05-سبتمبر-2018

الترا فلسطين | فريق التحرير

قال روني شاكيد، وهو ضابط رفيع سابق في جهاز "الشاباك"، إن الواقع الذي نشأ في أعقاب اتفاق أوسلو يصب في صالح اليمين الإسرائيلي، مبينًا أنه بعد 25 سنة من الاتفاق، أصبح الاحتلال مريحًا أكثر.

وكتب شاكيد مقالاً نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" في عددها الصادر صباح الأربعاء، قال فيه إنه في ميزان الربح والخسارة بعد 25 عامًا من إبرام اتفاق أوسلو، وبعد خمسين عامًا على احتلال الضفة الغربية، بالإمكان الثناء على مُوقّعي الاتفاق، بسبب الواقع المُريح لإسرائيل؛ السائد حاليًا في الضفة الغربية وغزة".

ويعمل شاكيد حاليًا في معهد "ترومان" التابع للجامعة العبرية، وقد رأى في مقاله أن اتفاق أوسلو لم يمت، مضيفًا، "صحيح أن بنوده الأولى فقط هي التي طُبقت، ولكن الواقع الذي نشأ بفضله يصُب في مصلحة إسرائيل: فبفضل أوسلو صار احتلال الضفة الغربية أرخص، وإنشاء الكيان الفلسطيني أعفى إسرائيل من أعباء إدارة قطاع الصحة والتعليم وإنشاء البنى التحتية، والأهم هو العبء الأمني الهائل، ومن يعرف جنين ونابلس والخليل قبل اتفاق أوسلو بإمكانه إدراك هذه الأمر".

وقال شاكيد: "التنسيق الأمني الذي صُكَّت أصوله وصيغت مبادئه في اتفاق أوسلو، يجري تطبيقه بنجاح منذ 15 عامًا مضت، وذلك يحظى بالرضا لدى إسرائيل، في ظل وجود سلطة فلسطينية - تقربيًا منزوعة السلاح - لا تملك دبابات ولا طائرات، بل تملك فقط بنادق ومسدسات".

وشرح شاكيد المكاسب التي حققتها إسرائيل من اتفاق أوسلو قائلاً إن الاتفاق لم يمس بالقدس التي بقيت موحدة تحت الحكم الإسرائيلي، ولم يتم وضع حدود لإسرائيل، والمناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية ليست متواصلة جغرافيًا، وإنما مناطق معزولة غير متواصلة، وأوسلو أعفى اسرائيل من الإنفاق على الفلسطينين، وقلص الاحتكاك السلبي بين الجيش الاسرائيلي والسكان الفلسطينيين الذين يشكلون وقودًا للإرهاب".

وأشار شاكيد إلى أن الاتفاق "المُقلَّص المُطبَّق حاليًا" لم يُعرقل أيضًا المشروع الاستيطاني، "فمنذ توقيع أوسلو طرأ ارتفاع بنسبة أربعة أضعاف تقريبًا على أعداد المستوطنين في الضفة الغربية، فقبل توقيع الاتفاق كان عدد المستوطنين 115 ألف مستوطن، أما اليوم فقد بلغ عددهم حوالي 450 ألف مستوطنًا".