17-أكتوبر-2021

تصوير: محمد غفري/ الترا فلسطين

أجّلت المحكمة العسكرية في رام الله، الأحد، محاكمة 14 عنصرًا وضابطًا في جهاز الأمن الوقائي، يواجهون اتّهامات بالتورّط في قتل الناشط والمعارض السياسي نزار بنات، إلى يوم الأحد المقبل (24 تشرين أول/ أكتوبر) الجاري.

 جرى تأجيل جلسة المحاكمة إلى أسبوع آخر، فيما قدّم 4 ضبّاط في جهاز الوقائي، شهاداتهم 

وخلال جلسة اليوم، أدلى 4 ضباط في "الوقائي" من مديرية الخليل بشهادتهم، وهم مدير العمليات، وطبيب، وضابط في دائرة هندسة الكمبيوتر، وضابط في قسم العمليات.


الشاهد الأوّل

كان العقيد (م. س) وهو مدير العمليات في جهاز الأمن الوقائي بمحافظة الخليل، والذي قال في شهادته إن معلومات وردت إليه من أحد العناصر حول تواجد نزار في المنطقة الجنوبية بالخليل، وتحديدًا في منطقة جبل جوهر، وذلك قبل ساعات من وقوع حادثة القتل، أي حوالي الساعة 11 ليلًا. 

وأضاف، أنه طلب من عنصر الرصد الاستمرار بعمليّة الرصد، حتى يتم التأكد من تواجد نزار قبل توجه القوة للمنطقة، وكلّف العقيد (ع. ط) بقيادة المهمّة وتنفيذها، وطلب منه اصطحاب قوة كافية، وأن يتوجهوا إلى المنطقة في ساعة متأخرة، لأن المنطقة الجنوبية خطيرة، ولكي يتجنّبوا أي مواجهة مع الخارجين عن القانون، فيها، وفق وصفه. 

وتابع أن القوة توجهت حوالي الساعة الثالثة صباحًا لاعتقال نزار بنات، وقد أخبروه بالانطلاق، وعند الساعة 3.30 تلقى اتصالًا من قائد الفرقة يبلغه فيه بإلقاء القبض على نزار. وقد طلب منهم إحضاره إلى مديرية وقائيّ الخليل، ولم يكن على رأس عمله في حينه، وإنما تابع مجريات العملية من المنزل.

 قال الشاهد إنه علم لاحقًا أن نزار بنات قاوم الاعتقال، وهو ما رفضه المحامي، وقال إن الوقائع المادية تدحضه. 

وعند وصول القوة إلى بوابة مديرية الوقائي، تم إبلاغه أن "نزار" مغمى عليه، وأنّ الشباب (عناصر الجهاز) يحاولون إسعافه"، بحسب الشاهد الذي أكّد أنه كان على تواصل مع مدير جهاز الأمن الوقائي في محافظة الخليل منذ بداية الرصد، وفي كل حركة مهمة كان يتصل به، حيث اتصل به عند الانطلاق والاعتقال وإحالة نزار للمستشفى.

وأضاف الشاهد الأول أنه وصل لمستشفى عالية الحكومي حوالي الساعة 4.30 فجرًا، لكنّه وأثناء الطريق جاءه اتصال هاتفيّ من قائد الفرقة أبلغه فيه بأن نزار توفي.

وحول مذكرة الإحضار، قال الشاهد إن جهاز الأمن الوقائي سبق وأن وجهت له مذكرات ويقوم بتنفيذها، ولكن في حالة نزار بنات عندما تحركت القوة لإلقاء القبض عليه فإنها تحركت بناءً على مذكرة إحضار موجهة من النيابة العامة للشرطة، ولكن تم تعميمها من خلال القوة الأمنية المشتركة على كافة الأجهزة، وبات يحق لكل جهاز تنفيذ الاعتقال.

وحول الأدوات التي تم ضبطها من قبل الفرقة حيث تواجد نزار بنات، فأشار إلى أنها كانت (هاتف/ لابتوب/ ووصلة USB/ وسمّاعة أذن/ (شاحن بطارية/ باور بانك)/ وحامل كاميرا للتصوير)، وقد سلّمها للنيابة العسكرية.

وأشار في شهادته إلى أن المنطقة التي تواجد فيها نزار بنات تبعد عن مديرية الوقائي حوالي 15 - 20 دقيقة، وأنّ جبل جوهر يوجد في منطقة H2 الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية.

كما أكد أن اجتماع اللجنة الأمنية العليا الذي جرى قبيل حادثة مقتل بنات كان يهدف لضبط الحالة الامنية في الخليل، وتم التنسيب إليه من لجنة المعلومات التابعة للجنة الأمنية بقائمة أسماء من 15 مطلوبًا دون ترتيب حسب الخطورة، وكل جهاز يوقّع على القائمة يجوز له إلقاء القبض على المطلوبين منفردًا. 

وردًا على أسئلة محامي الدفاع، قال الشاهد إنه علم لاحقًا أن نزار بنات قاوم الاعتقال، وتبلّغ من قائد القوة بأنهم أمام المنزل، وأن نزار يرفض فتح الباب، وكان يرتدي بعض أفراد الفرقة ما يشير إلى أنهم يتبعون لجهاز الأمن الوقائي. 

وبيّن الشاهد الأول أنّه علم فيما بعد أنّ القوة التي داهمت مكان تواجد نزار، كانت تحمل "عتلة" و"مهدة" وعلبة غاز، ولم تأخذ عصيّ، ولم تستخدم أدوات كهربائية" كما بين الشاهد. 

وأضاف: "قالوا لي إنهم عندما وصلوا أمام المنزل، طرقوا الباب ولم يُفتح لهم، وتبين أن هناك نافذة بلا حماية (حديدية)، وقد قاموا بفتحه بأيديهم ودخلوا، ومن ثم فتحوا الباب من الداخل، وكان عنده (نزار) داخل المنزل شخص أو شخصين".

وقال إنه لم يبلغ قائد القوة بعدم استخدام القوة، لأن هناك تعليمات تفيد بعدم استخدام القوة أو الإفراط في العنف. كما ذكر أن القوة قامت بتقديم بعض الإسعافات لنزار لأنهم اعتقدوا أنه مغمى عليه، وأبلغ أن هناك ثلاث إصابات في صفوف القوة حيث شاهد على شخص منهم كدمات وخدوش.

وأشار إلى أنّ نزار كان مطلوبًا، وفي السابق سلّم نفسه وخرج بكفالة من المحكمة، ولكن في هذه المرة رفض أن يسلّم نفسه وهرب إلى منطقة H2، الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية، وفق قوله. 

وعقب الحادثة، قال الشاهد، إن القوة أخبرته أن نزار هاجم القوة وقاومها، وقام بدفع اثنين أو ثلاثة من عناصر الأمن داخل المنزل على الأرض، وفق قوله. 

لكن المحامي غاندي أمين قال في تصريح لـ"الترا فلسطين" إن هذه المعلومة ورغم أنها تطرح لأول مرة إلا أن الشاهد قال بأنه "قيل لي" وهو لم يشاهد تلك المقاومة لأنه لم يكن موجودًا في المكان أساسًا، فيما العناصر الذين تواجدوا لحظة الواقعة يلتزمون الصمت، وبالتالي فإنّ هذا القول تنفيه الوقائع المادية، وخصوصًا أن المختبر الجنائي لم يشر إلى أي عنف.


الشاهد الثاني

وهو العقيد (ع. س) ويعمل طبيبًا عامًا في مديرية جهاز الأمن الوقائي بمحافظة الخليل. وقد قال في شهادته إنه وبتاريخ 24 حزيران/ يونيو تلقى اتصال من عمليات الأمن الوقائي عند الساعة 3.30-4 فجرًا، وكان حينها الهاتف مع ابنه الذي ينام عند جده المريض، فأحضر إليه الهاتف وأبلغه عن الاتصال.

وأضاف، أن (ط. ح) من عمليات الوقائي اتصل به، وأبلغه بوجود حالة طارئة لشخص تم اعتقاله لا تنتظر إلى حين وصوله إليهم، وقد قاموا بنقله إلى المستشفى وطلب منه اللحاق بهم إلى المستشفى.

وتابع، أنه انتقل للمستشفى وعندما دخل الطوارئ كان الشخص ملفوفًا، ولم يكن يعرف من هو، ولاحقًا علم بهويته.


الشاهد الثالث

وهو (ر. ز) الذي يحمل رتبة رائد في الأمن الوقائي بمديرية الخليل، في فرع هندسة الحاسوب.

وقال إنه قام بتاريخ 24 حزيران/ يونيو الماضي باستخراج محتويات الكاميرات في الأمن الوقائي من الساعة 12 منتصف الليل وحتى الساعة 5 فجرًا، ووضعها على "فلاش"، بعد تكليفه بذلك من مدير الجهاز في الخليل، بناءً على طلب النيابة العسكرية.

وأشار إلى أنه يوجد في مقر الوقائي بالخليل 4 أجهزة تسجيل للكاميرات، وعدد الكاميرات من 28-30 كاميرا موزّعة على السور الخارجي وجزء منها بالداخل، ومنها ما هو معطل.

وحول ما شاهد في التسجيلات، قال إنه شاهد نزار بنات عندما أدخلته القوة محمولاً إلى مبنى الوقائي وعندما أخرجوه على الحمالة، وكان ذلك لمدة خمس دقائق تقريبًا.

وأكد أن نزار بقي داخل ساحة الاستقبال الداخلية في المقر، ولم ينقل إلى مكاتب أو قسم التحقيق داخل المبنى، إذ "كان هناك حالة استنفار وكان أحدهم يحمل حمّالة ويركض مسرعًا، ولم أشاهد أي شخص يقوم بالضرب".


الشاهد الرابع

وهو (ط. ح) ويحمل رتبة مقدّم، ويعمل في قسم العمليات في الأمن الوقائي بمديرية الخليل.

وقد قال في شهادته إنه كان على رأس عمله في قسم عمليات الوقائي يوم الحادثة، وعند حوالي الساعة 3 فجرًا، كان مستلق على سريره في غرفة المنامة، وسمع صوت بوق سيارة على باب المقر، وانتقل للغرفة الأخرى وشاهد سيارة دخلت المديرية واتجهت إلى الباب الرئيس.

وأضاف، أنه سار باتجاه الدرج حيث كان في الطابق الثاني، وأثناء النزول شاهد لعدة ثوان شخصًا ملقىً على الأرض شبه عار من الأعلى، ويوجد حوله عدد من الأشخاص، وسمع أحدهم يقول له "اصحى انت بتتخوث"، وكان آخر يرش عليه الماء.

خلال ذلك حضر عنده أحد المتهمين وهو (أ. ه) وقال له اتصل بالطبيب بسرعة، واتصل بالفعل بقسم التحقيق لكنه علم منهم أنه لا يوجد طبيب مناوب، ومن ثم عاد إليهم، وأخبرهم بأنه لا يوجد طبيب مناوب، ومن ثم عاد لقسم العمليات واتصل بالطبيب لكن هاتفه كان مغلقًا، فاتصل بالطبيب الثاني الذي رد عليه ابنه.

وأضاف، أن الطبيب الثاني وبعد التواصل معه أبلغه بأن يتصل بالطبيب (خ. م) حتى يلحق بهم، وخلال ذلك حضر إليه نفس المتهم من عناصر الوقائي، وأبلغه أنه تم نقل نزار للمستشفى.


اقرأ/ي أيضًا:

صور | بلدية رام الله تعقّب على تحطيم رؤوس أسود المدينة

حفل تأبين نزار بنات: تشديدٌ على محاسبة القتلة ومن يقف خلفهم

3 قوى يسارية تحتجّ على ابتزازها بمخصصاتها المالية منذ 4 أشهر