مستشفى، إلى مخيم، إلى شارع، إلى منزل، أو إلى ما تبقى من منازل؟ لا يوجد مكان آمن. ظهرك إلى الحائط، لذا كل ما عليك فعله هو الاستمرار. تكلفة [أن تكون صحفيًا] باهظة، والجميع يدفع الثمن، لكن عليك الاستمرار".
وفي الأسبوع الماضي، انضمت أكثر من 140 منظمة معنية بحقوق الإعلام ومنظمة إخبارية إلى لجنة حماية الصحفيين ومراسلون بلا حدود مطالبة إسرائيل بالسماح للصحفيين الأجانب بالدخول إلى غزة ووصفت عمليات القتل والتشريد والتهديدات ضد الصحفيين الفلسطينيين بأنها "هجوم مباشر على حرية الصحافة والحق في الحصول على المعلومات".
ويقول الدحدوح إن زملاءه الصحفيين في المناطق الأكثر أمنًا عليهم واجب دعم الصحفيين في غزة من خلال التحدث نيابة عنهم، ورفع الوعي بشأن مقتل الصحفيين، والضغط على إسرائيل لحماية أعضاء وسائل الإعلام.
وتابع: "كنت أتمنى أن يكون دم حمزة هو آخر دماء الصحفيين والمدنيين، لكن بعد هذه الأشهر الطويلة، هناك الكثير من الدماء تسيل من الصحفيين والمدنيين. أريد أن أرى زملاء الصحفيين من جميع أنحاء العالم يلتزمون بضمائرهم وأخلاقهم والقانون الدولي لبذل قصارى جهدهم من أجل زملائهم وإخوانهم في قطاع غزة. حينها على الأقل، نشعر بأننا لم نُترَك، وأن العالم لم يُسكت عن جرائمنا".
الكلمات المفتاحية

ذا إنترسبت: منظمات أميركية ترعى "الجنود المنفردين" في جيش الاحتلال
كشف تحقيق لموقع "ذا إنترسبت" عن عمل منظمات غير ربحية أميركية على تحويل ملايين الدولارات إلى متطوعي الجيش الإسرائيلي

مسؤول في الخارجية الأميركية: انتقاد إسرائيل قد يؤدي إلى إلغاء التأشيرات
شهد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، بأن مكتبه، الذي كلفته إدارة ترامب بفحص منشورات الطلاب الأجانب على وسائل التواصل الاجتماعي وإلغاء تأشيرات الطلاب، عمل هذا العام دون تعريف عملي لـ "معاداة السامية" ويعتبر بشكل روتيني انتقاد إسرائيل كجزء من عمله

جمعيتان بريطانيتان تتبرعان بملايين الجنيهات الإسترلينية للاستيطان الإسرائيلي في الضفة
قال الخبير في شؤون الاستيطان الإسرائيلي درور إتكس: "من المرجح أن تكون المدرسة هي المصدر الأكبر للتوظيف في المستوطنة، وتشكل أحد العناصر الرئيسية لوجود المستوطنة بأكملها"

اعتداءات المستوطنين في الطيبة: بؤرة استيطانية وحرمان من الأرض ومحاولات حرق كنيسة الخضر
قال راعي كنيسة المسيح الفادي للاتين، بشار فواضلة، لـ"الترا فلسطين"، إن الاعتداءات على الطيبة "قديمة جديدة"

اشتباكات في غزة.. إصابات في صفوف جيش الاحتلال واستهداف مكثف لآليات الاحتلال
شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارات على نحو 90 غارةً في أنحاء القطاع

أطفال غزة يعانون بسبب "بدائل الحفاضات" أيضًا
أسعار الحفاضات ارتفعت إلى 10 شواكل على الأقل للواحدة منها، ولذلك اضطرت الأمهات لاستخدام أكياس من النايلون وقطع قماش بدل الحفاظات

السفير الأميركي في تل أبيب يزور قرية الطيبة بعد تصاعد هجمات المستوطنين
في الطيبة، أضرم المستوطنون النار مؤخرًا في مقبرة خارج كنيسة الخضر التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس