09-يونيو-2018

صورة أرشيفية: شبان وشابات في سلسلة قراءة بشرية في غزة (gettyimages)

تميّزت الرواية الفلسطينيّة منذ بداياتها وحتى يومنا هذا بالعديد من الاتجاهات السرديّة المتنوّعة والمختلفة، إضافةً للعديد من المواضيع والقصص المتباينة التي عالجها وكتب عنها الروائيون الفلسطينيون. كما كانت الرواية الفلسطينيّة ذات حضور عربيٍ وعالميّ واضح، إذ حصلت عدّة روايات فلسطينيّة على جوائز عربيّة عالميّة، كجائزة البوكر العربيّة، وجائزة كتارا، وجائزة نجيب محفوظ للإبداع الأدبيّ، وغيرها من الجوائز المحلّية العربيّة.

حصلت روايات فلسطينية على جوائز عربية عالمية. نستعرض لكم هنا 7 روايات فلسطينية كتبت في مراحل تاريخية متفاوتة

في هذا التقرير، نستعرضُ 7 رواياتٍ فلسطينيّة كُتبت في مراحل تاريخيّة متفاوتة، تعكسُ الاتجاهات السرديّة المختلفة والمواضيع المختلفة التي تناولتها الرواية الفلسطينيّة على مدى التاريخ الفلسطيني من الستّينات وحتى يومنا الحاضر.

رأيتُ رام الله – مريد البرغوثي

هي رواية سيرة ذاتية، يتعرَّض فيها الكاتب لحالتيّ المنفى والعودة إلى الوطن، الأولى تعرِضُ المشاعر والآلام الشخصيّة التي يعيشُها الفلسطيني مغتربًا عن وطنه، والثانية تعرض رحلة العودة، ومرحلة العبور، والمعاناة المتمثلة بالسّيطرة الإسرائيلية على الحياة اليوميّة الفلسطينيّة. وما بين الرواية عن النزوح والاعتقال، وبين الرواية عن العودة عام 1996، تعكس الرواية حالة الاغتراب التي يعيشُها الفلسطينيّ في الوطن وفي المنفى على حدّ السواء.

حازت الرواية على جائزة نجيب محفوظ للإبداع الأدبي في عام 1997، وقد تمّت ترجمتها إلى الإنجليزية.

زمن الخيول البيضاء – إبراهيم نصرالله

الرواية الأشهر لكاتبها إبراهيم نصر الله، وهي رواية من سلسلة "الملهاة الفلسطينيّة" المكوّنة من روايات سبعٍ تروي قصصًا مختلفة، وفي كلٍ منها يكتب إبراهيم نصرالله جزءًا من التاريخ الفلسطينيّ.

تقع أحداث الرواية في نهايات الحكم العثماني لفلسطين مرورًا بالاحتلال البريطاني، وانتهاءً بأيام النكبة الأولى عام 1948. تروي الرواية قصة عائلة فلسطينيّة ومجتمعًا قرويًا بأكمله، تُصارع من أجل البقاء، وطنًا ومجتمعًا، قصصًا عن الحب، والتراث، وغيرها من القصص الأخرى التي تعجُّ بها صفحات الرواية. سمّاها البعض بـ"الإلياذة الفلسطينيّة"، لطابعها الملحلميّ وأسلوبها السرديّ.

عائد إلى حيفا – غسان كنفاني

هي أيضًا الرواية الأشهر لكاتبها الشهيد غسان كنفاني، وقد أمست إحدى الروايات المؤسِّسة في الأدب الفلسطيني في نظر الكثيرين، ويمكن تسميتُها بالكلاسيكيّة الفلسطينيّة إذا صحّ الوصف. تحوّلت الرواية إلى أعمال دراميّة مباشرة وغير مباشرة، واستُوحيت مرارًا على شاشة السينما وحتى في كتابات كُتّابٍ لاحقين على كنفاني.

قصّة الرواية عن والدين مهاجران من حيفا عام 1948، وبسبب من المباغتة التي يلقيانها لهول الأحداثِ، يخلِّفان وراءهما ابنهما لتربّيه عائلة يهوديّة. بعد سنواتٍ يقرِّر الوالدان العودة إلى البيت، والبحث عن الابن الضائع، وخلال تلك المقابلة، يطرح غسّان كنفاني العديد من الأسئلة والتأمُّلات حول معانٍ عديدة هي مسلّمات في نظر البعض، إلّا أنّها في نظر الكاتب قد تأخذُ أبعادًا إشكاليّة تجعل المعاني المُسلَّم بها مزعزعة وغير ثابتة.

المتشائل  – إميل حبيبي

اسمُها أيضًا، الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل. كلاسيكيّة أخرى من كلاسيكيات الأدب الفلسطيني والرواية الفلسطينيّة تحديدًا، وهي أيضًا أشهرُ ما كتب إميل حبيبي. تدور أحداث الرواية خلال مرحلة الحكم العسكريّ الذي فُرِضَ على الفلسطينيين في الداخل المحتلّ. حبيبي يخلقُ من خلال هذه الرواية كلمة هي مزجٌ بين المُتفائل والمتشائم، وهي "المتشائل"، لوصفِ حالة الفُصامِ التي يعانيها بطل الرواية على مدى صفحاتها.

صدرت الرواية عام 1974، ومذّاك، أثارت الرواية العديد من النقاشات وكتب عنها العديد من الأوراق البحثيّة والمقالات، خصوصًا فيما يتعلّق بحياة الفلسطينيين في الداخل المحتلّ، وعن سؤال التعامُل مع الدّولة التي يزعم أنهم "مواطنون" فيها.

السفينة – جبرا إبراهيم جبرا

تختلفُ هذه الرواية عن سابقتها، كحال رواية الضوء الأزرق التي تردُ في هذا التقرير أيضًا. فلا الأحداثُ تقع في فلسطين، ولا القصّة لها علاقة بفلسطين. اتخذ جبرا إبراهيم جبرا المنفى مسرحًا لأحداث رواياته، وفي هذه الرواية، فالسفينة المبحرة في المتوسط وبعض مدن أوروبا، وبعض الشخصيّات الفلسطينيّة والعربيّة والأجنبيّة، هم شخوصها وتلكم أماكن حدوثها.

تحمل شخصيّات جبرا الفلسطينيّة والعربيّة هاجسَ فلسطين كقضيّة عربيّة، وفي الرواية، التي تشبه إلى حدٍ بعيد في سرديّتها التأمُّلية روايته الأخرى "البحث عن وليد مسعود"، تحضرُ فلسطين كقضيّة إنسانيّة أخرى غير عادلة. أما الرواية، فهي مزيجُ من الصراعات النفسيّة بين شخوصها، ومجموعة من الصُّدف المرتبة وغير المرتبة مسبقًا التي تجمعهم. تتميّز الرواية كروايات جبرا الأخرى، بأسلوبٍ سرديّ سلس وآسِر لغةً ومعنى، وهي رواية قد تعدّ أساسيّة للولوج إلى عالم جبرا الروائيّ.

الضوء الأزرق – حسين البرغوثي

ليس مجرّد كتابٍ هو الأشهرُ مما كتَب حُسين البرغوثي، بل قد يكون الكتابُ الفلسطينيّ الأشدُّ شهرةً وتأثيرًا في السرد الفلسطينيّ. صدر عن بيت الشعر الفلسطيني عام 2001، وهو مزيجٌ بين سيرة ذاتية وبين خيالٍ روائيّ، يروي فيه حسين البرغوثي سيرة حياته في مدينة سياتل الأمريكيّة، بأسلوبٍ سرديّ غريبٍ، صوفيٍّ تأمُّليٍ، فيه يمزجُ تجاربه الداخليّة والخارجيّة مع الأصدقاء وأمكنة سياتل، ويرويه بلغّة قالَ عنها درويش وعن الكتاب: "إنه كتاب فريد من نوعه في الكتابة العربيّة، ولعله أجمل إنجازات النثر في الأدب الفلسطينيّ".

جريمة في رام الله – عباد يحيى

تكمنُ أهميّة الرواية من ناحية غير أدبيّة، فيما تعرّضت له من منعٍ، وما أثارته من حوارات لم تنتهِ بعد ولا تزال أصداؤها تتصاعد بين حين وآخر، إذ تركت تجربة المنع هذه العديد من الأسئلة عمّا يجبُ أو لا يجبُ على الرّواية أن تكتبه أو لا تكتبه، وعن نوع القضايا التي يجبُ أن تتعرّض لها أو ألّا تتعرّض لها.

"جريمة في رام الله"، قد تكون من إحدى الروايات الأكثر إثارة للجدل في تاريخ الرواية الفلسطينيّة، ويظهر البحث في "غوغل" ما يقرب من مليون نتيجة متعلّقة بالرواية.

تروي الرواية قصّة ثلاثة شبّان من جيل ما بعد الانتفاضة الفلسطينيّة الثانية، وتظهرُ الحيوات المتوازيّة المتعلّق نصفها الأوّل بالسياسة والقضايا الكبرى الشاغلة للشُبّان وبين الواقع اليوميّ لحيواتهم الشخصيّة. تقع حبكة الرواية حول جريمة القتل التي تحدث عام 2012، لتبدأ حيوات الشبان الثلاثة بالتمحور حولها.


اقرأ/ي أيضًا:

في مديح اليأس: إنساني مفرط في إنسانيته

حسين البرغوثي.. العابل الهائل في الضوء الأزرق

ساعة غسان كنفاني