31-أكتوبر-2017

كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، عن استخدام جيش الاحتلال تقنيات متطورة من إنتاج إسرائيلي في كشف نفق سرايا القدس، الذي تم تفجيره يوم أمس الإثنين، 30 تشرين الأول/أكتوبر، ما أدى لاستشهاد 7 مقاومين من سرايا القدس وكتائب القسام، بينهم قيادات ميدانية، وإصابة وفقدان آخرين.

ولم يوضح جيش الاحتلال حتى اللحظة الآلية التي تم استهداف النفق من خلالها، وإيقاع هذا العدد من الضحايا، فيما قال فلسطينيون إن الانفجار كان ناتجًا عن غارة جوية. ويزيد الغموض حول كيفية استهداف النفق، تلميح وزارة الصحة في غزة إلى احتمالية أن يكون جيش الاحتلال قد استخدم أسلحة محرمة دولية في تفجير النفق، بعد العثور على غاز سام غير معروف في أجساد الشهداء، وهو ما نفاه جيش الاحتلال في المقابل.

تقنيات من صناعة إسرائيلية تم تطويرها على مدى سنوات أسفرت عن كشف نفق سرايا القدس

ووفقًا لصحيفة "يديعوت"، فإن اكتشاف النفق تم نتيجة اختراع إسرائيلي كامل يقوم على التكنولوجيا التي طورتها الصناعات الأمنية في إسرائيل، برئاسة فريق تقوده شركة "إلبيت معراخوت". وتتكون المنظومة من سلسلةٍ من أجهزة الاستشعار، تعمل بناء على خوارزميات متطورة لتحليل البيانات التي يتم جمعها وتحديد مواقع الأنفاق بشكل دقيق.

اقرأ/ي أيضًا: صور | ماذا بعد استشهاد رجال الأنفاق؟

وأوضحت "يديعوت"، أن دقة عمل هذه المنظومة تتزايد تدريجيًا منذ أن بدأ جيش الاحتلال باستخدامها في المنطقة الفاصلة بين قطاع غزة وأراضي 48، وأنها لم تعد تقدم إنذارات كاذبة تقريبًا، مبينة أن هذه المنظومة لم تصل بعد إلى ذروتها.

وأشارت الصحيفة إلى أن تطوير هذه المنظومة جاء بعد تجربة جيش الاحتلال جميع الوسائل  التكنولوجية التي أثبتت فعاليتها في العالم في كشف الأنفاق، مثل أجهزة الاستشعار الخاصة بكشف الهزات الصغيرة في الأرض؛ التي تحدثها الحفريات، والميكروفونات الصغيرة التي تكشف أصوات الحفر، والرادارات وأجهزة الاستشعار الأخرى.

واستطاعت الشركات الإسرائيلية المصنّعة لهذه المنظومة تطويرها خلال وقت قياسي، وقد استثمرت وزارة جيش الاحتلال أكثر من 60 مليون دولار في تطوير النظام على مدى السنوات الخمس الماضية.

ويعد امتناع جيش الاحتلال عن كشف الوسائل التي استخدمها في استهداف النفق، جزءًا من عملية منظمة ومتكاملة لاستهداف النفق، وفقًا لرؤية الزميل أنس أبو عرقوب، المتخصص في الشأن الإسرائيلي، الذي أوضح أن جيش الاحتلال يتعمد عدم توضيح كيفية كشف النفق ثم تفجيره، ويسمح في الوقت ذاته بنشر معلومات حول منظومات جديدة طوّرها وأدخلها إلى الخدمة، يستطيع من خلالها اكتشاف الأنفاق.

وأشار أبو عرقوب إلى أن أي عمل عسكري يترافق مع عملية دعائية تهدف لتحقيق إنجازات في الحرب النفسية الموجهة ضد الفصائل الفلسطينية وجمهورها، وهو ما يفعله جيش الاحتلال في التزام الصمت تجاه تفجير النفق، ثم نشر "يديعوت" هذه المعلومات اليوم.

وكان جيش الاحتلال أعلن فور العملية إن النفق المستهدف "عابر للحدود"، وتابع لسرايا القدس، وهو قيد الإنشاء، قبل أن يكشف المحلل العسكري للقناة العاشرة أروي هيلر، بعد ساعات من تفجير النفق، أن التقديرات المحدّثة لجيش الاحتلال تؤكد أن النفق لم يكن يصل إلى أراضي 48، وأنه لم يكن جاهزًا لتنفيذ هجمات من خلاله في الوقت الراهن، وربما كان يُجهز لمراحل مقبلة.


اقرأ/ي أيضًا: 

هل تخترق أنفاق المقاومة العوائق الإسرائيلية؟

مليارات إسرائيلية لإنشاء حاجز ضد أنفاق المقاومة

إسرائيل تعترف: أنفاق المقاومة استعصت على الجيش