"يحدث في البيوت".. رواية جديدة لعباد يحيى عن رام الله في السبعينات والثمانينات

أصدرت "منشورات المتوسط - إيطاليا" رواية جديدة للروائي الفلسطيني عباد يحيى بعنوان "يحدث في البيوت". إذ تواصل الرواية الحفر في تفاصيل مدينة رام الله، بعد أعمال روائية سابقة تناولت المدينة، مثل رواية "رام الله".

"يحدث في البيوت".. رواية جديدة للروائي الفلسطيني عبّاد يحيى، تعيد استكشاف حياة رام الله، من النكبة إلى الزمن الراهن، عبر قصص أبطالها التي تمزج بين الشخصي والتاريخي

وتستعرض الرواية أحداثها من النكبة الفلسطينية وصولًا إلى الزمن الراهن، مع التركيز على عقدي السبعينيات والثمانينيات باعتبارهما المرحلة الفعلية لحياة أبطالها.

تتناول الرواية حياة بطليها الذين جمعتهما الصدفة في لقاء انتهى بعملية خاصة لتنظيم سري، مما حول حياتيهما إلى سلسلة من الأسئلة والأسرار. بين البداية الواعدة والنهاية المعلقة، ترسم الرواية تأريخًا روائيًا لحياة شخصياتها وشطر وافر من حياة رام الله.

وتكشف الرواية عن شخصيتين محوريتين: الشاب الذي يسرد حياته من وجهة نظر الحاضر، محاولًا فهم أسباب اختفاء السيدة من حياته، والسيدة التي ترتبط حياتها بالمحامي الذي غيّر مجرى حياتها دون أن يدرك.

الرواية التي صدرت في 240 صفحة من القطع المتوسط، تقدّم نصًا أدبيًا بلغة تجمع بين البساطة والعمق، مميزة بروح فلسطينية فريدة، بحسب ما ورد في إعلان صدورها.

وصدر للروائي الفلسطيني عبّاد يحيى حتى الآن، 6 روايات، وهي: يحدث في البيوت (2025)، رام الله (2020)، جريمة في رام الله (2016)، هاتف عمومي (2015)، القسم 14 (2014)، رام الله الشقراء (2012).

جاء في الرواية:

"أمَّا أنا، فاللاجئ الباقي في رام الله. بداية شباب مثيرة، لم أعرف شخصًا مثلي. فتى لم يبلغ العشرين ظلَّ وحيدًا في رام الله عشيَّة النكسة. كم تبدو الحياة واسعة لولا صوت هذا الإسرائيلي الذي يمنع التجوُّل كلّ يوم. كانت فيَّ فورة طلَّاب المدارس الثانويّة، وكان فيّ جوع لكلِّ شيء، في صباحات بعينها كنتُ أشعر أنّني سأخرج من الباب، وأبدا في التهام العالم، البيوت والطُّرُقات والشجر والغيوم، والبشر، النساء تحديداً. ولم يضبطني شيء إلَّا الحاجة إلى المال حتَّى أعيش بعد أن تركني أهلي، وذاك الصوت المعلِن منع التجوُّل ليلاً. أحياناً وأنا أفكِّر في كهولتي هذه بتلك الأيَّام الشابَّة، أعتقد أن منع التجوُّل الإسرائيلي الذي عرفَتهُ رام الله في مراحل عديدة، ترك فيها طبعًا كسولًا، تنام مبكرة وتصحو متأخِّرة. والمدينة التي تنام مبكرة وتصحو متأخِّرة، أهمّ ما يحدث فيها، يحدث في البيوت".