يهدد أعضاء 7 مجالس محلية في منطقة "الكفريات" جنوب طولكرم بالاحتجاج السلمي والعصيان المدني، في حال أقدمت الحكومة الفلسطينية على منح تراخيص لـ7 كسارات حجر جديدة في المنطقة.
استقالات، واحتجاجات ينفّذها أهالي مناطق الكفريات جنوب طولكرم، رفضًا لمصادقة الحكومة على السماح بإنشاء 7 كسارات جديدة للحجارة
وكان أعضاء المجالس المحلية في قرى الكفريات (جبارة، الراس، كفر صور، كور، كفر زيباد، كفر جمال، كفر عبوش) قد أعلنوا الليلة الماضية الاستقالة بشكل جماعي، على خلفية القضية، وذلك بدعم من إقليم حركة فتح في المنطقة.
علاء الصيفي رئيس مجلس قروي كفر عبوش أوضح في حديث مع "الترا فلسطين" أن لديهم في المنطقة كسارة تتسبب بمعاناة كبيرة، وصدر قرار بتغيير صفة استعمال أراضي المنطقة من "زراعي ومعاهد وجامعات إلى صناعي"، وهناك 7 كسارات قدمت طلبات تراخيص في منطقة الكفريات، وهو ما دفعهم للاحتجاج.
وأفاد الصيفي بأن المنطقة تعاني من كسارة "الموارد" الموجودة حاليًا في منطقة الكفريات وتحديدًا في قرية كور ووادي التين، ومن التوسعة العشوائية لها، ضاربة بعرض الحائط القوانين والأنظمة، ومن استخدام المتفجرات ليلًا، عدا عن الأضرار الناجمة عن الشاحنات.
ويقول الصيفي إن الأمر "لا يمكن السكوت عليه"، فالأراضي الزراعية المحاذية للكسارات تم تدميرها، وتدمير البنية التحتية والطرقات الواصلة بين القرى ومدينة طولكرم.
وأردف أنهم قدموا كتبًا رسمية إلى الشرطة ووزارة الاقتصاد مطالبين بوقف ترخيص كسارة "الموارد" بسبب التوسعة العشوائية التي تقوم بها، وضرب الألغام في الليل والناس نيام، كما طالبوا بوضع دوريات شرطة على الطرقات للحدّ من تجاوزات الشاحنات وسرعتها الهائلة والأحمال الزائدة، وكل المخالفات التي تقوم بها لأن الطريق بين الكفريات وطولكرم أصبح طريقًا للموت. ويتساءل: إذا كان هذا هو الحال مع كسّارة واحدة، فكيف سيكون مع إقامة كسارات أخرى؟
ويبيّن الصيفي أنهم قدموا الاستقالة حاليًا، وإذا لم يتم توقيف ترخيص الكسارات في جلسة مجلس الوزراء يوم غد الإثنين فسيكون لهم خطوات أخرى، بالتشاور بين البلديات والمجالس وتنظيم حركة فتح.
من جانبه قال إياد جراد أمين سر حركة فتح في طولكرم إن الخطوات الاحتجاجية التي قاموا بها تتمثل بتقديم استقالات جماعية لعدد من المناطق التنظيمية واستقالات في المكاتب الحركية والمجالس المحلية في منطقة الكفريات. وأكد في تعقيبه لـ"الترا فلسطين" أنهم بانتظار قرار لمجلس الوزراء لوقف ترخيص الكسارات في محافظة طولكرم.
وعلاوة على ما تقدم به الصيفي في أسباب رفضهم للكسارات، قال جراد إن تغيير صفة ترخيص الأراضي في منطقة قرى الكفريات، يؤثر على النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي والجميع يرفض ذلك.
وتابع جراد "نحن لسنا بحاجة لكسارات جديدة في فلسطين لأن الكسارات القائمة تسدّ حاجة السوق وتستطيع رفع طاقتها الإنتاجية لإنتاج المزيد".
ونوّه إلى أن "إسرائيل" تنوي إغلاق كل الكسارات لديها في نهاية 2025، لذا فإنهم يتخوفون من أن يكون الهدف من إقامة الكسارات لديهم هو أن تُنتج لصالح دولة الاحتلال، وفي خدمة مشاريع توسعة الاستيطان على حساب الأراضي، وأكد "نحن نعاني في طولكرم أصلًا من التلوث البيئي الناجم عن منطقة جيشوري الصناعية، والآن ترخيص 7 كسارات جديدة سيؤثر بشكل كبير على البيئة".
تواصلنا في "الترا فلسطين" مع مسؤولي الإعلام في وزارتي الحكم المحلي والاقتصاد للتعقيب على القضية، ولكننا لم نحصل على أيّ رد منهم.
وكان وزير الحكم المحلي المهندس مجدي الصالح قد عقد اجتماعًا في طولكرم يوم أمس السبت، مع إقليم حركة فتح في محافظة طولكرم وأكد لهم -بحسب ما ورد في بيان صحفي صادر عن الإقليم- أنه سيقدم توصية إلى مجلس الوزراء في اجتماعه الذي يعقد الإثنين من أجل وقف منح تراخيص كسارات جديدة، وتشكيل لجنة لدراسة الملف، وتقييم وضع الكسارات القائمة، وتصويب أوضاع كافة الكسّارات بناء على الشروط والقوانين والمحافظة على البيئة والسلامة العامة.
وكانت مجالس الكفريات قد أعلنت في بيان صحفي عن تقديم استقالة جماعية، وقالت إن القرار يأتي إثر إصدار تراخيص كسارات في المنطقة، وتغيير صفة الاستعمال من الزراعي ومعاهد وجامعات إلى صناعي. وطالبت المجالس المستقيلة بإصدار قرار من مجلس الوزراء بمنع ترخيص أي كسارة في منطقة الكفريات، ومصادقة مجلس التنظيم الأعلى على المخطط الهيكلي لمنطقة الكفريات، حسب ما تم رفعه والمصادقة من اللجنة المحلية في بلدية الكفريات خلال فترة زمنية محددة وواضحة.
وطالبت المجالس أيضًا "بالوقوف على المخاطر المترتبة على الكسارات القائمة وناقلات الموت على شوارعنا، والعمل على وقف هذه المنشآت التي تجاوزت القانون والشروط البيئية والصحية، وأدت لتدمير الآثار والزراعة والبنية التحتية، وتشكيل خطر دائم على الطلبة في ذهابهم وإيابهم إلى المدارس".
ويأتي احتجاج أهالي الكفريات في طولكرم على ترخيص كسارات جديدة في منطقتهم، في وقت تشهد فيه منطقة الشعراوية على الجهة الأخرى من محافظة طولكرم حالة غليان بسبب قرار وزارة الصحة بإتباع مركز طوارئ مستشفى عتيل إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت في طولكرم، في الوقت الذي يطالبون فيه بفتح مستشفى كامل لديهم في منطقة يعيش فيها نحو 80 ألف فلسطينيّ.
ونتيجة لذلك يقوم المحتجّون في بعض الأيام بإغلاق شوارع حيوية في تلك المناطق، وإشعال الإطارات المطاطية احتجاجًا على ما وصفوه بـ "تهميش الحكومة لمحافظة طولكرم".
