18-نوفمبر-2020

نائل البرغوثي - 2013 (عباس مومني/ Getty)

الترا فلسطين | فريق التحرير

"لو أن هناك عالمًا حُرًا كما يدّعون، لما بقيت في الأسر 41 سنة"، جزء من رسالة بعث بها نائل البرغوثي عبر زوجته التي زارته مؤخرًا في سجن "بئر السبع" الإسرائيليّ، مع دخوله السنة الأولى بعد العقد الرّابع، أسيرًا في سجون الاحتلال، وهي "أطول مدة اعتقال في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة".

     "لو أن هناك عالمًا حُرًا كما يدّعون، لما بقيت في الأسر 41 سنة"    

في 20 تشرين ثاني/ نوفمبر يبدأ نائل (63 عامًا) من كوبر شمال رام الله، سنةً جديدة خلف قضبان الاحتلال، وهو الذي واجه الاعتقال منذ 1978.

وبحسب بيان نادي الأسير، فإنّ نائل أمضى 34 سنة متواصلة في الاعتقال، إلى أن تحرر من سجنه في صفقة "وفاء الأحرار" التي أبرمتها المقاومة في غزة مع الاحتلال عام 2011، وأطلقت بموجبها سراح الجندي جلعاد شاليط مقابل 1027 أسيرة وأسير. غير أنّ "إسرائيل" أعادت اعتقاله عام 2014 والعشرات من رفاقه المحررين، بعد اختطاف ثلاثة مستوطنين قرب مجمّع "غوش عتصيون" الاستيطاني شمال الخليل، وما يزال معتقلًا إلى اليوم.

وأثناء مدّة اعتقاله التي امتدّت لأكثر من أربعة عقود، فقدَ البرغوثي والديه وهو أسيرًا. ووفقًا لنادي الأسير فإن نائل من مواليد 1957، وحُكم بالسجن المؤبد مضافًا إليها 18 سنة. وقد تزوج بعد الإفراج عنه في 2011 بزوجته أمان نافع، ويصادف اليوم مرور 9 أعوام على زواجهما.

أمان نافع تحمل صورة زوجها نائل - 2017 (عباس مومني/ Getty)

وفي حزيران/ يونيو 2014 أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله مجددًا، وأصدرت بحقه حُكمًا مدته 30 شهرًا، وبعد انتهاء محكوميته، أعادت له حُكمه السابق بالسجن المؤبد. وفي 2018، قتلت قوات الاحتلال ابن أخيه صالح البرغوثي، واعتقلت شقيقه عاصم، ووالديهما، ومجموعة كبيرة من أفراد عائلته. وهدمت منزلين للعائلة، وما يزال شقيقه عمر رهن الاعتقال.

نائل بصحبة شقيقه عمر البرغوثي، المعتقل حاليًا أيضًا - 2013 (عباس مومني/ Getty)

وعلى مدار سنوات سجنه، وجّه البرغوثي عدة رسائل، منها: أنّ "الطريق الوحيدة لتحريرهم (الأسرى) تبدأ أولًا من الوحدة الوطنية، كمنطلق أساسي لاستعادة الهوية الفلسطينية، وإعادة الاعتبار للقضية وأهدافها التحررية"، وأن "الأحداث المؤلمة التي تعصف بنا يجب أن تُعزز من وحدة نضال شعبنا في درب التحرير، وليس في درب المشاريع المؤقتة"، و"إن محاولات الاحتلال لقتل إنسانيّتنا لن تزيدنا إلّا إنسانية".

ودعا البرغوثي في رسائله المتكررة لـ "تعزيز الوحدة الوطنية" باعتبارها "واجبًا وطنيًا وقوميًا، يجب أن نحققه حتى نتمكن من السير نحو درب التحرر"، وقال إنه لا بدّ من "العمل على رفع منسوب الوعي الوطني لمواجهة التحديات الكبيرة التي تعصف بمصيرنا"، وأن قضية محرري صفقة (وفاء الأحرار) يجب أن "تكون المفتاح لإتمام أي صفقة تبادل لتحرير الأسرى". 


اقرأ/ي أيضًا:

الشمس تولد من الجبل

بروفايل | وليد دقة.. "رجل الزمن الموازي"

ناصر أبو سرور.. ظريف الطول الذي نادته مزيّونة لـ26 سنة