ما أن انتهى شهر رمضان حتى عادت لفصل الربيع أبرز ملامحه التي عرفه بها كثيرٌ من الفلسطينيين في السنوات الأخيرة، وهي مسارات التجوال الراجلة، التي تجد إقبالاً لافتًا منذ شهر شباط/فبراير حتى حلول شهر حزيران/يونيو واشتداد حرارة الصيف.
في هذا التقرير ننصحكم بخمسة مسارات في محميات طبيعية ومواقع تراثية وفي البلدات القديمة:
1. مسار محمية واد القلط
يبلغ طول هذا المسار 12 كم، ودرجة صعوبة المشي فيه من المتوسطة إلى الصعبة.
يبدأ هذا المسار من منطقة البيت العثماني الواقع في الجهة الغربية من مدينة أريحا، ويميز نقطة الانطلاق وجود البناء العثماني ذو القناطر والزخارف، وبالقرب منه يوجد الجسر التركي، الذي تعلوه قناة الماء فوق مجرى واد القلط.
يسير الزائر بالاتجاه الشمال الغربي نحو بداية مسار وادي القلط قرب عين القلط، ثم يسير عبر الوادي الذي يعتبر أحد روافد نهر الأردن، وتجري فيه المياه بمعظم أيام السنة. وتعتبر المياه الشتوية الهاطلة على السفوح الشرقية لمحافظة رام الله والبيرة مصدرًا رئيسيًا لتغذية هذا الوادي. وينتهي المسار بدير القلط أو دير القديس جورج الذي يعتبر معلمًا دينيًا مسيحيًا وتحفة معمارية.
2. مسار محمية وادي قانا
يبلغ طول هذا المسار 7 كم وهو مسار سهل المشي.
يبدأ المسار من شرقي قرية كفر ثلث المطلة على محمية وادي قانا، ثم بالنزول عبر السفوح وصولاً إلى نهاية المسار غربًا.
يعتبر وادي قانا محمية طبيعية، تبلغ مساحته حوالي 10 آلاف دونم معظمها في أراضي قرية دير استيا، وأجزاء منها من أراضي قريتي جينصافوط وقراوة بني حسان.
تمتاز هذه المحمية بالخضرة والجمال على امتداد البصر، وبتنوع الحياة النباتية والحيوانية فيها، وبرك المياه والسيول والينابيع التي تنفجر في نقاط معينة لتروي أشكال الحياة كافة في المحمية.
3. مسار محمية وادي غزة
يبلغ طول هذا المسار 9 كم وهو مسار سهل المشي
يبدأ المسار من منطقة شرق قطاع غزة على ارتفاع نحو 80 مترًا فوق سطح البحر، بالسير في أرض رملية سهلة، ويمر بين الفينة والأخرى بأشجار النخيل والكينا، ويستمر إلى الغرب متوسطًا مجموعة من المناطق السكنية مثل قرية المغراقة وجحر الديك والزهراء ومخيمي البريج والنصيرات.
ويمر الزائر في المناطق الرطبة والبرك وعيون الماء عبر الوادي التي تعد موئلاً مناسبًا للطيور المائية المقيمة والمهاجرة. كذلك يمر بالعديد من المناطق الأثرية منها تل العجول وهو من دويلات المدن الكنعانية الرئيسية في فلسطين، وينتهي المسار عند البحر الأبيض المتوسط عند مصب بين الكثبان الرملية.
4. مسار المخرور- بتير
يبلغ طول هذا المسار 5 كم وهو مسار متوسط الصعوبة في المشي
يبدأ المسار غرب مدينة بيت جالا في وادي ذي قيم طبيعية وثقافية هامة يسمى وادي المخرور، وقد سمي بهذا الاسم نتيجة خر المياه من منطقة العين الجبلية إلى الوادي.
ومن وادي المخرور يسير الزائر في مسار طبيعي غاية في الجمال باتجاه قرية بتير إلى الغرب، وهو مسار غني بالتنوع الحيوي، حيث يمكن للزائر الاستمتاع بمشاهدة العديد من الحيوانات والطيور والأشجار، منها: النيص الهندي المتوج، الخلد، الوبر الصخري، الغزال، الحجل، عصفور الشمس، الهدهد، وأشجار البلوط والسريس والملول والصنوبر الحلبي.
تنتشر على طول المسار الصور الزراعية أو المناطير، التي استخدمت أثناء المواسم الزراعية للمراقبة، كما يطل الزائر على سكة حديد أقامها العثمانيين عام 1892 وتربط بين مدينتي يافا والقدس.
ويصل الزائر في نهاية المسار إلى قرية بتير حيث يزور نواة القرية القديمة وحوش السبع أرامل ويزور المتحف البيئي وعين البلد والبركة والمدرجات الزراعية والمقامات وسكة الحديد وخربة بتير.
5. مسار البلدة القديمة في الخليل
طول هذا المسار 6 كم وهو سهل المشي، يبدأ في البلدة القديمة في الخليل التي سجلت في قائمة التراث العالمي عام 2017، وبالتحديد من عند معصر النتشة التي يعود تاريخها إلى أكثر من 200 عام.
يتوجه الزائر إلى زاوية الشلبي في حارة السواكنة، التي تنسب إلى أبو بكر الشلبي وهو خرساني الأصل عاش في بغداد. وفي هذه الزاوية مقام وضريح تلميذه الشيخ الترعاني ويوجد مصلى صغير وغرف متعددة وساحة مكشوفة.
يستكمل المسار نحو معصرة شجرة الدر أو معصرة النبي النتشة التي شيدت خلال الفترة الثمانية أوائل القرن العشرين، ثم يتوجه الزائر إلى مصنع السيراميك والفخار، وهي أقدم الحرف اليدوية التقليدية في الخليل، ويستمر المسير إلى زاوية الزاهد وهي زاوية صوفية تضم مقام الشيخ عيسى الزاهد في الحي المعروف باسمه.
ثم يتجه الزائر إلى ساحة البلدية القديمة، عبر سوق القصبة -الذي يعتبر السوق الرئيس في البلدة القديمة- إلى ساحة القزازين التي تحوي مسجد القزازين وتتوسطه قهوة بدران التي تعتبر أول مقهى عام في المدينة.
ويواصل الزائر المسير إلى حارة القزازين لزيارة معصرة اقنيبي التي تعود للصعر المملوكي وكانت تستخدم لعصر ثمار الزيتون ثم تحولت لعصر السمسم، ومن ثم يصل الزائر إلى حمام إبراهيم الخليل الذي يقع في حارة بني دار، وهو من أقدم الحمامات في فلسطين ويعود للفترة المملوكية.
يكمل الزائر المسير نحو مصنع أرض كنعان للزجاج التقليدي، ويمكن للزائر أن يستريح في حديقة الصداقة، وينتهي المسار في الحرم الإبراهيمي، الذي يضم قبور سيدنا إبراهيم وزوجته سارة وولديه وزوجتيهما.
